طباعة هذه الصفحة

قلل من مخاوف الرئيس الأمريكي 45

مسدور: تنويع الجزائر لشركائها أكبر ضمان لأمنها الاقتصاد

حكيم بوغرارة

الرهان على إفريقيا سيقلل من الصدمات على اقتصادنا

قلل الخبير الاقتصادي مسدور فارس، من مخاوف وصول الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، موضحا أن العلاقات الجزائرية - الأمريكية في الجانب الاقتصادي مميزة ويمكن أن تتعزز أكثر.

قال د. مسدور، في حديث لـ “الشعب”، إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت أول مستورد من الجزائر خلال عام 2012 بقيمة إجمالية بلغت نحو 12 مليار دولار، وهو الأمر الذي كان تاريخيا وأكد نجاح الجزائر في كسر عقدة التبعية التجارية والاقتصادية لأوروبا، خاصة فرنسا.
تصدر أمريكا زبائن الجزائر لم يكن صدفة، بل سبقته عديد المؤشرات المهمة، حيث ولعدة سنوات تطورت المبادلات التجارية بين الجزائر وواشنطن، مثلما أكده مجلس الأعمال الجزائري - الأمريكي في 2008، الذي تحدث عن 20 مليار دولار والتي تطورت بحوالي 23 من المائة عما كانت عليه في 2007، مشيرا إلى استثمارات أمريكية جديدة في الجزائر ومتوقع أن يرتفع إلى أكثر من 30 مليار دولار بعد مباشرة الولايات المتحدة الأمريكية استثمارات فلاحية وصناعية في الجزائر.
وأضاف الخبير، أن الجزائر تبنّت سياسة تنويع الشركاء منذ عهد الاتحاد السوفياتي، ثم تفتحت على آسيا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا والوطن العربي، وبالتالي تحصين الاقتصاد الوطني من التبعات السياسية غير المتوقعة.
وأشار في سياق متصل، إلى أن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، وبحكم قدومه من عالم الأعمال والاستثمار، فقد يكون شريكا مهمّا للاقتصاد العالمي، وبالتالي يجب علينا تحيين الفرص والتموقع جيدا لضمان مصالحنا والتعامل مع كل الوضعيات المحتملة مستقبلا.
وشدد على ضرورة وضع الثقة في أنفسنا وتطوير اقتصادنا من خلال محاربة البيروقراطية والفساد وكل ما من شأنه عرقلة إنجاز المشاريع الاستثمارية المنتجة للإبقاء على رؤوس الأموال الجزائرية هنا وإقناع المستثمرين بالمجيئ للجزائر وتشجيع الجزائريين على الاستثمار في الخارج، تمشيا مع التحولات العالمية.
واعتبر مسدور مجلس رجال الأعمال الجزائري - الأمريكي فضاءً مهمّا للحفاظ على مصالح الجزائر وتعزيزها، من خلال مواصلة العمل على بعث المشاريع الاستثمارية ونقل التكنولوجية للجزائر، باعتبار أن المؤشرات الاقتصادية تؤكد إمكانية تطوير العلاقات الجزائرية - الأمريكية أكثر فأكثر.
ودعا نفس الخبير الاقتصادي إلى استغلال منتدى الاستثمار والأعمال الافريقي، الذي ستحتضنه الجزائر بين 03 و05 ديسمبر الداخل، للبحث عن شركاء وتشجيع القطاع الخاص الجزائري للذهاب والاستثمار في الخارج برعاية السلطات، موضحا أن الجزائر لها إمكانات كبيرة يجب أن تستغلها وكل مقومات النجاح متوفرة لتدارك التأخر في الاقتصاد خارج المحروقات.
وأضاف أن توجيه الدعوة لمتعاملين أمريكيين في المنتدى من شأنه أن يكون مهمّا، في سياق الترويج للمقصد الجزائري، الذي يبقى متأخرا بالمقارنة مع الصينيين والأتراك والأمريكان وأوروبا واليابان وغيرها من الدول، التي اجتاحت القارة اقتصاديا بهدوء تام.
لكن يبقى تذليل العقبات ورفع العراقيل وتوفير مناخ ملائم للأعمال يكون جذابا في ظل عالم لا ترحم فيه المنافسة.