طباعة هذه الصفحة

عارضا برنامجه لانتخابات اليسار التمهيدية

فالس يسعى لإقناع الفرنسيين بأنه المرشح الأفضل للفوز بسباق الإليزي

حاول، مانويل فالس، خلال ساعتين الخميس، في حوار بث على القناة الفرنسية الثانية «فرانس 2» أن يقنع الفرنسيين بأن بإمكانه أن يكون المرشح الأفضل في معسكر اليسار للفوز بالانتخابات الرئاسية في ماي المقبل.
وقال «أتحمل المسؤولية الكاملة في ما يتعلق بالحصيلة السياسية والاقتصادية لولاية فرانسوا هولاند وأريد أن أمثل اليسار الحديث الرافض لليبرالية، لكن في نفس الوقت (اليسار) الذي يسير قدما نحو تحسين وضع فرنسا».
وتابع:» طبعا لم أتغير ولم تتغير معتقداتي لكني أصبحت ناضجا»، مضيفا أن «اليسار والتيار الديمقراطي الاشتراكي في فرنسا والعالم رضخا كثيرا في السابق للأسواق والمؤسسات المالية ولقوة المال».
وبعدما دافع عندما كان رئيسا للحكومة عن مبدأ «الأرثوذكسية المالية» وضرورة إدارة اقتصاد أموال الدولة عبر زمرة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، غير فالس فجأة مواقفه حيث أصبح يروج لأفكار يسارية بحته. ومن بين هذه الاقتراحات الجديدة عدم تقليص نفقات الدولة بل العكس التكلف بكل احتياجات الفرنسيين لا سيما المادية والدفاع عن راتب لا يقل عن 800 يورو لكل موظف أو عامل، إضافة إلى إلغاء قانون 3/49 الذي يسمح للحكومة بتمرير القوانين دون تصويت من البرلمان.
وتجدر الإشارة إلى أن فالس هو المسؤول الفرنسي الذي حطم الرقم القياسي في استخدام قانون 49.3 (6 مرات) لكن اليوم يريد استعماله فقط عندما يتعلق الأمر بالتصويت على الميزانية.
وقال: فالس «لم أعد اليوم رئيسا للحكومة. أفكر كثيرا في المستقبل وبكيفية التصدي للأزمة السياسة التي تعاني منها بلادنا»، موضحا أنه «أرغم على استخدام قانون 49.3» دون أن يكشف عن الجهة التي أرغمته.
كما تطرق فالس إلى مواضيع اجتماعية أخرى على غرار قضية الحجاب الذي وصفه سابقا بأداة «لإخضاع النساء» لإرادة الرجال.
في رده على سؤال شابة فرنسية متدينة أرادت معرفة موقفه من هذا اللباس، تساءل فالس: «ما هي العوامل التي تدفع النساء لتغطية وجوههن وجسدهن» ومجيبا في آن «أنت حرة في ارتداء الحجاب لكن في نفس الوقت تدركين جيدا ماذا يحدث اليوم في بعض الأحياء الشعبية».
طرحت قضايا أخرى ضمن النقاش منها مشكلة السكن التي تعني ملايين الفرنسيين. رئيس الحكومة السابق وعد أنه في حال أصبح رئيسا لفرنسا سيبني 40.000 مسكن جديد للشبان العاطلين عن العمل، مذكرا أن أكثر من 100 ألف سكن تم إنشاؤها في 2015 بفرنسا، أي بزيادة تقدر بـ2.3 بالمئة.
وبالنسبة إلى السياسة الخارجية، لم يغير فالس موقفه إزاء روسيا داعيا هذا البلد «الكبير إلى تحمل مسؤولياته بصفته قوة عظمى» في سوريا، ورافضا «رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه».
أما بشأن الأزمة السورية، اعتبر فالس أن مستقبل البلاد سيكون حتما دون بشار الأسد، داعيا في الوقت نفسه إلى «المزيد من البراغماتية إزاء هذا الملف وإلى إشراك الأسد في المحادثات الدولية».