طباعة هذه الصفحة

بعد مقتل السفير الأمريكي وثلاثة موظفين في بنغازي

فيلم مسيء للرسول الكريم ]ص [يعيد مسألة الأمن إلى نقطة الصفر

سعيد بن عياد
لم تكف الخلافات القائمة بين الأطراف التي تدير البلاد في ليبيا المثقلة بملفات لا تزال تثير اهتمام الملاحظين وتشد إليها الرأي العام الإقليمي والعالمي لما ترتب عن تغيير نظام الحكم وبالطريقة التي يعرفها العام والخاص، حتى انزلق الإستقرار مجددا لما لا يساعد على تدارك ملفات أخرى تنتظر الشعب الليبي وأبرزها الإمساك مجددا بعجلة التنمية وإرساء مؤسسات الحكم الشرعية بما يضمن سيادة القانون وشفافية إدارة الشؤون الأمر الذي يبعث مناخا من الإطمئنان محليا وجهويا وإقليميا.
الخطر هذه المرة تسببت فيه أطراف خارجية من خلال ترويج لفيلم سينمائي  أنجزه وأخرجه رجل أعمال إسرائيلي أمريكي يحمل إساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وللدين الإسلامي الحنيف. واستنادا لصحيفة وول ستريت جورنال فإن الفيلم الذي جمع له صاحبه وهو مستثمر عقاري أساسا مبلغ ٥ ملايين دولار من يهود رفضوا الإفصاح عن هويتهم يتهم الإسلام بأنه دين كراهية ويروج لإساءة عميقة تعكس مدى عنصرية وأحقاد صاحبه.
وما أن شرع في عرض الفيلم المنافي للقيم الإنسانية والمناهض لمسار حوار الحضارات  بإحدى قاعات مدينة بنغازي حتى حدث هجوم على البناية في ظل موجة غضب عنيفة من الأهالي وقد استعملت قذائف أحدثت حريقا مهولا خلف الحصيلة المعلنة، في وقت أفادت فيه مصادر إعلامية أن الحصيلة شملت مقتل السفير الأمريكي مع ٣ أفراد من القنصلية وذلك نتيجة استنشاق دخان سام دون أن توضح أسباب تواجده في بنغازي وإن كانت له علاقة ببث الفيلم القنبلة ، الذي يطرح سؤال حول خلفية ودواعي وضعه في السوق تزامنا مع ذكرى تفجيرات نيويورك الموافقة لـ١١ سبتمبر. وأكد الرئيس الأمريكي اوباما النبأ دون أن يبدي انزعاجه من ترويج فيلم لا يخدم أرضية حوار الحضارات ويستغل حرية التعبير لتمرير مفاهيم مغالطة وعنصرية.
فيما أكد مساعد وزير الداخلية الليبي مقتل الدبلوماسي الأمريكي وجرح آخر خلال اقتحام مئات المتظاهرين مقر القنصلية الأمريكية في بنغازي. وأوضح مراسل وكالة أنباء الصين أن عشرات المتظاهرين تجمهروا أمام القنصلية مع إطلاق الرصاص في الهواء قبل أن تنسحب القوات الليبية المكلفة بحماية القنصلية ليتم اقتحامها، وأضافت الوكالة أن مئات المتظاهرين دخلوا المقر حيث عبثوا بمحتويات قبل إحراق جانب كبير من القنصلية وإنزال العلم الأمريكي ما يحمل مؤشرا آخرا لتوجه الأوضاع نحو الأسوأ.
وحسب مساعد وزير الداخلية الليبي في شرق ليبيا فإنه تم سحب قوات الأمن جراء احتجاج المتظاهرين على الفيلم كان بعد أن غادر الدبلوماسيون القنصلية وتفاديا لمواجهات مع الأهالي مذكرا بمواجهات حصلت في ظل النظام السابق سنة ٢٠٠٦ أمام القنصلية الإيطالية في نفس المدينة. وللتذكير هاجم وقتها متظاهرون تلك القنصلية وبالذات في ١٧ فيفري ٢٠٠٦ إثر نشر وسائل إعلامية ايطالية رسوما كاريكاتورية لرسام دانماركي تسيء للرسول الكريم وسقط حينها ١٤ شابا برصاص قوات الأمن.