طباعة هذه الصفحة

تساؤلات بشأن مصيره وتمسّك بعودته

لغز استقالة الحريري يدخل لبنان في حالة من القلق والغموض

حالة من القلق والغموض يعيشها لبنان مند أسبوع، إثر إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من السعودية، رافضا منذ ذلك الحين الردّ على الاتصالات التي تصله، الأمر الذي فتح باب الشكوك واسعا وجعل كثيرين يعتقدون بأنه قد يكون محتجزا، وبأنه قد يكون أجبر على الاستقالة.
لا تزال قضية استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري تهيمن على الوضع في لبنان، وسط تزايد المطالبات بعودته والتساؤلات بشأن مصيره، بينما لم يخف الرئيس اللبناني ميشال عون قلقه بشأن الظروف المحيطة بوضع الحريري.
وخلال لقاء مع سفراء مجموعة الدعم الدولية للبنان لبحث موضوع رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، أعرب عون عن قلقه بشأن الظروف المحيطة بوضع الحريري.
وذكّر عون مجموعة الدعم بالاتفاقيات الدولية والحصانات التي توفرها الدول، وبدورهم أكد سفراء الدول الداعمة للبنان دعم بلدانهم للخطوات التي يقوم بها عون.
وخلال اللقاء ثمّن الرئيس اللبناني وعي القيادات الوطنية وتضامنها في هذه المرحلة الدقيقة وحرصها على الوحدة الوطنية.
من جهته، قال ممثل الامم المتحدة، إن مجموعة الدعم الدولية تؤيد موقف الرئيس عون وتدعم سيادة واستقلال لبنان، كما أكد استعداد المجموعة للمساعدة في إيجاد حلول للأزمة الراهنة في لبنان.
واستقبل الرئيس عون تباعا، القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور إيفان سانتوس، والقائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد بخاري، وسفير الإمارات في لبنان حمد الشامسي، سفير مصر في لبنان نزيه النجاري، سفير الأردن في لبنان نبيل المصاروه، سفير دولة قطر علي بن حمد المري والسفير السوري علي عبد الكريم علي.
خلال استقباله القائم بالأعمال السعودي وليد بخاري، أكد رئيس الجمهورية اللبنانية أنه «من غير المقبول الطريقة التي حصلت فيها استقالة الرئيس سعد الحريري»، مطالبا «بعودة الرئيس الحريري إلى لبنان».
جنبلاط: لا بديل عن سعد
في وقت سابق توالت تصريحات المسؤولين اللبنانيين، ورغم اختلاف مضامينها فإنها اتفقت على المطالبة بعودة الحريري، وهو ما أكده زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أمس الجمعة، معتبرا أن الوقت قد حان لعودة الحريري، ومؤكدا أن الأمر لا بديل عنه.
من جهته طالب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بعودة الحريري، في حين اعتبر تيار المستقبل الذي يرأسه الحريري أن عودته إلى البلاد «ضرورة».
المشنوق: لسنا قطيعا
أما وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق فأكد أن اللبنانيين ليسوا قطيع غنم ولا قطعة أرض تنتقل ملكيتها من شخص إلى آخر، مشيرا إلى أن «الرئيس سعد الحريري هو من يقرر طبيعة المرحلة المقبلة عند عودته إلى لبنان».
وأضاف المشنوق بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دَريان، أن السياسة في لبنان تحكمها الانتخابات لا المبايعات.
جاء ذلك بينما قالت مصادر في الرئاسة اللبنانية إن البطريرك الماروني بشارة الراعي توجه إلى السعودية حاملا رسالة بأن لبنان لا يمكن أن يكون ساحة صراع إيراني سعودي.
محادثات حساسة
ومنذ استقالة الحريري قبل اسبوع، سرت شائعات كثيرة حول وجود الأخير في «إقامة جبرية» بالرياض أو حتى توقيفه، لا سيما أنها ترافقت مع حملة اعتقالات شملت شخصيات سعودية معروفة وأمراء.
وبينما يتطلع اللبنانيون إلى أي معلومة جديدة، رفضت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت الرد على سؤال عما إذا كان الحريري محتجزا في السعودية.
وقالت ناورت إن القائم بأعمال السفارة الأميركية في الرياض التقى الأربعاء سعد الحريري، ورفضت الإفصاح عن مكان عقد الاجتماع، إلا أنها وصفت المحادثات بأنها «حساسة وخاصة ودبلوماسية».
ماكرون بالرياض
وخلال زيارته للرياض أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مساء الخميس، تناولت قضايا لبنان واليمن والمنطقة بشكل عام، وسبل احتواء التوتر بين الرياض وطهران.
وأوضح بيان الرئاسة الفرنسية أن الرجلين بحثا الوضع في لبنان في أعقاب استقالة الحريري، وأن «الرئيس ماكرون أعاد التأكيد على الأهمية التي توليها فرنسا لاستقرار لبنان وأمنه وسيادته ووحدة أراضيه».
ستار من الصمت
وبينما يتواصل الغموض بشأن مصير الحريري، كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن استقالة الأخير ليست كما تبدو، فهو لم يكن يتوقع ما حصل له في السعودية.
وأفادت الصحيفة في تقرير لمراسلها من بيروت روبرت فيسك أن الحريري كان يعتزم العودة إلى بيروت في اليوم التالي من استقالته، حيث كان مقررا أن يلتقي في عاصمة بلده وفدا من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ويعقد مناقشات حول تحسين جودة مياه الشرب. وقال الكاتب إن كل تلك الأنشطة لم تكن توحي بأن الرجل بصدد التنحي عن منصبه.
مصادر غربية... الحريري حرّ
قال مكتب الحريري، الخميس، إن رئيس الوزراء المستقيل «استقبل سفير فرنسا لدى السعودية في الرياض، والتقى -أيضًا- دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأمريكا، في الأيام الأخيرة».
من جهة أخرى، أعلنت كل من فرنسا وألمانيا، أمس الجمعة، عدم صحة الأنباء التي تتحدث عن اعتقال الحريري في المملكة العربية السعودية، بحسب ما يتوفر لديهم من معلومات.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، إنه «يعتقد أن رئيس وزراء لبنان المستقيل سعد الحريري لا يخضع للإقامة الجبرية في السعودية وليست هناك أي قيود على حركته». فيما أصدرت الخارجية الألمانية بيانًا قالت فيه إنه «ليس لديها سبب للاعتقاد بأن الحريري محتجز في السعودية».
هذا ومع ضبابية الموقف في لبنان، طلبت الخارجية السعودية من رعاياها الزائرين والمقيمين فيه مغادرته في أقرب فرصة ممكنة. من جانبها طلبت الكويت من مواطنيها مغادرة لبنان فورا، وعدم السفر إليه نظرا للأوضاع التي يمر بها حاليا، كما جددت الإمارات مطالبة مواطنيها عدم السفر إلى لبنان.
مفتي الجمهورية يدعو للوحدة
قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، أمس، إن استقالة سعد الحريري من رئاسة الوزراء جاءت في ظروف صعبة.
ودعا الشيخ دريان للوحدة الوطنية والتريث قبل اتخاذ أي موقف من الاستقالة المفاجئة التي أعلنها الحريري في بث تلفزيوني من السعودية، يوم السبت الماضي.
ووصف دريان علاقات لبنان بالرياض بأنها أخوية وتاريخية.