طباعة هذه الصفحة

مولودية الجزائر

رؤية استراتيجية لتحقيق أهداف كبيرة

حامد حمور

تجسّدت عودة مولودية الجزائر إلى مؤسسة ''سوناطراك'' على الواقع من خلال شراء الشركة البترولية لكل أسهم ''الشركة التجارية'' للنادي العاصمي من خلال البروتوكول الذي أبرم يوم الأربعاء الماضي، والذي كان الخطوة القانونية للعملية التي كانت منتظرة منذ عدة أسابيع، بعد أن كان المسؤول الأول لشركة ''سوناطراك'' قد أعلنت أنّ هيئته سوف تضم كل أصناف فريق مولودية الجزائر.
وكان مسؤولو فريق كرة القدم ينتظرون بشغف كبير هذه العودة التي تساهم في استقرار الفريق من الناحية المالية، وبالتالي النظر إلى المستقبل بتفاؤل كبير، خاصة وأنّ سوناطراك اشترت كل أسهم الشركة التجارية، ما يعني أنّ التركيز بالنسبة للمسيّرين والتقنيين يكون على الميدان، وما يحفز كذلك اللاّعبين الذين عانوا طيلة السنوات الأخيرة من مشكل الأموال، الذي أثّر كثيرا على مسار الفريق الذي كان يضيع ''المنعرجات'' الحاسمة للبطولة في الفترة التي تنقص فيها الأموال لدى الفريق.
العودة إلى الواجهة القارية

 الوضعية الجديدة للمولودية تعدّ أوكسيجين حقيقي لهذا الفريق العريق، الذي بالرغم من الشعبية الكبيرة التي تمتّع بها واللاّعبين المميزين الذي كسبهم طوال مشواره، لم يفز بالألقاب التي تمنّاها أنصاره، بالنظر لواقع التسيير الذي لم يكن دائما في المستوى المطلوب.
ومرّ الفريق بفترات صعبة من جراء التداخل الكبير الموجود على المستوى المسؤوليات، التي لم تكن واضحة بالمرة، وزعزعت في الكثير من الأحيان السيرورة المنطقية للعميد، حتى أنّ تساؤلات أضحت واردة في كل مرة عن المخرج الذي سوف يحدّد الطريق الأصّح لهذا الفريق، الذي كان في السبعينيات الأول على المستوى القاري، خاصة وأنّ أمثلة عديدة من جيراننا الذين يملكون أندية تعتبر رمز الكرة في بلدانها، كالترجي التونسي والوداد البيضاوي، ولا ننسى الأهلي المصري الذي يعتبر الخزّان الحقيقي للمنتخب المصري منذ عشرات السنين، فهذه النظرة سوف لن تتحقق، إلاّ في وجود ركيزة حقيقية تسييرية، وتعتمد على ''حصة مالية'' تعطي الأمان الحقيقي لجميع الفاعلين في هذا الفريق.
والعديد من الأنصار الذين تحدّثنا معهم في الأحياء الشعبية للعاصمة ارتاحوا لهذه الخطوة الإيجابية للمولودية، والتي تأتي في ظروف جديدة لواقع كرة القدم الجزائرية، الذي دخل عالم الاحتراف...وبالتالي، فإنّ دخول ''سوناطراك'' في رأس مال المولودية كمساهم وحيد يقدم الوسائل المالية الضرورية، إضافة إلى الخبرة التسييرية لإطاراته في مجلس الإدارة، الذي سيضم (٣) أعضاء تكون لهم اللمسة الحقيقية في نظام التسيير الموفق، بالنظر للسمعة الكبيرة التي تتمتع بها'' سوناطراك'' على المستوى العالمي.

  دعم للرياضة الجزائرية

 وبما أنّ الوضع في كرة القدم خاص بقوانينه من خلال إنشاء شركات تجارية، كان إلزاما القيام بهذه الخطوة العملاقة لتأمين المسار في بداية الموسم، وهذا ما أعطى فعلا دفعا للمسيرين الذين تحدّثوا مباشزة بعد إمضاء البروتوكول عن ضرورة تسطير أهداف بعيدة المدى، والتي تتمثل أساسا في العودة إلى السيطرة على المستوى القاري.
وبالرغم من أنّ الطريق مازال طويلا، فإنّ التجربة ممكنة جدا، وستبدأ من خلال مقابلات هذا الموسم، أين يتوفر الفريق على إمكانيات كبيرة قد تعطيه الأسبقية في فرض نفسه قبل التحول إلى الأهداف القارية.
في حين أنّ الأصناف الرياضية الأخرى، ستكون ''سوناطراك'' بمثابة الدافع القوي للرياضة الجزائرية ككل، خاصة وأنّ خيرة الأبطال تخرج معظمها من هذا الفريق، الذي أعطى للجزائر أبطالا عالميين وأولمبيين، إلى جانب التألقات العديدة على المستوى القاري.