طباعة هذه الصفحة

بعد تتويجه بكأس الجمهورية للمرّة الثّامنة في تاريخه

عليق وعمراني وراء المسيرة الذّهبية لشباب بلوزداد

محمد فوزي بقاص

لم يكن أشد المتفائلين من جانب فريق شباب بلوزداد يتوقع أن يتوّج أصحاب اللونين الأحمر والأبيض بكأس الجمهورية الثامنة، التي تدعّمت بها خزائنه في نهاية الموسم الكروي (2018 – 2019)، بعدما انطلق كارثيا بخصم ثلاث نقاط وانهزام في أول لقاء على البساط بأرضية ميدانه في أول جولة ضد أمل عين مليلة، لينهي الفريق مرحلة الذهاب في ذيل الترتيب برصيد 10 نقاط، قبل أن يأتي الفرج بشراء مجمّع «مدار» لغالبية أسهم النادي، ومنه نسج معالم فريق احترافي بكل المقاييس انقلب رأسا على عقب في مرحلة العودة.

العودة القوية لفريق شباب بلوزداد يدين بها أصحاب اللونين الأحمر والأبيض إلى مجمّع «مدار» بالدرجة الأولى، التي وفرت كل أساليب النجاح للاعبين بعدما انتدبت رجلان كانا مفتاح إنقاذ الفريق، ونتحدث هنا عن المناجير العام للشباب والرئيس المخضرم السابق لإتحاد العاصمة «سعيد عليق»، الذي جلب خبرته الكبيرة واختار مدربا محنكا يعشق التحديات اسمه «عبد القادر عمراني»، وعملا معا بنية وإخلاص، وجلبا أداة واحدة قادتهما للنجاح هي صانع الألعاب «أمير سعيود»، الذي كان مهمّشا في فريق إتحاد العاصمة وفضل التنقل إلى بلوزداد للعب ورقة البقاء، وكسب وقت لعب أفضل من التتويج بلقب البطولة مع أبناء سوسطارة.
مجموعة من الرجال جلبت الاستقرار وانطلقت في العمل وحصد النقطة تلو الأخرى، إلى أن ضمنت البقاء رسميا في الجولة ما قبل الأخيرة من المحترف الأول، وهي نتائج أعطت قوة أكبر للفريق في منافسة كأس الجمهورية التي يعشقها أنصار الفريق، ومكنته من بلوغ الدور النهائي بعد الإطاحة بكبار المحترف الأول نصر حسين داي وشباب قسنطينة، ليتوجوا بالكأس الثامنة ويعودوا للمنافسة القارية من بوابة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.

عمارة : «تتويجنا بالكأس الثّامنة هو ولادة جديدة للشباب»

الرئيس المدير العام لمجمع «مدار»، «عمارة» وفي تصريح لـ «الشعب» أكّد بأن التتويج بالكأس الثامنة التي حصدها الفريق برعاية مجمع مدار، هي كأس العمل والمثابرة وكأس الولادة الجديدة لشباب بلوزداد، وقال: «هذه الكأس جاءت ربما في أسوأ موسم في تاريخ فريق شباب بلوزداد، وهي نتيجة العمل الجدي الذي أقيم منذ قدومنا على رأس الفريق، وبرهنا بأن الشباب حتى وإن مرض فإنه لن يموت، والكأس ستظل دائما لأصحابها».
خلال ستة أشهر أحدث «عمراني» زوبعة على مستوى التشكيلة وجلب الانضباط في الفريق، وهو ما قاده إلى تحقيق ثلاثة أهداف كاملة في ظرف وجيز، وكذا حصد لقبه الرابع في منافسة كأس الجمهورية في مشواره التدريبي، وقال بهذا الخصوص: «الحمد لله كنا في الموعد، حضّرنا كما ينبغي لهذا اللقاء، ما قلته قبل المواجهة كان صحيحا، واجهنا فريقا خلق لنا العديد من الصعوبات طيلة اللقاء رغم ابتعاده عن المنافسة الرسمية طويلا، لكن بقينا مركزين وجلبنا الكأس الثامنة للنادي التي نهديها إلى كل عشاق بلوزداد، الذين عانوا الأمرّين منذ انطلاق الموسم».

سعيد عليق: «أنا اليوم الرّجل الأكثر سعادة في الكرة الجزائرية»

من جانبه العقل المدبّر «سعيد عليق» أبدى سعادة كبيرة بقيادة الشباب إلى تحقيق كل الأهداف وختم الموسم بكأس ثامنة، حين قال: «أنهينا المهمة بسلام ونجحنا فيها بالطول والعرض، تتويجنا اليوم كان مستحقا وكان صعبا في ذات الوقت بالنظر إلى كل ما عاشه الفريق طيلة الموسم، وأعتقد بأن هذه الكأس هي مسك الختام، وسعيد عليق اليوم هو الرجل الأكثر سعادة في الكرة الجزائرية»، وبخصوص بقائه من عدمه في شباب بلوزداد تحدث «لحد الآن لم أتخذ أي قرار، سأرتاح هذا الأسبوع ومع بداية الأسبوع المقبل سأقرر».

سعيود: «حلم كبير تحقّق وهذه الكأس خير رد لمن أرادوا نهايتي كرويا»

صانع الألعاب «أمير سعيود» الذي يعتبر أفضل صفقة للشباب منذ سنوات، وكان مهندس البقاء وجلب اللقب بعدما حرّر زملائه بتسجيله هدف السبق ليقدم بعدها تمريرة حاسمة للشاب المتألق «بوسليو» أكّد لـ «الشعب» بعد تتويجه بلقبه الأول في الجزائر بأنه في قمة السعادة، خصوصا أن هذا اللقب جاء بعدما أجزم الكثيرون بأن المسيرة الكروية لابن مدينة قالمة انتهت، وأضاف «في المرحلة الأولى الأمور كانت صعبة بعض الشيء، لكن في المرحلة الثانية تفوقنا وحققنا الأهم، لا يوجد سيناريو أفضل من هذا بعدما تمكنا من ضمان البقاء وفزنا بالكأس وسنخوض الموسم القادم منافسة كأس الكاف، هذا حلم كبير وتحقّق، وأتمنى الآن حصد المزيد من الألقاب بداية من السنة القادمة مع هذه المجموعة الرائعة، وهذا التتويج هو خير رد لكل ما أرادوا نهايتي».