طباعة هذه الصفحة

الدكتور بقاط بركاني لـ «الشعب»:

استئناف بطولة كرة القدم غير ممكن

حاوره: محمد فوزي بقاص

أنديتنا لا تملك الإمكانات لتطبيق البروتوكول الصّحي

بعدما قرر المكتب الفيدرالي التشبث بقرار مواصلة بطولة الموسم الجاري، وانتظار الضوء الأخضر من السلطات العمومية للبلاد، اتصلنا بالدكتور محمد بقاط بركاني، عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي فيروس كورونا (كوفيد– 19)، ورئيس عمادة الأطباء الجزائريين الذي تحدث في هذا الحوار لـ «الشعب» عن استحالة استئناف المنافسة الرسمية:

«الشعب»: المكتب الفيدرالي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم قرر التشبث بقراره القاضي بمواصلة الموسم الكروي (2019 – 2020) ؟
بقاط بركاني: من الجانب الصحي استئناف البطولة مستحيل وغير ممكن، الحجر الصحي   لايزال مفروضا في العديد من الولايات، كما أن القرارات الأخيرة التي سنّتها الحكومة منعت التجمعات بكل أنواعها كونها تساهم في انتشار فيروس كورونا (كوفيد – 19)، في الظرف الراهن لا يمكن استئناف جميع النشاطات الرياضية الجماعية في الجزائر التي تعرف احتكاكا بين الرياضيين، ما دامت الحالات مرتفعة يجب تأجيل الأمر إلى وقت لاحق.
عشاق كرة القدم عندما يشاهدون استئناف المنافسات الكروية في أوروبا يعتقدون أن الأمر بسيط، هم يمتلكون إمكانيات ضخمة والجميع يعرف إمكانيات فرقنا، قرار استئناف التدريبات يكون صعبا نظرا لغياب غرف حفظ ملابس لائقة فما بالك باستئناف المنافسة، هذا رأي أهل الاختصاص في المجال الطبي.
الفاف أكدت أن الانطلاقة ستكون بقرار من السلطات العمومية؟
 السلطات العمومية لم تعط الضوء الأخضر من أجل انطلاق المنافسات، واللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي فيروس كورونا (كوفيد– 19) لحد الساعة هي متحفظة، يجب تسيير هذه الفترة بحكمة كبيرة، خصوصا أنه في الأيام الأخيرة شهدنا ارتفاع الحالات المؤكدة، تصور الآن لو يتم إعطاء إشارة العودة إلى المنافسات الرسمية، ولاية سطيف بؤرة لفيروس كورونا وربما ستكون إجراءات إضافية بالنسبة لها في الأيام المقبلة بخصوص الحجر الصحي، هل سنحرم نادي وفاق سطيف من خوض مباريات البطولة، أم سنطلب منه التدرب والاستقبال في العاصمة، حتى العاصمة وقسنطينة ووهران مدن ينتشر فيها الفيروس بشكل كبير ويجب التفكير بحكمة.
- تحفظكم راجع لنقص إمكانيات الفرق في تطبيق البروتوكول الصحي؟
 كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في العالم، لكن غالب البطولات في العالم تملك إمكانيات هائلة في ألمانيا مثلا قيل لي بأن كل لاعب يملك حوض استحمام ماء ساخن من أجل القيام بعملية الاسترجاع، كما أن الفرق الأوروبية مضطرة بالعودة إلى المنافسة كونها مرتبطة بعقود اشهارية، وهم مجبرون على العودة إلى المنافسة الرسمية لأسباب اقتصادية، ونحن في الجزائر كل الأموال المتواجدة في عالم كرة القدم هي أموال الدولة.. ورئيس الجمهورية قرر حماية صحة الجزائريين قبل أي اعتبار اقتصادي، نحن في أول يوم من شهر جويلية ما الذي يمنع من استئناف المنافسة إلى غاية نهاية شهر سبتمبر، اجتياز شهادة البكالوريا مهم وضروري لجيل بأكمله وتم تأجيل الامتحان إلى غاية شهر سبتمبر، وهناك من يود استئناف كرة القدم في الـ 15 من شهر أوت، يجب أن نكون منطقيين ونعمل بقاعدة احترازية، وإذا أرادت الدول الأوروبية وبعض الدول العربية استئناف البطولة نحن لسنا مطالبين بإتباع نموذجهم، البعض يقول بأن البطولة يجب أن تعود لأن اللاعبين مكلفين لخزينة فرقهم وأجورهم الشهرية كبيرة لكن هذا الأمر ليس مشكلتنا، لا يجب أن تضع حياة الناس في خطر من أجل رياضة أنشئت أساسا للفرجة.
- نشاهد في الأيام الأخيرة ارتفاعا في عدد الإصابات، هل هذا راجع لتراخي المواطنين في الالتزام بالتدابير الصّحية أم لفتح عدة مخابر لإجراء الفحوصات حول الوباء عبر نقاط مختلفة من القطر الوطني ؟
 80 ٪ من الإصابات راجع لتراخي المواطنين والعشرون المتبقية لرفع عدد مخابر الفحص عبر التراب الوطني، لاحظنا في المدن الكبرى على غرار سطيف وباتنة والجزائر العاصمة والبليدة تراخيا كبيرا للمواطنين بعد تخفيف الحجر الصحي في هذه المدن، خصوصا بعد يومي العيد الذي تم خلالهما شل حركة السيارات، بعدها خرج المواطنون بأعداد كبيرة وقاموا باجتماعات عائلية، ومنهم من أقام الأعراس.. ومع استئناف بعض النشاطات التجارية في الأسواق الكبرى على غرار العلمة هناك من نسي الإجراءات الوقائية تماما، الآن وأنا أتحدث إليك أشاهد من شرفة بيتي بباب الوادي أكثر من 50  ٪ من المواطنين لا يرتدون واق الوجه (الكمامة)، تصرفات تجرنا كلها لنؤكد استحالة استئناف المنافسات وإعادة فتح المنشآت والهياكل، لأن الأمور ستتعقد أكثر خصوصا أن كل فريق يملك عددا كبيرا من اللاعبين الذين يقطنون خارج الولاية التي يعملون بها.