طباعة هذه الصفحة

أكثر لاعب «كبح هجومات» المنافس في «الكالتشيو»

إحصائيات مميزة لبن ناصر في أوّل مواسمه مع الميلان

بعد مأساة فيروس كورونا الذي زلزل إيطاليا، فجعلها تعيش الأحزان خاصة في شهري أفريل وماي حتى نسي الناس الكرة، أكمل الدوري الإيطالي رحلته وعيّن أبطاله والنازلين إلى المستوى الثاني، كما عيّن نجومه ومن بينهم الجزائري إسماعيل بن ناصر الذي عاش سنة أخيرة لن ينساها مدى الحياة وقد تكون جواز سفره إلى أعرق وأكبر الأندية في العالم في صورة مانشستر سيتي وريال مدريد وباريس سان جيرمان.

فريق آسي ميلان الذي كان يعرّج في بداية الموسم ولا يستطيع المشي، ويتجرع هزائم على أرضه، حتى تكهن بعض أنصاره بنزوله إلى الدرجة الثانية، عاد بعد عاصفة كورونا بقوة غير عادية وضرب في الداخل الخارج، ولولا بلوغ الدوري نهايته لزاحم جوفنتوس، وربما تغلّب عليها، حيث أنهى الميلان رحلته بالفوز على أقوياء إيطاليا ومنهم لازيو في عقر داره بثلاثية وعلى جوفنتوس في سان سيرو برباعية، وجمع الميلان النتائج بالأداء الراقي وجاء اعتراف المدرب الإيطالي بيولي لنادي الميلان، عندما قال بأن ما قدّمه إسماعيل بن ناصر من أداء راق، ساهم في النتائج الحسنة للفريق لينصف اللاعب الجزائري الذي لعب في مباراة  كالياري 66 دقيقة محترمة أنهى بها موسمه مع فريق الأحلام الميلان، الذي هو مبتغى أي لاعب في العالم لأن الميلان هو ثاني المتوجين في أوروبا برابطة الأبطال بعد النادي الملكي ريال مدريد.
بمباراة كالياري جمع إسماعيل بن ناصر 2578 دقيقة، وهي حصيلة جيدة، بالرغم من أنه لعب في الموسم الماضي في الدرجة الأولى مع إيمبولي 2960 دقيقة ولعب في السنة التي قبلها 3026 دقيقة في سنة صعود فريق إمبولي إلى الدرجة الأولى، ويكمن جمال السنة الحالية بالنسبة لبن ناصر كونه فاز فيها بلقب أمم إفريقيا حيث كان حماسه فيها غير طبيعي، فمنحه جمال بلماضي موقعا أساسيا في الفريق الوطني، وهو الأكثر مشاركة والوحيد رفقة رايس مبولحي من لعب المباريات السبع في مصر كأساسي كما توجّ بلقب نجم الدورة وأحسن لاعب فيها، ليجد نفسه مع الميلان ومع مرور المباريات صار قطعة أساسية مع فريق إبراهيموفيتش.
في مباراة كالياري تلقى بن ناصر ضربة قاسية على مستوى قدمه اليسرى، ما جعل الأسطورة باولو مالديني يقف خوفا من إصابة نجمه بن ناصر، الذي عاد بعد ذلك للعب وقد يكون قد لعب دقائقه الأخيرة مع الفريق الأحمر، لأن فريق الميلان من الصعب عليه الاحتفاظ بنجمه أمام إغراءات ملايين الدولارات التي قد تتهاطل على الفريق طلبا لخدمات بن ناصر.
سجل بن ناصر هدفا واحدا طوال الموسم، وهو ما جعله يعد بتحسين أدائه الهجومي، لأنه لا يتقدم كثيرا إلى الهجوم، بالرغم من جودة تسديداته وتقنيته العالية في المراوغة واقتحاماته لدفاع الخصوم، كما تحصل طوال الموسم على 14 بطاقة صفراء، وهو رقم كبير للاعب وسط دفاعي قد يجعله يلعب بخوف من البطاقة الحمراء، كما تسبب في تسجيل هدف في مرمى فريقه وتسبب أيضا في ركلة جزاء لمنافسيه، ولكن أداءه كان قويا طوال مشاركاته باستثناء المباراتين الأخيرتين.
يعتبر لاعب أرسنال السابق ثاني لاعب جزائري يتقمص ألوان الميلان بعد جمال مصباح، وكلاهما لعبا في زمن إبراهيموفيتش، ولكن ما قدمه بن ناصر أكثر جودة، اللاعب مازال في الثانية والعشرين من العمر، ومن خلال أدائه هذا الموسم فقد أبان عن صلابته ولياقته العالية التي جعلت جمال بلماضي يقول بأن بن ناصر بإمكانه أن يلعب مباراتين متتاليتين، كما أبان عن هدوئه وصبره حيث بدأ الموسم على مقاعد الاحتياط وخطف مع مرور الأسابيع المكانة التي تليق به، وتبقى قوته الكبرى في انضباطه التكتيكي التي تريح أي مدرب يُشرف عليه.
ابتعد الميلان عن البطل جوفنتوس بـ17 نقطة فقط، وكان الفارق قرابة ثلاثين نقطة قبل جائحة كورونا، وإذا واصل على نفس النسق مع بعض الانتدابات فإن الفريق مرشح لإحراج جوفنتوس، وقد يعود إلى البطولة المفضلة بالنسبة إليه ولجمهوره، وهي رابطة أبطال أوروبا، وقد يكون نجم الفريق الأول إسماعيل بن ناصر الذي أمامه الطريق مفروش بالورود من أجل تعويض الأسطورة بيرلو، والمستفيد الأول من كل هذا هو الفريق الوطني الجزائري.