طباعة هذه الصفحة

مهمة شباب بلوزداد في الدفاع عن لقبه لن تكون سهلة

الموسم الكروي 2020 - 2021 ينطلق وسط إجراءات صحية صارمة

عمار حميسي

تعود غدا عجلة مباريات الرابطة المحترفة الأولى الى الدوران من جديد بمناسبة إنطلاق الموسم الكروي 2020 - 2021،وهو الموسم الذي سينطلق متأخرا بثلاثة أشهر كاملة عن الموعد المعتاد بسبب الظروف الصحية التي تعاني منها بلادنا على غرار كل بلدان العالم، كما أن الموسم الجديد سيكون بشكل جديد، وهذا بزيادة عدد الأندية ومعها عدد المباريات.
تعطى إشارة انطلاق مباريات الرابطة المحترفة الأولى غدا، حيث سيكون حامل اللقب شباب بلوزداد على موعد مع الدفاع عن لقبه في موسم سيكون إستثنائيا بكل المقاييس، وهو الذي ستلعب مبارياته رغم إرتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، ويعكس قرار تثبيت موعد إنطلاق الموسم شعار السلطات العمومية بالتعايش مع الفيروس الى غاية إيجاد لقاح له.
عودة المباريات إلى الملاعب هي بمثابة عودة الحياة الرياضية من جديد بعد أن توقفت منذ شهر مارس الماضي عقب قرار السلطات العمومية بزيادة الصرامة في تطبيق الحجر الصحي، وهو ما دفع بالمسؤولين عن الرياضة إلى التماشي مع هذا الأمر من خلال توقيف البطولة في مرحلة أولى ثم الإعلان عن نهاية الموسم دون استكمال المباريات المتبقية.
تسير الجزائر بعد أن تم الإعلان رسميا عن إنطلاق الموسم الكروي مع السياسة المتبعة من طرف العديد من الدول، التي رأت أن عودة المباريات من جديد أمر أكثر من ضروري، خاصة أن الحياة العامة تأثرت كثيرا بسبب الجمود الذي سادها دون نسيان الضغط العصبي الذي عاشه الناس بسبب التخوف من الإصابة بالعدوى، كل هذا العوامل دفعت صنّاع القرار الى التفكير في عودة المباريات على الأقل للترفيه عن الناس من جهة وتفادي تأثر الأندية ماليا لفترة أطول.

إجراءات صحية صارمة

ضبطت ساعة عودة المباريات وإنطلاق البطولة تماشيا مع إنتشار فيروس كورونا، حيث تتواجد الجزائر في ذروة الموجة الثانية حسب التصريح الأخير لوزير الصحة، إلا أن وزارة الشباب والرياضة بالتنسيق مع الإتحادية والرابطة وضعوا بروتوكولا صحيا صارما يتماشى من الفيروس، وهذا للتقليل من خطر الإصابة بما أن تفادي الإصابة يبقى أمرا صعبا.
الأندية مطالبة باحترام البروتوكول الصحي وإلا تعرضت لعقوبات صارمة خاصة أن عدم تطبيق الإجراءات الصحية قد يزيد من خطورة الإصابة بالفيروس، وهو ما يخشاه الجميع لهذا فكل الأندية أمضت على البروتوكول الصحي، وهذا ما سيجعلها مطالبة باحترامه حتى لا تقع تحت طائلة العقوبة التي ستكون كبيرة.
الاتحادية الجزائرية لكرة القدم كانت قد نشرت بيانا تضمن تفاصيل البروتوكول الصحي، وقال الاتحاد في بيانه إن لجنته الطبية حثت الأندية التي تستعد لعودة النشاط الرياضي على الالتزام بالتدابير المتضمنة في البروتوكول الصحي الذي أعده المركز الوطني لطب الرياضة.
ويلزم البروتوكول الصحي كل ناد بتعيين «مسؤول كوفيد-19»، الذي سيتولى تحديد اسم الطبيب المكلف بمتابعة تنفيذ البروتوكول، إضافة إلى عدد من التدابير الوقائية الواجب اتباعها منها ما يتعلق بالنقل والإيواء والإطعام.
كما يشترط البروتوكول إجراءات طبية تتلخص أساسا في إجراء اختبارات الكشف عن فيروس كورونا خاصة عن طريق مسحة (بي سي آر) قبل التدريبات وقبل أي تربص إعدادي و72 ساعة قبل خوض أي مباراة.
وكشف الاتحاد الجزائري أنه سيتم تأجيل أي مباراة عندما تسجل إصابة 3 لاعبين أو أكثر بالفيروس لدى كل فريق. واشترط الاتحاد على الأندية «شهادة القبول باحترام البروتوكول الصحي» تحمل توقيع رئيس وطبيب النادي.

الرابطة تدعّم الأندية لمواجهة كورونا

أكبر مشكل يواجه الاندية هو تكاليف الفحوصات الطبية التي ستقوم بها قبل كل مباراة لكل اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني، وبما انها اصلا تعاني من ازمة مالية فان الاندية كانت ستجد صعوبات كبيرة في القيام بهذا الامر لولا دعم الرابطة التي قررت ان تتكفل ماليا بهذا الاجراء لتفادي زيادة الصعوبات المالية على الاندية.
أكّد رئيس رابطة كرة القدم المحترفة عبد الكريم مدوار أن هيئته مستعدة للتكفل بإجراء اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل «بي سي آر» للكشف عن فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» على مستوى جميع فرق الرابطة الأولى، وذلك قبل موعد انطلاق الموسم الكروي 2020-2021
وقال مدوار في تصريح للإذاعة الوطنية: «الرابطة تعكف حاليا على إيجاد الحلول المناسبة من اجل ضمان السير الحسن للمنافسة التي اقترب موعدها، ونحن على استعداد تام للتكفل باختبارات الكشف عن فيروس كورونا طيلة الموسم، أي بمعدل 1000 اختبار لفائدة اللاعبين والأطقم الفنية في الجولة الواحدة ويتعين على السلطات العمومية مساعدتنا من اجل إنجاح هذه الخطوة من خلال توفير هذا النوع من الاختبارات على مستوى كل ولاية».
وأضاف ذات المتحدث: «إعداد البرمجة سيكون بالتنسيق مع التلفزيون الجزائري بهدف ضمان النقل المباشر لأكبر عدد ممكن من المقابلات، سنلعب خمس جولات خلال شهر ديسمبر المقبل الأندية الجزائرية المعنية بالمشاركة في المنافسات القارية ستستفيد من تأجيل أوتقديم مقابلاتها في البطولة كل الأمور ستجري بسلاسة ووفق الاحترام المتبادل»، مستطردا: «تنظيم 38 جولة من البطولة يبدوأمرا صعبا للغاية لكننا سنبذل قصارى جهودنا من أجل النجاح في هذه المهمة».

الأنصار...الغائب الأكبر

تعرف مباريات البطولة في الموسم الجديد غياب الأنصار وهذا بالنظر إلى الوضعية الصحية، حيث رأت الإتحادية والرابطة بالتنسيق مع اللجنة الطبية التابعة لوزارة الصحة أن إجراء المباريات بدون حضور الجمهور ضروري حتى لا تساهم المباريات في تفاقم عدد الإصابات بالنظر إلى الشعبية الكبيرة التي تعرفها الكرة في بلادنا.
يتساوى الأندية في هذه النقطة، وهو ما سيؤثر على العديد منها بما انها كانت تعتمد على الضغط الجماهيري للفوز بالمباريات التي تجري على أرضها، إلا أن هذا العامل لن يكون حاضرا مما سيفقد البطولة نكهتها التي اعتدنا عليها لكن الأمر لا يقتصر علينا فقط بل كل الدول التي عادت فيها البطولات إلى الدوران تجري المباريات فيها دون حضور الجماهير.
أكثر المباريات التي ستفقد الكثير من قيمتها هي «الداربيات» العاصمية، خاصة المواجهة المحلية بين مولودية الجزائر وإتحاد العاصمة التي غالبا ما كانت تجري في ملعب 5 جويلية وقد كانت جنباته تمتلئ بالحضور الجماهيري من مختلف ربوع الوطن بالنظر إلى الشعبية الكبيرة للإتحاد والمولودية في كل الولايات.
تغيب أيضا الصور الرائعة واللوحات الفنية أو ما تسمى «التيفو» عن أنظارنا خلال الموسم الجديد بحكم غياب الأنصار، وهي التي كانت تصنع الحدث محليا ودوليا خاصة خلال مواجهات المولودية والإتحاد لكن علينا انتظار نهاية الموسم وترقب الموسم الجديد لرؤية مثل هذه اللوحات الفنية المميزة التي بقت خالدة في الأذهان.

«أبناء العقيبة» أمام مهمة الدفاع عن لقبهم

يسعى فريق شباب بلوزداد للدفاع عن لقبه في الموسم الجديد، وهو الذي صنع الحدث بعد أن منحت الإتحادية له لقب البطولة في الموسم المنقضي باعتباره صاحب الصدارة، وهو الأمر الذي لم يعجب الكثير من الأندية التي رأت أن هذا اللقب لا يمتلك الكثير من المصداقية بسبب تبقي ثمان مباريات كاملة كان يمكن أن تحدث فيها الكثير من الامور لواستمرت البطولة.
قامت إدارة الفريق بتدعيم التشكيلة بمجموعة مميزة من العناصر لمنح الإضافة مع الإحتفاظ بالجهاز الفني بقيادة الفرنسي فرانك دوما، الذي يسعى هو الآخر إلى وضع بصمته على الفريق خلال الموسم الجديد وقيادته إلى الحفاظ على اللقب الذي أحرزه الموسم الماضي من خلال الفوز بأكبر عدد من المباريات.
انطلاقة الفريق في رحلة الدفاع عن لقبه ستكون من عين مليلة أمام الجمعية المحلية، وهي المباراة التي تبدو في متناول زملاء العائد دراوي بسبب المشاكل العديدة التي عانى منها الفريق المحلي بسبب الأزمة المالية، إلا أن واقع الميدان قد يكون له رأي  آخر بحكم ان الشباب أصبح مستهدفا من طرف كل الفرق لأنه حامل لقب البطولة.
تحقيق الفوز في عين مليلة هي أفضل انطلاقة لبطل الموسم الماضي، حيث سيمنح الفوز ثقة كبيرة للاعبين الذين يسعون لإثبات جدارتهم وأحقيتهم بالتتويج باللقب لكن الأمور لن تكون بالسهولة المتوقعة، وهو ما سيزيد من عامل التشويق والإثارة خلال الفترة المقبلة بالنظر إلى رغبة كل الفرق في تحقيق الإنتصارات.

«العميد»،»أبناء سوسطارة»، الوفاق و»الكناري» لرفع التحدي

مهمة شباب بلوزداد في الدفاع عن لقبه لن تكون سهلة بالنظر إلى رغبة العديد من الفرق في رفع التحدي والمنافسة على اللقب، حيث تمتلك المؤهلات والإمكانيات اللازمة لقول كلمتها هذا الموسم ومحاولة إنهاء البطولة في الريادة، وهو ما يجعلنا أمام موسم استثنائي بكل المقاييس.
يدخل فريق إتحاد العاصمة البطولة من بوابة وفاق سطيف في مباراة كبيرة ومثيرة رغم المشاكل التي يعاني منها الإتحاد بعد الخسارة في نهائي الكأس الممتازة أمام شباب بلوزداد، وما تبعه من قرارات مهمة أبرزها إقالة المدرب الفرنسي سيكوليني، وهو ما يجعل الفريق مطالبا بالفوز لتجاوز هذه الأزمة حيث تدعّم الفريق بمجموعة مميزة من اللاعبين في انتظار معرفة رد فعلهم على الهزيمة من شباب بلوزداد أمام وفاق سطيف.
حافظ وفاق سطيف على استقرار التشكيلة والجهاز الفني، وبقيت أبرز العناصر التي صنعت أفراح الفريق خلال الموسم الماضي ما عدا الموهبة الصاعدة إسحاق بوصوف الذي حقق حلمه بالإحتراف في أوروبا، إلا أن رحيل اللاعب المذكور لن يؤثر على الفريق في ظل تواجد مجموعة مميزة من اللاعبين ومدرب استطاع ترك بصمته في الفريق.
من جهة أخرى، يحلم أنصار مولودية الجزائر كل موسم بمعانقة لقب البطولة، الذي غاب عن خزائن الفريق لفترة طويلة وتمر المواسم وتتشابه النتائج، إلا أن الموسم الجديد قد يكون مختلفا بسبب تواجد مجموعة جيدة من اللاعبين، كما أن الإدارة قامت بتدعيم التشكيلة بعناصر قادرة على منح الإضافة.
كان فريق شبيبة القبائل أكثر من احتج على قرار الإتحادية بمنح لقب البطولة لشباب بلوزداد، وعليه الآن إلا البرهنة أنه قادر على رفع التحدي والمنافسة على لقب البطولة، وتتواجد عدة عوامل في صالح الفريق منها أنه أول من انطلق في التحضيرات، ويمتلك الأفضيلة في هذا الأمر مقارنة بأندية أخرى، في انتظار ما ستسفر عنه مواجهات الفريق في البطولة.