بعد تبخر حلم المشاركة في رابطة الأبطال

تراجع مستوى مونشنغلادباخ يدفع بن سبعيني للمغادرة

الخسارة التي مُني بها رامي بن سبعيني مع فريقه بوريسيا مونشنغلادباخ في لايبزيغ، أبعدته مزيدا من الخطوات بعيدا عن مراتب رابطة أبطال أوروبا التي يبدو أنه قد خرج من منافستها أيضا بعد خسارته مع مانشستر سيتي السابقة، مما يعني أن شهر العسل الذي عاشه رامي خلال الموسم الماضي قد انتهى وسيلعب ما تبقى من الموسم وعقله على الخضر وأيضا على إمكانية تغيير الأجواء خلال الصيف..
كان رامي قد وجد نفسه أمام امتحان عسير أمام رفقاء محرز لم يسبق وأن واجه مثيلا له في حياته الاحترافية حتى عندما قارع فريق بيارن ميونيخ في عدة مناسبات وفي العديد من الملاعب، وأمضى سهرة معقدة قاوم فيها بشراسة المدّ السماوي الذي كان يشبه العواصف وفي كل مرة يجد نفسه أمام جندي جديد بأسلحة جديدة ووسط هذا المدّ العاصف افتقد إلى قوته الهجومية فكان لا يكاد يصل وسط الميدان وكلما تجرأ وصعد إلا وكان رد الفريق الإنجليزي قاصفا لحصون فريقه فبذل جهدا خرافيا وانتهى بالخسارة التي قد تعني الإقصاء بنسبة كبيرة، وأيضا بالدخول في نهاية المباراة في دوامة التعب وسوء التركيز إلى درجة أن رامي قدم في إحدى اللقطات كرة هدف سانحة للمهاجم البرازيلي المنافس غابريال خيسوس الذي أضاعها، وهو ما جعل مدربه يتركه على مقاعد الاحتياط في البوندسليغا.
الفارق الكبير في المستوى كان واضحا أيضا في في مستوى اللاعبين وأيضا المدربين، فالمدرب روس لفريق بوريسيا مونشنغلادبخ رفع الراية البيضاء أمام غوارديولا قبل بداية المباراة فكان فريقه مجرد كتلة دفاعية سافرت إلى المجر من أجل تحجيم الأضرار، وطوال تسعين دقيقة لم نشاهد سوى فرصة واحدة من حسن بليا التي مرت بعيدا عن الحارس، بينما لعب رامي بدل المباراة الواحدة العديد من المباريات، فوجد نفسه أولا أمام الدولي الإنجليزي ستيرلينغ الذي استعمل سرعته الفائقة، ونجح رامي أمامه، بل إنه أجبره على تغيير الجهة، كما واجه الدولي الإنجليزي فودان الذي كان يحاول باللعب الفردي صناعة الفارق، وكما أثار رامي في الشوط الأول جدلا تحكيميا عندما أوقف ستيرلينغ عبر بين لمس قدم ستيرلينغ أو منعه من التسجيل بذكاء، عاد في الشوط الثاني ليدفع بيديه فودان الذي سقط أرضا وترك منطقة رامي للدولي البرتغالي بيرناردو سيلفا الذي لم يجد غير القوة في تلك المنطقة، ولكنه مع ذلك خطف بذكائه هدفا بالرأس من جهة رامي، ثم تمريرة حاسمة لزميله خيسوس في الشوط الثاني، وأيضا من جهة رامي، كما ناور من جهته الدولي البرازيلي خيسوس، ولكن ليس بنفس القوة التي استعملها الآخرون، وواجه رامي أيضا صعود المدافع الدولي الإنجليزي واكر، ونجح في ردّه إلى عرينه بتدخلاته القوية والذكية وفي نهاية المباراة دفع غوارديولا على جهة رامي الدولي الجزائري رياض محرز، فكانت نهاية المباراة هادئة مع محرز الهادئ الذي لم يشكل أي خطورة بل إنه أضاع الكثير من الكرات لصالح رامي الذي استعمل قوته في عرقلة رياض وإسقاطه أرضا، وانتهت المباراة من دون أن نرى إطلاقا رامي المهاجم، حيث لم يفز فريقه بأية ركنية يمكنها أن تمنح رامي أمل التسجيل ولم يسدّد أية كرة بيساره الساحرة ولم يقم بأي عمل هجومي على جهة واكر، فكانت ليلة بائسة لفريق بوريسيا مونشنغلادباخ الذي عجز فنيا بلاعبين متوسطين خاصة في الهجوم مع الثنائي الفرنسي بليا وتورام، وتكتيكيا مع مدرب لعب حتى لا يخسر أو من أجل خسارة خفيفة وليس من أجل أن يفوز، ثم تكرّر الإخفاق مساء السبت عندما كان الفريق متفوقا بثنائية نظيفة أمام لايبزيغ خارج الديار، وهذا قبل نهاية المباراة بـ25 دقيقة قبل أن ينقلب كل شيء، خاصة بعد دخول رامي المباراة احتياطيا، فصار الفريق خاسرا بثلاثية مقابل هدفين وقد يكون قد أضاع فرصته في المنافسة على مراتب رابطة أبطال أوروبا الأربعة وربما حتى المنافسة على مراتب الدوري الأوروبي.
الجزائر مازال بإمكانها الاستفادة من رامي بن سبعيني خلال مونديالين كاملين قادمين، بالنظر إلى سنّه وذكائه في اللعب ونضجه الواضح في التعامل مع مختلف الوضعيات، ومثل هذه النكسات الكروية في رابطة الأبطال والبوندسليغا تزيد رامي نضجا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024