^ أفكار و صور عديدة عن البرازيل كانت في مخيلة كل واحد قبل انطلاق المونديال ، و الكثير من هذه الصور تتعلق أساسا بكرة القدم التي تعتبر في مقدمة الأشياء التي نعرفها عن البرازيل الذي يقال عنه “ بلاد كرة القدم “ كونه توج 5 مرات بكأس العالم و كذا البلد الذي لعب له الجوهرة بيليه .. أي أن كل شيء يصب في عالم كرة القدم ، و ينظم بهذه المناسبة أكبر تجمع عالمي لكرة القدم و طموحاته كبيرة لنيل اللقب ، رغم المنافسة الشديدة من طرف العديد من الفرق .
فالموعد كان كبيرا بمشاركة الجزائر في هذه الدورة للمرة الرابعة في تاريخ المنافسة و الثانية على التوالي ، و هدف التألق كان على لسان كل الجزائريين الذين كانوا ينتظرون الكثير من أشبال هاليلوزيتش.
في هذا الديكور الممزوج بين بلد كرة القدم و عزيمة الجزائريين تحولنا إلى البرازيل رفقة العديد من الأنصار الذين أرادوا انتهاز هذه الفرصة لتشجيع “ الخضر” و زيارة البلد الذي يسمعون عنه الكثير .. فالأراء تعددت عن الصورة التي سوف يجدونها هناك في هذا البلد البعيد في أمريكا الجنوبية .
10 ساعات .. و التحقنا بمطار تانكريدو نيفيس
ففي مطار الجزائر هواري بومدين كان حديث الأنصار حول زمن الرحلة في الطائرة ، فالبعض أكد أن الرحلة سوف تدوم 14 ساعة “ قمت بالبحث عن الزمن الذي سوف تستغرقه الرحلة تأكدت أنها 14 ساعة “ .. في حين الآخر يؤكد أن الوقت لن يكون طويلا إلى هذه الدرجة ملحا على أن زميله أعلمه بأن الرحلة تدوم 12 ساعة فقط .. لكن المفاجأة كانت كبيرة للاثنين حيث أن قائد الطائرة أعلم الجميع أن “ الرحلة بين الجزائر و المدينة البرازيلية بيلو اوريزنتي التي ستحتضن مباراة الجزائر بلجيكا يوم 17 جوان ستستغرق 10 ساعات فقط “ .. فالمعلومات المتداولة لم تكن صحيحة تماما ، لكن المعنيين ارتاحو لهذه المعلومة التي تنقص التعب بعض الشئ .
في صباح يوم جمعة امتلأت الطائرة بالأنصار الذين اختاروا هذه الصيغة المتمثلة في متابعة كل مقابلات الفريق الوطني بالمونديال البرازيلي .. و ما لفت انتباهنا هو وجود العديد من النساء اللائي كن حاضرات للاقلاع ، و أشارت لنا إحداهن “إنها المرة الثانية التي أشارك فيها الفريق الوطني في رحلته ، الأولى كانت في مونديال جنوب إفريقيا و الثانية أنا هنا مستعدة للرحلة .. فما زلت احتفظ بالصور الجميلة من بلاد مانديلا و أريد أن تكون نفس الأشياء ببلد بيليه “
في حين أن العديد من الشبان و الكهول كانوا ضمن الرحلة التي جرت في ظروف جد مريحة ، رغم طولها كون شغف الاكتشاف كان في مقدمة الانشغالات .. و في الأمسية حطت بنا طائرة الخطوط الجوية الجزائرية بمطار “ تانكريدو نيفيس” ، أين أحس الجميع أن درجة الحرارة منخفظة مقارنة بالجزائر أين كانت عكس ذلك ، فبدأ الحديث عن هذه النقطة و قال أحدهم “ اتخذت
احتياطاتي بفضل المعلومات التي استقيتها بالأنترنت ، حيث أن البرازيل حاليا في فصل الشتاء “.. و ظهر زميل له غير راض كونه قدم بثياب صيفية و لم تكن لديه المعلومات الكافية عن هذه النقطة بالذات .
المهم أن كل الإجراءات تمت في زمن قياسي أين التحق كل واحد بالحافلة المخصصة له ، و هنا قدمت لنا بعض المعلومات حول مدينة بيلو اوريزنتي التي تعتبر ثالث مدينة برازيلية من حيث الكثافة السكانية و الواقعة بولاية “ميناس جيراس” ,, و الكل يستفسر عن الملعب الذي سيحتضن المباراة الأولى للفريق الوطني ,, إنه ملعب “ مينيراو” الذي أجريت عليه العديد من التحسينات ليكون جاهزا للمونديال .
ملعب مينيراو يستقبل “ الخضر”
و فعلا ، في اليوم الموالي التحقنا بالملعب الذي تم تجهيزه بكل الوسائل و التنظيم بدا جد مميّز من طرف البرازيليين الذين تحدثنا معهم و الذين أكدوا لنا أنهم ينتظرون بفارغ الصبر رؤية المنتخب الجزائري في مباراته الأولى .
و في خضم هذا الجو التحق الفريق الوطني بهذه المدينة ، و أجرى تدريبه على البساط الذي يحتضن المباراة الأولى ، أين بدا الناخب الوطني قبل انطلاق الحصة في حالة من القلق لأسباب غير معروفة ، لكن عند انطلاق الحصة التي سمح لنا بمتابعتها لمدة 25 دقيقة بدا كل أعضاء التشكيلة الوطنية مرتاحين ، و تابع هاليلوزيتش بتركيز كبير حركات كل لاعب في التمارين التي برمجها .. و هذا قبل أن يلتقي بمبعوثي الصحافة الوطنية و العالمية الذين كانوا بعدد كبير في القاعة ، و هنا تحدث هاليلوزيتش بوضوح عن أهداف الفريق الوطني في المونديال ، قائلا : “ نسعى للعب مونديال مميّز و هدفنا بلوغ الدور الثاني ، و بالنسبة للمباراة الأولى نلعب من أجل تحقيق الإنجاز أمام بلجيكا و حضرنا أنفسنا لذلك رغم أننا نعلم أن الفريق البلجيكي قوي و يملك فرديات معتبرة و لديه خبرة في المناسبات الكبيرة “..
هاليلوزيتش أراد إبعاد الضغط عن اللاعبين
وقدم هاليلوزيتش لوحده للندوة الصحفية .. في حين أن مدرب المنتخب البلجيكي مارك فيلموتس كان قد نشط ندوته قبل ذلك رفقة قائد الفريق كومباني حسب قوانين الفيفا في هذا المجال ، وعلق العديد من الزملاء على ذلك “ أن هاليلوزيتش يريد إبعاد الضغط عن العناصر الوطنية قدر الإمكان و تجنب التصريحات الكثيرة قبل انطلاق المنافسة “.
و قد رأينا أن فرقا كبيرا ظهر في طريقة حديث فيلموتس و هاليلوزيتش أين كان الثاني أقل ارتياح في هذه الندوة الأولى في هذا المونديال .. بالرغم من أن فيلموتس تحدث عن خطورة الفريق الجزائري .
و الكل كان حاضرا يوم المباراة التي عرفت حضور جمهور قياسي من جزائريين قدموا في رحلات مختلفة من الجزائر إلى جانب العديد من المغتربين .. و كذا الجمهور البلجيكي و عدد معتبر من البرازيليين ..و الشئ الذي ميّز ديكور المدرجات أن الجمهور الجزائري رغم قلته كان أكثر نشاطا و حيوية و جلب إليه أنظار الجميع ، لا سيما بعد البداية الموفقة للفريق الوطني الذي تمكن من توقيع أول هدف له منذ 5 مقابلات أجراها في نهائيات المونديال ، أي منذ المباراة الأولى لمونديال 1986 .. و كان الهدف من توقيع فغولي عن طريق ضربة جزاء التي وضعت الفريق الجزائري في رواق مناسب .
تراجع و استفهام...
كان الارتياح سيد الوقف عند كل الجزائريين الحاضرين بالملعب الذين ظنوا أن الفريق الوطني سوف يواصل بنفس المستوى .. لكن الأمور جرت عكس ذلك تماما أين تراجع عناصرنا إلى الوراء وتركوا المبادرة للبلجيكيين الذي استغلوا كل الفرص و ضغطوا بشكل كبير أين نجحوا بفضل التغييرات التي أجراها فيلموتس في توقيع هدفين من طرف فلايني و مارتانس و فازوا بالمباراة التي كانت في الأول بين أيدي أشبال هاليلوزيتش الذي أوضح لنا في الندوة الصحفية “ أنا مرتاح لمردود اللاعبين الذين مروا أمام إنجاز كبير .. و أن سبب الهزيمة يتحملها الحكم الذي تغاضى على احتساب مخالفة واضحة على فغولي قبل الهدف الثاني “
و من المنطقي أن لا يقنع هذا العذر أكبر نسبة من المتتبعين الذين اتفقوا على أن المدرب البوسني أخطأ في الاستراتيجية الدفاعية التي اختارها ، و كان عليه ضبط خطة هجومية أحسن كون لاعبينا لم يجدوا أنفسهم في هذا الرسم التكتيكي ..
و بالتالي فقد خسر الفريق الوطني مباراته الأولى بالمونديال البرازيلي ، كما حدث له في كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا .. و هو ما أثر على لاعبينا الذين فضل العديد منهم عدم التوقف في المنطقة المختلطة للتصريحات ، ماعدا ماندي و بوقرة و حليش و كادامورو..
