ارتفع الضغط على المنتخب الوطني بعد الخرجة غير الموفقة في أول خطوة للمونديال البرازيلي ، أين كثرت الانتقادات في اتجاه الناخب الوطني و اختياراته الدفاعية التي لم تكن نافعة أمام بلجيكا و أثرت على اللعب الذي كان منتظرا و لم تكن مقنعة تماما .. و عرفت التدريبات الأولى للخضر بعد هذه المقابلة جوا غير مريح لكن الأمل كان قائما في إمكانية العودة في المنافسة لأن المباراة الثانية بين روسيا و كوريا الجنوبية انتهت بالتعادل .. و في التصريحات التي قدّمها لاعبو الفريق الوطني ظهر جليا أن العزيمة موجودة لتدارك الامور .
و فيما يخص الأنصار الذين تنقلوا و الذين كان أغلبهم بمدينة بيلو أوريزنتي ، فان المعنويات كانت منحطة بدرجة كبيرة بالرغم من أن المنافسة كانت في بدايتها و الأسفار الطويلة كانت كذلك في البداية بالنسبة لهم كذلك و التي اتعبت معظمهم و كانت أول مسافة تقطعها القافلة بين بيلو اوريزنتي و ساوباولو 700 كلم برا و هي فرصة لاكتشاف البرازيل بالنسبة للذين تحدثنا معهم .. و دامت الرحلة أكثر من 10 ساعات ، لنصل إلى إحدى أكبر المدن في البرازيل و التي تجري بها العديد من المقابلات في هذا المونديال ، لا سيما المباراة الافتتاحية للبلد المنظم.. و بدت شوارعها واسعة ومباني عالية مقارنة بالمدينة الأولى التي كنا بها .
مسافات ماراطونية
أعلم المنظمون كل الأنصار أن الرحلة ستتواصل في اليوم الموالي إلى مدينة كومبوريو التي تبعد بأكثر من 600 كلم و هنا استعد الكل لمشوار طويل سوف يقضيه في الرحلة ..وبالرغم من المناظر الخلابة التي رافقتنا في الرحلة حيث كل شيء أخضر في الغابات الكثيفة المعروفة في هذه المناطق من العالم .. وصلنا إلى المدينة السياحية كومنوريو في الليل و استقبلت القافلة بشكل لائق من طرف السكان .. و لم نكتشف هذه المدينة إلا في الصباح .. لم يكن الوقت كافيا للراحة قبل العودة إلى الحافلة و مواصلة الطريق جنوبا ، و بالضبط إلى مدينة بورتو اليغري و زيادة 700 كلم أخرى في الطريق للوصول إلى الموقع الذي يحتضن المباراة الثانية للفريق الوطني أمام كوريا الجنوبية ..
انتقادات لهليلوزيتش...
هذه المباراة التي كانت بمثابة المنعرج الفاصل بالنسبة للفريق الوطني في خضم الانتقادات التي وجهت للمدرب و اللاعبين ، و ذلك ما ركّز عليه هاليلوزيتش الذي أكد قبل ذلك أنه من الممكن أن تكون هناك تغييرات على التشكيلة ، و فعلا ، فان يوم المباراة بملعب بيرا ريو الجميل بهذه المدينة الباردة و التي انخفضت فيها الحرارة بشكل كبير دخل الفريق الوطني بتشكيلة مغايرة بشكل كبير بادخال سليماني و براهيمي و جابو كأساسيين و إعطاء طابع هجومي للمباراة و التي كانت أكثر من الحلم / خاصة في شوطها الأول الذي انتهى بتقدم الفريق الوطني بـ 3 أهداف كاملة من توقيع سليماني ، حليش و جابو الذين وضعوا الخضر في موقع قوة لافتكاك نقاط المباراة ، قبل أن يضيف براهيمي الهدف الرابع الذي كان في قمة الجمال ، و الذي تحدثت عنه أغلب وسائل الاعلام .. و أكبر النجوم الكروية .
و قد لعب الجمهور الجزائري دورا كبيرا في دفع اللاعبين إلى الأمام ، و كان الرد إيجابيا بهذه الخرجة الموفقة التي جعلت الجزائر تعود في المونديال و بدا هاليلوزيتش مرتاحا إلى درجة كبيرة منذ أن بدأ سليماني بتوقيع الهدف الاول .
تغييرات .. منتظرة لكن ؟
و في الندوة الصحفية ردّ هاليلوزيتش بشكل مفاجئ على الصحفيين ، لا سيما الذين انتقدوه بعد الخسارة في المباراة الأولى ، إلى جانب أنه ذكر بأن التغييرات التي أحدثها لم تأت بعد ملاحظة الأخطاء في المباراة الاولى و إنما بعد دراسة معمقة لأسلوب لعب الفريق الكوري الجنوبي و الاستراتيجية تم تحضيرها منذ عدة أشهر .. و هذا ما أعطى مادة دسمة لوسائل الاعلام التي أكّد العديد منها أن التغييرات جاءت بعد فشل الخطة الأولى .
و الشيء الأساسي الذي ظهر في المباراة الثانية أن المعنويات ارتفعت في معسكر الخضر و الآمال كانت كبيرة لمحاولة تحقيق شئ كبير في البرازيل / خاصة و أن الجمهور بهذا البلد أعجب كثيرا بطريقة أداء الفريق الجزائري و شجعه بشكل كبير في مدينة بورتو اليغري التي أصبحت قريبة من قلوب الجزائريين الذين ارتاحوا فيها رغم برودتها ..
و لم نمكث طويلا في هذه المدينة المضيافة كون موعد السفر و العودة إلى الفندق .. على مسافة 600 كلم قد حان / و بالتالي ، فإن السفرية كانت بالليل للوصول في الصباح و أخذ قسط من الراحة و الاستعداد لسفر آخر كون المسافات طويلة بين المدن التي تحتضن مقابلات .
