طباعة هذه الصفحة

مدافع المنتخب الوطني.. عيسى ماندي لـ «الشعب»:

هكذا أنهينا تصفيات «الكان» دون خطأ

حوار: محمد فوزي بقاص

 

عند نهاية مباراة الجولة السادسة من تصفيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2025 ضد منتخب ليبيريا، اقتربنا من المدافع المخضرم عيسى ماندي في المنطقة المختلطة، وأجرينا معه هذا الحوار الذي تحث خلاله عن عديد النقاط المهمة.


الشعب: هنيئا لكم الفوز العريض أمام منتخب ليبيريا، كيف كانت المواجهة؟
  عيسى ماندي: فوز عريض، لكنه عكس ما يتوقعه البعض لم يكن سهلا، دخلنا المواجهة جيدا وخلقنا فرصتين سانحتين للتهديف، وعكس مجريات اللقاء سجل علينا هدف السبق مبكرا، الأمر الذي زعزع استقرارنا بعض الشيء، لكننا عرفنا كيف نعود في النتيجة وأنهينا المرحلة الأولى متفوقين بهدفين لواحد، وعدنا في المرحلة الثانية أقوى وأضفنا ثلاثة أهداف أخرى، سمحت لنا من تحقيق فوز عريض، وإسعاد الجماهير الغفيرة التي تنقلت بقوة لمساندتنا في أول خرجة لنا بملعب حسين آيت أحمد بمدينة تيزي وزو .. نودّ أن نلعب في كل ربوع الوطن وإدخال البهجة في كل مدينة نحط بها.
 تمكنّت من تسجيل هدف التعادل وإعادة زملائك في المواجهة؟
  الحمد لله، كما قلت أعدت زملائي في اللقاء، وتمكنت من تسجيل الهدف السادس لي بألوان المنتخب الوطني، وهذا ما حرر زملائي وأعاد إليهم التركيز، وكنت قاب قوسين أو أدنى من إضافة هدف ثاني لولا سوء الحظ، وعموما سعيد جدا للأداء القوي والمستوى الذي ظهرنا به خلال أطوار المقابلة، وطريقة لعبنا وكيفية تسيير اللقاء خصوصا عندما كنا منهزمين، هذه نقاط إيجابية يجب الاحتفاظ بها والعمل على تصحيح الأخطاء لنكون أقوى سنة 2025.
 حققّتم تأهلا دون خطأ بخمسة انتصارات وتعادل خارج الديار وبرصيد 16 نقطة كاملة، وأنهيتم سنة 2024 بفوز، ما هي الأهداف سنة 2025؟
  يجب أن نشدّد على هذه النقطة، أنهينا مشوار التصفيات برصيد 16 نقطة من أصل 18 نقطة ممكنة، وفي تاريخ المنتخب الوطني نادرا ما نضمن التأهل بهذا العدد من النقاط ومن دون أي هزيمة.. وهي حصيلة جد إيجابية وعلينا أن نستثمر في ذلك، لكن لا يجب أن ننسى بأن تاريخ الاتحاد الدولي «فيفا» المقبل لشهر مارس، سنعود فيه للتنافس من أجل محاولة اقتطاع تأشيرة العبور لنهائيات كأس العالم 2026، نحن في صدارة المجموعة السابعة برصيد 9 نقاط، وسنسعى بداية من 17 مارس المقبل لمواصلة سلسلة الانتصارات والعودة بالنقاط الثلاثة من بوتسوانا، لتعبيد الطريق نحو مونديال 2026، الذي نهدف لخوضه خصوصا أنه سيكون الأخير بالنسبة لي ولكثير من زملائي في المنتخب الذين تقدموا في السن.
 منذ قدوم المدرب بيتكوفيتش، لعبتم لحد الآن بـ 6 خطط تكتيكية مختلفة، هل تأقلمتم معها بعدما خضتم العديد من المواجهات بثلاثة مدافعين محورين في الخلف؟
  بطبيعة الحال، نحن لاعبون محترفون وتحت تصرف الجهاز الفني في أي خطة يريدنا أن نلعب بها، التنوّع التكتيكي أمر جيد وهو ما يسمح لنا من إخلاط أوراق المنافس، الذي يمكننا أن نباغته بخطة جديدة أثناء أطوار المواجهة، يمكننا اللعب بأي طريقة يريدها المدرب بما أننا نملك خطي وسط ميدان وهجوم من أقوى الخطوط في إفريقيا، وبغياب عناصر مهمة مثل إسماعيل بن ناصر ونبيل بن طالب وهشام بوداوي وحسام عوار، الذين يعانون من الإصابة لم نتأثر نظرا للعدد الكبير من اللاعبين الذين يملكهم المنتخب.
تملك خبرة واسعة في الميادين، وخضت مباريات بألوان «الخضر» في عدة مدن، كيف كان جمهور مدينة تيزي وزو .. وما رأيك في هذا الملعب الجديد ؟
  كما قلت لك منذ قليل عند دخولنا للقيام بعملية الإحماء، انبهرنا للجمهور القياسي الذي كان متواجدا على المدرجات، ورفعوا أصواتهم لمساندتنا، وعند النشيد الوطني الجمهور أدى النشيد بقوة صوتية مميّزة، وهو الأمر الذي شكل ضغطا علينا بعض الشيء، ليس خوفا من الأنصار بل خوفا من التعثر في أول لقاء لنا بمدينة تيزي وزو، كانت ليلة تاريخية وكنا نود أن نسجل أسماء بأحرف من ذهب في هذه الليلة، ونسعد الجماهير المتنقلة التي كان أغلبها مشكلا من العائلات والأطفال، والصورة كانت رائعة فوق المدرجات، والحمد لله أننا أدينا المهمة على أكمل وجه.
أما بالنسبة للملعب، الدولة الجزائرية أنفقت أموالا طائلة لتشييد ملاعب جديدة في عدة مدن جزائرية، وملعب حسين آيت أحمد بمدينة تيزي وزو، يعد تحفة معمارية مميزة ويملك مواصفات عالمية، واللعب به هو متعة حقيقية للاعب كرة القدم، لأنه يدفعك لبذل المزيد دائما، وهو ما جعلنا اليوم نخوض المواجهة بنسق عالي جدا خلال جميع أطوار اللقاء، ولم يكن لدينا وقت للتراخي والدليل أن الهدف الخامس جاء في الأنفاس الأخيرة، وهذا الملعب يؤكد على أن كرة القدم الجزائرية في تطور دائم، وهو ما سيرفع المستوى أكثر.
حطّمت اليوم الرقم القياسي لأكثر لاعب حمل ألوان المنتخب الوطني بـ 103 مباريات، ما تعليقك؟
  هذا شرف كبير بالنسبة لي ولعائلتي، أتذكر جيدا اليوم الأول الذي دخلت للعب فيه بألوان المنتخب الوطني، وكنت سعيدا يومها لأنني حققت حلم الطفولة، والآن بلغت 103 مباراة بألوان «الخضر» وأصبحت اللاعب الأكثر مشاركة بألوان المنتخب، وهذا ما يضاعف المسؤولية عليّ في المباريات المقبلة، ودائما ما ألعب بـ 100 بالمائة من إمكانياتي، وأسعى لتقديم الأفضل بهدف إسعاد شعبنا العاشق للمنتخب ولكرة القدم.