نجح فريق مولودية الجزائر في تعميق الفارق عن أقرب ملاحقيه، عقب الإنتصار الكبير الذي حققه في ختام مباريات الجولة 26 أمام وفاق سطيف، وهو الفوز الذي أكّد طموحات الفريق القوية هذا الموسم، من أجل الفوز للمرة الثانية على التوالي باللقب، رغم أن المنافسة الكبيرة خاصة مع شبيبة القبائل وشباب بلوزداد.
نجح فريق مولودية الجزائر في تعميق الفارق عن أقرب ملاحقيه، عقب الإنتصار الكبير الذي حققه في ختام مباريات الجولة 26 أمام وفاق سطيف، وهو الفوز الذي أكّد طموحات الفريق القوية هذا الموسم، من أجل الفوز للمرة الثانية على التوالي باللقب، رغم أن المنافسة الكبيرة خاصة مع شبيبة القبائل وشباب بلوزداد.
حقّق “العميد” انتصارا كبيرا على وفاق سطيف، أسكت من خلاله كل المنتقدين، وأكد على طموحاته الكبيرة في الفوز باللقب للمرة الثانية على التوالي، بعد أن نجح من خلال هذا الانتصار في ضرب أكثر من عصفور بحجر، منها تعميق الفارق عن أقرب ملاحقيه إلى ثلاث نقاط، مع امتلاكه مباراة متأخرة أمام إتحاد العاصمة.
المباراة كانت سجالا بين الفريقين، والوفاق سهّل من مهمة المولودية خاصة خلال الشوط الثاني، بعد الخروج العشوائي من منطقته من أجل العودة في النتيجة، وهو ما سمح للمهاجم بانغورا باستعراض عضلاته بتسجيل هدفين وصناعة آخر، وجعل النتيجة تصل إلى رباعية كاملة.
من الناحية الفنية كانت المولودية أفضل، خاصة بعد التغييرات التي قام بها المدرب بن يحيى، من خلال إقحام الثنائي بوشريط وبن حوى وهما من قلبا المباراة رأسا على عقب بعد دخولهما، من خلال تقديم الدعم اللازم للهدّاف القوي بانغورا، الذي ورغم أنه سجل الهدف الأول، ولكنه كان في كثير من المرات معزولا لوحده في الهجوم.
قبل المباراة زاد الضغط على لاعبي المولودية، خاصة بعد خسارة شبيبة القبائل، وهو ما جعلهم يضيعون عددا كبيرا من الفرص السانحة للتسجيل خلال الشوط الأول، إلا أن الشوط الثاني كان مغايرا ونجح الفريق في تحقيق الإنتصار عن جدارة من خلال تسجيل ثلاثة أهداف كاملة، جعلت الفريق يغرد وحيدا في الصدارة.
المدرب بن يحيى مطالب باستغلال هذا التحرر النفسي للاعبيه من أجل الفوز في المواحهة المقبلة أمام إتحاد العاصمة، وهو ما سيسمح للفريق بتعميق الفارق إلى ست نقاط كاملة عن أقرب ملاحقيه، ويقترب من تحقيق اللقب الثاني له على التوالي، بعد ذلك الذي توّج به خلال الموسم الماضي.
أظهر لاعبو المولودية جاهزية كبيرة خلال المباراة، ما عدا زكريا نعيجي الذي كان ظلا لنفسه، وهو ما جعله يكون أول تغيير يقوم به المدرب عقب إنطلاق الشوط الثاني، وبعدها تغيرت الأمور نحو الأفضل.
بن يحيى: الحفاظ على القمّة أصعب من الوصول إليها
لم يخف خالد بن يحيى سعادته خلال الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة وفاق سطيف، مؤكّدا أن الإنتصار جاء بفضل عودة الفعالية خلال الشوط الثاني قائلا: “خلال الشوط الأول كان بإمكاننا حسم المباراة، من خلال تسجيل ثلاثة أهداف على الأقل، بعد الفرص الكثيرة التي ضيعناها، وهو ما سمح للمنافس بالعودة في المباراة خلال الشوط الثاني، لكن الفعالية عادت بعد ذلك ونجحنا في تسجيل ثلاثية كاملة، وهو الأمر الذي جعلنا نفوز عن جدارة، ولكن هذا لا ينقص من قيمة المنافس الذي يتواجد في مركز متقدم”.
بن يحيى فسر ارتباك اللاعبين خلال الشوط الأول حيث قال: “من الطبيعي أن يرتبك اللاعبون وهو الأمر العائد إلى الخوف من اللقب كما يقال، وهو مصطلح رياضي يعكس قيمة الرهان الذي تنافس عليه، والخوف من تضييعه رغم أنك قادر على الفوز به لو حافظت على هدوئك، هو الذي يربك اللاعبين وجعلهم يضيعون هذا الكم الكبير من الفرص السانحة للتسجيل خلال الشوط الأول، ولكن خلال الشوط الثاني بعد اللجوء إلى الهدوء والتركيز، شاهدنا المستوى الحقيقي للفريق الذي أكد طموحاته”.
وأكّد بن يحيى أن الموسم الحالي أصعب بكثير من سابقه حيث قال: “خلال الموسم الماضي كانت الأمور أسهل بالنسبة للمولودية، لأن الفريق كان قد بقي لفترة طويلة دون تتويج، ولكن الآن الأمور تغيرت فالجميع ينتظرنا، وهو الإحساس الذي تسرب إلى اللاعبين وجعلهم يفقدون التركيز والثقة، وكما يقال الوصول إلى القمة صعب، ولكن الأصعب هو الحفاظ على مكانتك فيها، وهو الأمر الذي نعاني منه خلال الفترة الحالية، ولكن من خلال العمل النفسي الذي نقوم به سنساعد اللاعبين على الظهور بمستوى أفضل”.
لم يفوّت بن يحيى الفرصة للثناء على المهاجم بانغورا، حيث قال: “بانغورا قدّم مباراة كبيرة وهو مهاجم شاب وواعد، ولكن خلال مواجهة الوفاق لعب على نقاط قوته، لأن المنافس خرج من منطقته وهو ما سهل عليه الكثير من الأمور، وعليه أن يتحسن خلال المباريات التي يكون فيها المنافس متكتلا في الخلف، وحينها يجد الكثير من الصعوبات”.
الكوكي: جودة اللاّعبين صنعت الفارق
تحسّر نبيل الكوكي كثيرا على خسارة فريقه برباعية كاملة خلال مواجهة المولودية، وأكد خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة، أن الفوارق الفنية كان لها دور في خسارة فريقه، حيث قال “اليوم أعتقد أنّنا قدمنا مباراة كبيرة، ولكن جودة اللاعبين صنعت الفارق لصالح المولودية، فالوفاق يمتلك عناصر شابة ولا تمتلك خبرة وقوة لاعبي المولودية، وهو الأمر الذي صنع الفارق خلال المواجهة، التي كان بإمكاننا قلب الأمور فيها من خلال تسجيل الهدف الثاني، وفي إعتقادي أن منعرج المباراة هي الفرصة التي ضيعناها، مباشرة بعد تسجيل هدف التعادل وبعدها عادت المولودية بقوة”.
في سياق متصل، أكّد الكوكي أنّه يتحمّل مسؤولية خياراته الفنية حيث قال: “من الطبيعي أن يلومني البعض، لأنّني واصلت الضغط على المولودية بعد الهدف الأول، وكان بالإمكان اتخاذ قرار آخر وهو الإكتفاء بهذا الهدف، والتكتل في الخلف من أجل انتظار المنافس، واستغلال الهجمات المعاكسة ولكنني اتخذت القرار الأول، وأنا أتحمل المسؤولية ولست نادما على هذا لأنّنا لو نجحنا في تسجيل الهدف الثاني، لتغيّرت الأمور وحتى المعطيات بعد المباراة والجميع سيراني على أنّني بطل، هذه هي كرة القدم تتخذ القرارت فيها في لحظات فقط، ولكن الأكيد أنّني لم أندم على أي قرار اتخذته في المباراة”.
الكوكي وعد أنصار الوفاق بتحسن الوضع خلال الفترة المقبلة، حيث قال: “أتفهّم غضب الأنصار لأنه من الصعب تجرع خسارتين متتاليتين، أمام شباب قسنطينة في مواجهة متأخرة واليوم أمام المولودية، ولكن هاتين الخسارتين جاءتا بعد سلسلة من الإنتصارات والنتائج الإيجابية، ولكن في اعتقادي أن الأمور ستتغير نحو الأفضل خلال المباريات المقبلة، وسنعمل على تصحيح المسار، وإنهاء الموسم في مرتبة مشرّفة”.