أكد محمد معوش، أحد لاعبي فريق جبهة التحرير الوطني على هامش الحفل التكريمي الذي نظمته سهرة أول أمس وزارة الرياضة بفندق الأوراسي بالعاصمة بمناسبة الذكرى
67 لإنشاء فريق جبهة التحرير الوطني، وكذا على شرف الديبلوماسيين الأجانب الذين ساندت بلدانهم الثورة الجزائرية، بحضور وزير الرياضة وليد صادي، شايب سفيان كاتب دولة لدى وزير الشؤون الخارجية، مكلف بالجالية الوطنية بالخارج وسفراء عدة دول أسيوية وإفريقية وأوروبية وعربية..
تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني يوم 13 أفريل 1958 لم يكن قرارا رياضيا فقط، بل كان خيارا وطنيا واستراتيجيا بالنظر للمرحلة الصعبة والحساسة التي كانت تمر بها الثورة التحريرية المجيدة، هكذا قالها معوش وأضاف: “إنه يعكس إيماننا بأن الرياضة قادرة على أن تكون وسيلة فعالة لإيصال صوت الشعب الجزائري في كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي إلى العالم أجمع ».
وأضاف، أن الفريق تأسس سنة 1958 في ظروف استثنائية وصعبة، حيث قرر عدد من اللاعبين الجزائريين البارزين مغادرة أنديتهم الأوروبية، وعلى رأسها الفرنسية، سرا، متجهين نحو تونس تلبية لنداء الوطن، ومن بينهم شخصيات مثل محمد بومرزاق، بن تيفور، مولاي الطاهر وآخرين، قائلاً: “كنا نعلم أن تضحيتنا كبيرة، وأننا نترك وراءنا شهرة ومكانة رياضية، لكن الجزائر كانت تستحق منا أكثر من ذلك ».
وأوضح أن فريق جبهة التحرير الوطني، خلال تنقلاته إلى عدة بلدان بآسيا، إفريقيا، وأوروبا الشرقية، خاض مباريات لم تكن مجرد لقاءات رياضية، بل كانت رسائل سياسية تعبّر عن شرعية الثورة الجزائرية، وتفضح ممارسات الاستعمار أمام الرأي العام الدولي.
كما استحضر معوش في كلمته الدور الذي لعبته الدول الصديقة، مثل مصر، فيتنام، الصين ودول أخرى في دعم فريق جبهة التحرير الوطني والترويج للقضية الجزائرية، مشيدا بتلك العلاقات التي تأسست على التضامن الثوري لا المصالح الآنية.
وفي ختام كلمته، توجه المتحدث برسالة إلى الجيل الجديد من الرياضيين الجزائريين، مؤكدًا أن الحفاظ على الإرث الوطني والروح النضالية، هو مسؤولية تاريخية:«رسالتي للشباب أن يعتزوا بجذورهم، ويواصلوا حمل مشعل التضحية والانتماء، لا فقط في الميادين، بل في كل مجالات الحياة... فقد كنا بالأمس نلعب من أجل تحرير الجزائر، واليوم أنتم تلعبون من أجل بنائها ».
رفيــق صايفـي: ذكرى راسخة في قلوب الجزائريين
وأعرب النجم الدولي السابق رفيق صايفي عن اعتزازه الكبير بالمشاركة في إحياء الذكرى 67 لتأسيس فريق جبهة التحرير الوطني، مؤكدا أن هذه المحطة التاريخية لا تزال حية في وجدان الجزائريين، لما تحمله من دلالات وطنية قوية ورسائل خالدة عن النضال من أجل الحرية والاستقلال، وقال صايفي في تصريح له بالمناسبة لـ “الشعب”:«أولا، أترحّم على أرواح اللاعبين الذين رحلوا عنا، ونسأل الله أن يمدّ في عمر من بقي منهم ويمنحهم الصحة والعافية، هذه الذكرى باقية في قلوب وعقول الجزائريين، لأنها ترتبط بنضال شعب كامل من أجل الحرية والكرامة ».
وأضاف: “مثل هذه المناسبات شرف كبير لأي لاعب أو رياضي جزائري لحضورها، لأنها تجمع أجيالًا مختلفة من اللاعبين، القدامى والحاليين، وحتى المدربين والمسؤولين الذين خدموا كرة القدم الجزائرية. الحمد لله، هذه فرصة ثمينة للّقاء والتذكير بقيم التضحية والانتماء ».
وتابع قائلًا: “كرة القدم تجمع ولا تفرّق، واليوم كان لقاء جامعا لكل الأجيال، في لحظة وفاء لذاكرة فريق كتب اسمه في سجل النضال الوطني، وهو ما يجعل هذه الذكرى غالية على قلوبنا جميعًا ».
علي بن شيخ: فريق الجبهة صنع مجد الجزائر
أشاد اللاعب الدولي السابق علي بن شيخ بمكانة فريق جبهة التحرير الوطني، بمناسبة إحياء الذكرى 67 لتأسيسه، معتبرًا أن هذا الفريق لم يكن مجرد مجموعة من اللاعبين، بل كان رسالة ثورية وأداة نضال ساهمت في إيصال صوت الشعب الجزائري إلى المحافل الدولية، وفي تصريح، قال بن شيخ: “قبل كل شيء، نترحم على أرواح جميع أعضاء فريق جبهة التحرير الوطني الذين رحلوا عنا، وعلى شهداء الثورة الذين قدموا حياتهم فداءً لهذا الوطن، سواء من كانوا في الميدان أو من خدموا القضية عبر الرياضة، وعلى رأسهم لاعبو فريق مولودية الجزائر الذين كان لهم دور كبير».
وأضاف: “اللاعبون الذين غادروا أوروبا آنذاك واستجابوا لنداء جبهة التحرير الوطني، تركوا كل شيء وراءهم من أجل الدفاع عن القضية الجزائرية، لقد كانت خطوة بطولية، من خلال العمل الرياضي والدبلوماسي ».
كما أكد بن شيخ على القيمة الرمزية الكبيرة لهذا الفريق:« هؤلاء اللاعبين لم يكونوا مجرد لاعبين، بل كانوا بمثابة سفراء الثورة، قالوا لفرنسا لا بطريقتهم، وأوصلوا رسالة الجزائر للعالم من خلال كرة القدم، وكان لهم دور كبير في إيصال صوت النضال الوطني إلى الخارج بطريقة إعلامية وإنسانية قوية ».
واستذكر بن شيخ من تبقى من أعضاء الفريق قائلًا: “اليوم مازال البعض منهم على قيد الحياة، مثل دفنون ومعوش، ربي يطول في عمرهم ويمنحهم الصحة، لأنهم رمز من رموز الوطن، يجب أن نكرمهم ونفتخر بما قدّموه، لأنهم وضعوا اللبنة الأولى لكرة القدم الجزائرية بعد الاستقلال ».
وختم بالقول: “هم من خرّجوا الأجيال التي صنعت أمجاد الجزائر لاحقا، وعلينا أن نواصل الحفاظ على هذا الإرث الوطني، وأن نطلب الرحمة لمن غادرنا، والصحة لمن بقي، لأنهم يستحقون كل الاحترام والتقدير ».
ابنة الراحل زيتوني: فريق جبهة التحرير خالد في قلوبنا
في لحظة مؤثرة ومفعمة بالحنين، تحدثت ابنة اللاعب الراحل مصطفى زيتوني، أحد أعضاء فريق جبهة التحرير الوطني، عن ذكرياتها المرتبطة بوالدها ومسيرته النضالية والرياضية، بمناسبة إحياء الذكرى 67 لتأسيس الفريق. وقالت:«كانت مرحلة جميلة جداً في حياتنا، رغم أنني كنت صغيرة جداً وقتها، لا أتجاوز العامين، لكنني كبرت على حكايات والدي، على تضحياته، وعلى حبّه الكبير لكرة القدم والوطن ».
وأضافت: “أبي رحل من موناكو رفقة باقي عناصر فريق جبهة التحرير الوطني، وذهب إلى تونس، حيث عاش وواصل النضال من خلال الرياضة، كان رجلاً محباً لكرة القدم، وكان إنساناً طيباً بكل ما تحمله الكلمة من معنى ».
وأكدت أن إرث والدها لا يزال حيا في ذاكرتها وفي وجدان العائلة: “كنا نسميه ‘زيزو’ في البيت... لقد أبقى فينا روحاً جميلة، وذكريات لا تنسى، عندما كنت صغيرة، كان وجوده يعني لنا الكثير، واليوم نحمل اسمه بفخر ونروي قصته لأبنائنا ».
واختتمت تصريحها قائلة :«لن ننسى أبدا أعضاء فريق جبهة التحرير الوطني، لقد كانوا أكثر من لاعبين، ومصدر فخر لكل الجزائريين، رحم الله والدي وكل من رافقوه في تلك المسيرة، وبارك الله في من بقي على قيد الحياة ».
مصطفـى بــراف: الضمـير الحـيّ للرياضـة الجزائريــة
أكد مصطفى براف، رئيس جمعية اللجان الوطنية الأولمبية الإفريقية، أن الاحتفال بالذكرى 67 لتأسيس فريق جبهة التحرير الوطني، هو أكثر من مجرد تظاهرة رياضية، بل هو محطة وفاء تاريخية تستحضر نضال الرياضيين الجزائريين الذين وأوصلوا صوت الثورة التحريرية إلى العالم بأسره.
وفي تصريح لـ«الشعب”، قال براف:«نحن اليوم مجتمعون كعائلة جزائرية واحدة، كبيرة بماضيها ونضالاتها، مكونة من الرياضيين والرياضيات، ومن كل الرجال والنساء الذين أدوا واجبهم بشرف في سبيل الجزائر، سواء على الميدان الرياضي أو في خدمة القضية الوطنية ».
وأضاف: “في مثل هذه المناسبات، تتجدّد فينا مشاعر الاعتزاز والامتنان لتضحيات الشهداء، ولأرواح أعضاء فريق جبهة التحرير الذين انتقلوا إلى رحمة الله، رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته. لقد مثلوا رمزا مشرفا لنضال الشعب الجزائري، وتاريخهم يظل محفورا في وجدان كل جزائري ».
وأشار براف إلى أن هذه الذكرى يجب أن تكون دافعا لتعزيز اللحمة داخل الأسرة الرياضية الجزائرية: “إننا نأمل أن يكون هذا الحفل، وما يحمله من رمزية، مناسبة لتجديد قيم التضامن، والمحبة، والوحدة بين كل أفراد العائلة الرياضية الجزائرية، جيلًا بعد جيل، ففريق جبهة التحرير الوطني لم يكن مجرد مجموعة لاعبين، بل جسّد روح التضحية والانتماء العميق للوطن ».
شرف الدين عمارة: واجبنا تخليد رسالة فريق الجبهة
أكد المدير العام لشركة مادار القابضة، المالكة لنادي شباب بلوزداد، شرف الدين عمارة خلال مشاركته في فعاليات الذكرى 67 لتأسيس فريق جبهة التحرير الوطني، أن هذا الحدث لا يمثل مجرد محطة رياضية بل هو جزء من الذاكرة الوطنية التي تخلد تضحيات رجال ناضلوا بالكلمة والكرة من أجل استقلال الجزائر.
وقال في تصريحه بالمناسبة: “أولا، أشعر بسعادة وفخر كبيرين لتواجدي اليوم في هذا الحفل المميز، الذي يحيي ذكرى عزيزة على قلوب جميع الجزائريين، وهي الذكرى 67 لتأسيس فريق جبهة التحرير الوطني.»
وأضاف: “كلنا نعرف جيدا الظروف التي نشأ فيها هذا الفريق الرمز، والتي كانت استثنائية بكل المقاييس، لم يكن الأمر يتعلق بكرة القدم فحسب، بل كانت رسالة سياسية وثورية موجهة للعالم بأسره، مفادها أن الشعب الجزائري موحد خلف قضيته العادلة، حتى في الميدان الرياضي ».
وأكد عمارة أن هذا الإرث يجب أن يصان ويعلّم للأجيال القادمة: “فريق جبهة التحرير الوطني لم يرفع راية الجزائر فقط فوق الملاعب، بل رفع معها كرامة الشعب الجزائري وصوت ثورته، واليوم، من واجبنا كمسؤولين رياضيين أن نحافظ على هذه الرسالة، وأن نغرسها في وعي الأجيال الصاعدة ».