تلقّى مانشستر سيتي والمنتخب الوطني الجزائري ضربة موجعة بإصابة المدافع الدولي الجزائري ريان آيت نوري، بعد تعرضه لالتواء طفيف في الكاحل، سيبعده عن المنافسة لفترة تتراوح ما بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، وفق ما كشفه الحساب المتخصص بأخبار «البريمرليغ» على منصة «إكس».
اضطر آيت نوري، صاحب 24 عاما، لمغادرة أرضية ملعب «الاتحاد» في وقت مبكر خلال مواجهة فريقه أمام توتنهام هوتسبير، والتي انتهت بخسارة غير متوقعة لـ «السيتيزنز» بنتيجة (0-2)، لحساب الجولة الثانية من الدوري الإنجليزي الممتاز.
وشارك الظهير الأيسر الجزائري أساسيا ضمن تعداد المدرب الإسباني بيب غوارديولا، الذي قرر الاعتماد عليه لتعويض غياب بعض العناصر الدفاعية، غير أن احتكاكا قويا عند الدقيقة 16 مع المهاجم الغاني لنادي توتنهام محمد كودوس، أجبره على السقوط أرضا متألما من كاحله الأيسر.
التدخل الطبي كان سريعا، وأجرى فحوصات ميدانية أولية للاعب، قبل أن يقرر إخراجه واستبداله بزميله الهولندي ناتان اكي في الدقيقة 23 حرصا على سلامته، وتشير التقارير إلى أن الفحوصات التي خضع لها لاحقا، أظهرت إصابته بالتواء خفيف في أربطة الكاحل الجانبية والوسطى، وهي إصابة لا توصف بالخطيرة لكنها تتطلب راحة، وعلاجا طبيعيا لضمان عدم تفاقمها.
الإصابة تأتي في وقت حساس للغاية بالنسبة لآيت نوري، إذ كانت مباراة توتنهام بمثابة أول ظهور رسمي له أمام جماهير مانشستر سيتي في ملعب «الاتحاد»، منذ انضمامه للنادي خلال الميركاتو الصيفي الماضي، وكان اللاعب يمني النفس ببداية قوية تثبت أقدامه في التشكيلة الأساسية، خصوصا بعد إشادة غوارديولا بإمكاناته الفنية خلال فترة التحضيرات الصيفية وأمام نادي وولفيرهامبتون خلال مباراة الجولة الأولى.
إلا أن الحظ لم يسعفه، ليغادر الميدان وسط تصفيق جماهير النادي التي أبدت تعاطفها معه، بينما سيضطر الآن إلى الخضوع لفترة علاجية قد تحرمه من عدة مباريات مهمة في بداية الموسم، بما في ذلك اللقاء المرتقب أمام تشيلسي في الجولة الثالثة، ومباراة دوري أبطال أوروبا الافتتاحية.
تأثير إصابة آيت نوري لا يقتصر على مانشستر سيتي فحسب، بل يمتد إلى المنتخب الوطني الجزائري، حيث تحوم الشكوك حول قدرته على المشاركة في المعسكر التحضيري لـ «الخضر» المقرر انطلاقه في الأول من سبتمبر المقبل، استعدادًا لاستئناف تصفيات كأس العالم 2026.
سيخوض المنتخب الوطني بقيادة فلاديمير بيتكوفيتش مباراتين حاسمتين، لحساب الجولتين السابعة والثامنة من تصفيات كأس العالم 2026، الأولى أمام بوتسوانا في الرابع من سبتمبر على ملعب المجاهد الراحل حسين آيت احمد بتيزي وزو، والثانية أمام غينيا في الثامن من الشهر نفسه.
غياب ريان آيت نوري، إن تأكّد، سيمثّل ضربة قوية لخط دفاع «محاربي الصحراء»، خاصة وأنّ اللاعب أصبح خلال الأشهر الأخيرة، أحد الركائز الأساسية في تشكيلة بيتكوفيتش، لما يتمتع به من سرعة كبيرة وقدرة على المساندة الهجومية، إضافة إلى خبرته المكتسبة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
في حال تأكد غياب آيت نوري، سيجد فلاديمير بيتكوفيتش نفسه مضطرا لإعادة حساباته الدفاعية، والبحث عن بدائل قادرة على سد هذا الفراغ، في ظل غياب بعض العناصر الأخرى بسبب الإصابات أو نقص المنافسة مع أنديتها، وقد يفتح ذلك الباب أمام عودة بعض الوجوه المحلية، أو اللاعبين الناشطين في البطولات الأوروبية الأخرى لتعزيز الجبهة اليسرى، على غرار لاعب المنتخب المحلي نوفل خاسف أو المدافع المتعدد المناصب أحمد توبة لاعب باناتينايكوس اليوناني، الذي خاض 5 مباريات في المنافسات الأوروبية منذ التحاقه بفريقه الجديد الصيف الجاري.
من جهتها، عبّرت جماهير مانشستر سيتي والمنتخب الوطني الجزائري عن دعمها الكامل لآيت نوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، متمنية له عودة سريعة للملاعب، ومؤكدة أنه يملك كل المقومات لتجاوز هذه العقبة والعودة أقوى من أي وقت مضى، وبينما يترقّب الجميع التقرير الطبي النهائي الذي سيحسم فترة غيابه بدقة، يبقى أمل النادي الإنجليزي والمنتخب الوطني الجزائري معلّقا على تعافي أحد أبرز المدافعين الصاعدين في القارة الأوروبية في أسرع وقت ممكن.