باعتبارها هوية مجتمع ومسؤولية كل القطاعات

الثقافة تعود إلى الجماعات المحلية وتجمع جمهورها بين أحضانها

سميرة لخذاري

ليست الثقافة حكرا على قطاعها ومؤسساتها، وإنما هي مسؤولية تقع على عاتق كل القطاعات، كونها هوية وشخصية كل المجتمع وليست حكرا على فئة دون أخرى، وهذا ما نلمسه من الالتفاتة التي خصصتها البلديات في السنوات الأخيرة، بعدما أصبح للثقافة نصيب ضمن برامج المنتخبين المحليين.

اهتمت الجماعات المحلية والبلديات وما تزال تهتم  بالميدان الثقافي بمختلف فروعه، تؤكد على عودة هذا القطاع الحي إلى أحضان البلديات، هذه الأخيرة التي خصصت له حيزا ضمن برامجها التي تسطرها على مدار السنة.
انفتاح مميز مسّ عديد الميادين الثقافية والفنية، حيث انتعشت السينما من خلال إيلاء الأهمية إلى قاعات العرض التي عانت وأهملت منذ سنوات، الشيء الذي جعل جمهورها يهجرها ليغوص في عالم التكنولوجيا الحديثة، ويتأثر بهوية وموروث غريب على ثقافته، إعادة فتح قاعات العرض يعكس التظافر وتكامل جهود البلدية ووزارة الثقافة بما يضمن إعادة ثقافتنا وهوية مجتمعنا العربي الإسلامي إلى الواجهة وغرسها في قلوب أبنائها.
شمل الانتعاش مختلف الميادين الثقافية ليس السينما فحسب، حيث أخذ الكتاب هو الآخر نصيبه، من خلال برامج البلديات ومشاريعها التي تتجلى في مشروع مكتبة في كل بلدية، وهنا نتحدث عن المكتبات وفق المعايير التي تبنى عليها هذه المرافق التي تحوي أحسن رفيق للإنسان، وليس المكتبات ''العصرية'' للأسف، أين أصبح الكتاب والسجائر والعطور و.. تباع في مكان واحد تحت لواء ''مكتبة''، ولا ننسى المسرح، الفنون التشكليلية، وغيرها من الأجناس الفنية والثقافية التي عادت من بعيد.
تظاهرة ثقافية بسطت جذورها في السنوات الأخيرة لتحمل اسم ''قراءة في احتفال''، هذه الأخيرة التي هي في حاجة إلى التفاتة فعلية من المنتخبين المحليين والبلديات، بما يتيح لها فرصة الخروج بالغلة الوافرة، ويتعلق الأمر هنا بتحقيق النتائج الايجابية ونشر ثقافة المطالعة لدى الأطفال بما يضمن بناء محبي الكتاب وغرس روح القراءة عبر الأجيال، خاصة وأن الطفل هو اللبنة والركيزة الأساسية التي يبنى عليها أي نجاح.
وقد دعت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي، مؤخرا، المنتخبين المحليين إلى دعم مهرجان ''القراءة في احتفال'' بفتح المزيد من الفضاءات العمومية لهذا الغرض من أجل تمكين أكبر عدد ممكن من الأطفال من الاستفادة من هذه التظاهرة الجوارية       .
وأكدت الوزيرة على أهمية التعاون بين قطاعها والجماعات المحلية لإنجاح التظاهرة وتوسيعها من خلال فتح فضاءات لترقية القراءة العمومية والكتابة بمساعدة المكتبات المتنقلة على مستوى الساحات العمومية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024