طباعة هذه الصفحة

عمر غشام رئيس جمعية «الصّداقة»بباتنة:

«محاربة السيدا هاجس مشترك نتقاسمه جميعا»

باتنة: لموشي حمزة

تعتبر عملية مكافحة داء السيدا بالجزائر من بين أولويات وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، وذلك بالتنسيق والتعاون مع عدد من القطاعات الوزارية وكذا فعاليات المجتمع المدني التي أصبح لها حضور قوي في محاربة مثل هذه الأمراض الفتاكة من خلال عمليات التحسيس بخطورتها خاصة في أوساط الشباب، على اعتبار أنها الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالسيدا.
اعتمدت المنظمة العالمية للصحة هذه السنة شعار»صحّتي حقّي»، لإحياء فعاليات اليوم العالمي للسيدا، حيث ركزت الجمعيات النشطة في ميدان مكافحة السيدا بالجزائر على التكثيف من حملات التوعية والتحسيس لتجنب الإصابة بالسيدا على غرار ما تقوم به الجمعية الولاية «الصداقة» لمكافحة المخدرات بولاية باتنة، التي تأسست في 2018، حسبما أفاد به رئيسها عمر غشام في تصريح لجريدة «الشعب».
وأشار غشام إلى أن الوقاية من الداء تبدأ بتغيير الذهنيات السائدة حول هذا السيدا خاصة في أوساط الشباب، وهو ما تسعى الجمعية لتحقيقه عن طريق الاتصال المباشر معهم في الملاعب والمركبات الرياضية الجوارية وباقي الفضاءات العمومية، إضافة إلى إطلاقهم لقافلة تربوية تضم مختصين وأساتذة يقومون بزيارة ثانويات الولاية باتنة لشرح مخاطر الداء للتلاميذ، ونفس الشيء بالنسبة للأحياء الجامعية التي تشهد تفشيا للداء بسبب قلة الوازع الديني وجهل المعطيات الحقيقية للداء.
لتحقيق هذا الهدف تقوم جمعية «الصداقة» بتوزيع المطويات ونشر المعلومات، وتصحح المفاهيم الخاطئة والأحكام المسبقة عن انتقال المرض، وإشراك شريحة الشباب في التحسيس بذلك كون أغلب الإصابات الجديدة للفيروس تنتشر لدى شريحة الشباب بنسبة 40 بالمائة، لأن المعلومات الصحيحة هي أفضل طريقة للوقاية من الإيدز، حسب غشام.
وأوضح رئيس الجمعية أنهم باشروا من مدة حملة ولائية ببعض دوائر الولاية وبلدياتها الكبرى تحت شعار»معا من أجل مكافحة المخدرات»، تتضمن محورا هاما لمحاربة السيدا والعديد من الآفات الاجتماعية التي تنخر المجتمع الجزائري وتهدده، والتي تنتشر عن طريق المخدرات على غرار العنف والجريمة والسيدا لتحسيسهم بخطورة الداء والطرق الكفيلة بالوقاية منه.
وفي السياق ذاتهو وحسب رئيس الجمعية عمر غشام فاستغلال المساجد للتحسيس بخطورة إقامة علاقات خارج الزواج الشرعي من بين أكبر أسباب الإصابة بالسيدا قبل تعاطي المخدرات والحقن بها باعتبار أن لهم تأثيرا مباشرا خاصة في المساجد وحلقات الذكر ودروس التوعية، كما أن نشر قيم الدين الإسلامي الحنيف من شأنها كبح جماح المنحرفين نحو ارتكاب المعاصي.
ونوّه غشام بالدعم الكبير الذي تتلقّاه جمعيتهم من طرف مسؤولي قطاعات الأمن والدرك والحماية المدنية، وكذا التكوين والتربية ومديرية الشؤون الدينية لتسهيل حملاتهم التوعوية ونشاطاتهم التحسيسية لفائدة الشباب دائما.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أشادت في تقريرها بخصوص دور الجزائر الرائد في مكافحة السيدا عن طريق اعتمادها لاختبار فيروس نقص المناعة البشرية في جميع مرافق الرعاية الصحية، ما مكّنها حسب التقرير من إحراز تقدّم هام في المجال.
إضافة إلى المخطط الاستراتيجي للجزائر 2016 -2020، الذي يهدف إلى تسجيل أقل من 500 إصابة جديدة بحلول 2030، من خلال الوصول إلى كل حاملي الفيروس ومنحهم العلاج اللازم بالتعاون مع مختلف الفاعلين في المجتمع.