طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تستطلع محطات الترفيه والتسلية بالأوراس

إقبال على حدائق التسلية والفضاءات الطبيعية

عائلات تكتشف سحر الغابات في عطلة الربيع

تحرص العائلات الأوراسية على الاستغلال الجيد لعطلة الربيع التي تعتبرها فرصة ثمينة وأولوية لا يمكن التنازل عنها في زيارة الأهل والأقارب ومرافقة الأبناء إلى مختلف فضاءات الترفيه والتسلية سواء كانت طبيعية على غرار المساحات الخضراء والجبال والغابات اومرافق أخرى كالحدائق والحمامات وغيرها.
باتنة: حمزة لموشي
تشكل العطلة الربيعية محطة هامة في برنامج عائلات الاوراس بولايات باتنة، أم البواقي، خنشلة، قالمة للترويح عن النفس ومرافقة الأبناء لممارسة مختلف الأنشطة الترفيهية والرياضية وحتى الفنية كحضور العروض المسرحية لإزالة تعب الدراسة والتخلص من ضغوطات امتحانات الفصل الثاني.
«الشعب» استطلعت كيفية قضاء عائلات باتنة لعطلة الربيع، من خلال زيارة أكثر الأماكن التي تقصدها والمفضلة لديها، خاصة وأن العطلة الربيعية لهذا العام تزامنت وتساقط كميات هامة من الثلوج كست غابات وجبال الاوراس حلة بيضاء لم تعرفها من سنوات عدة.

الثلوج تصنع لوحات فنية رائعة بالمرتفعات
عادت الثلوج للتساقط مرة أخرى في مناطق مختلفة بولاية باتنة لاسيما الواقعة في المناطق الجبلية كأريس، إشمول، نافلة، لارباع، ثنية العابد مرتفعات تازولت، وادي الطاقة... إلخ، والتي جعلت منها ناصعة البياض، استغلتها العائلات في التوافد عليها رفقة أبنائها لالتقاط الصور وقضاء أوقات ممتعة بالاستمتاع بالمناظر الطبيعة الخلابة والساحرة.
صنع الإقبال منقطع النظير للعائلات على هذه المناطق فسيفساء جميلة أضفت سحرا لا يقاوم على الطبيعة التي اكتست حلة بيضاء زادها إبداعا اللوحات التي صنعها الأطفال ببراءتهم وألعابهم في الثلوج التي زاد سمكها عن المتر، وسط طاولات للشواء حولت المكان إلى لوحة فنية  بمرتفعات كوندورسي، عين الطين وثنية الرصاص وغيرها.
كما سجلت»الشعب»، خلال جولتها تفضيل بعض العائلات لقضاء الأسبوع الأول من العطلة بالتوجه نحوالقرى والأرياف لقضاء أيام من الربيع على غرار الحاصل ببوزينة ومنعة ومروانة والتي تتميز بجوطبيعي نقي هادئ زاده متعة تزامنه وعيد الربيع «ثافسوث»، حيث تحرص بعض العائلات التي التقيناها على التواجد بالقرى والأرياف التي نشأت فيها على ربط أبنائها بماضيهم وتعريفهم بعادات وتقاليد المنطقة والأجداد.

عيد «ثافسوث» فرصة لنقل تراث الأجداد للأبناء

حيث لا يزال «ثافسوث»، كما يطلَق عليه بالشاوية، يحظى باهتمام كبير من طرف كل العائلات الأوراسية، التي تجد فيه متنفسا ومناسبة لنشر الفرح والابتهاج والتصالح والأهم من كل ذلك «التسامح» والتواصل مع الطبيعة، باصطحاب أبنائها والنزول ضيوفا عند الأهل والأقارب بعيدا عن صخب الحياة، باستحضار العادات والتقاليد المتوارثة، والتي ما تزال صامدة تتحدى النسيان والتهميش، ولم تسقط من الذاكرة الشعبية إلى اليوم، بل انتصرت في مواجهتها للنسيان وأصبحت تحظى بأهمية كبيرة ورواج غير مسبوق.
بعيدا عن الأرياف هناك من العائلات من اختارت قضاء أيام العطلة الربيعية بحدائق الترفيه والتسلية، والمنتزهات، على غرار حديقة التسلية والترفيه «لامبي بارك» المتواجدة ببلدية جرمة الواقعة على بعد 20 كلم شمال مدينة باتنة، والتي تعتبر أحد أبرز وأهم أقطاب الترفيه والسياحة بالأوراس، حيث يقصدها ساكنة أغلب ولايات الشرق الجزائري والجنوب الشرقي، حيث شهدت منذ بداية العطلة إقبالا كبيرا للعائلات فاق الآلاف من مختلف ولايات الاوراس.
وتضم الحديقة العائلية التي افتتحت منذ 10 سنوات ما يناهز 30 لعبة ترفيه وتسلية للأطفال والكبار موزعة على مساحة طبيعية خلابة تفوق الـ22 هكتارا من الأراضي التي استأجرها مالك الحديقة من بلدية جرمة في إطار الإستثمار الخاص تتوفر حسبما وقفنا عليه على كل الضروريات التي تجعل من زيارتها متعة حقيقية بفضل الخدمات الراقية التي تقدمها.
وما ساعد على الإقبال الكبير عليها توفرها على موقف كبير للسيارات ومجموعة من المطاعم والمحلات التجارية،إلى جانب مصلى، وعديد المرافق الترفيهية والخدماتية الأخرى، حيث يحرص مسؤولوالحديقة على توفير أجواء راحة للزوار كالأمن والنظافة،علاوة على ما تعلق بألعاب الأطفال كلعبة سفينة القراصنة والمنتزه المائي الذي يحتوي على مزالق مائية مثيرة، من مرشات مائية تتسع لخمسة مسابح وسبع ملاعب مطاطية مائية، وأرجوحة الترامبولين والألعاب المطاطية المنفوخة،  إلى جانب الخيمة الأوراسية العملاقة المزينة بأغصان الأرز والدردار الطبيعي الذي يرمز للمنطقة، وهوالأمر الذي لاقى استحسانا كبيرا للعائلات خاصة المهاجرة منها والتي أفادت لنا بحرصها على زيارة مثل هذه المرافق لاستذكار «ريحة لبلاد».

حدائق التسلية وجهة الزوار

ولعل ما زاد من إقبال العائلات على هذه الحديقة وتفضيلهم لها هوموقعها الإستراتيجي المتواجد على محور الطريق الوطني الرابط بين ولايتي باتنة وقسنطينة حيث تتوسط عدة مرافق حيوية كمطار مصطفى بن بوالعيد الدولي وبيت الشباب جرمة ومركز الفروسية الجديد إضافة إلى الموقع الأثري والتاريخي ضريح إمدغاسن ببلدية بومية وغيرها.
وخلال زيارتنا لهذا الفضاء الترفيهي ولقائنا بالعائلات في جوعائلي مريح ميزه الانضباط والأمن وكذا الاحترام وجودة الخدمات المقدمة بأسعار دخول تتراوح بين 200 دج للشخص الواحد في الحديقة و800 دج في المتنزه المائي وصفتها بعض العائلات بالمرتفعة خاصة محدودي الدخل والذين يرغبون في اصطحاب جميع الأبناء.
غادرنا حديقة قادري لنتوجه في اليوم الموالي إلى حدائق كوندرسي الطبيعية الخلابة التي باتت وجهة مفضلة للعائلات كونها فضاءات طبيعية بإمتياز ومجانية، حيث تقضي بها العائلات ساعات هادئة في وسط طبيعي بعيدا عن ضغوط الحياة اليومية خاصة مع اصطحاب الأطفال الذين يجدون في اللعب بين الأشجار وعلى الأتربة وفي الغابة وحتى أشعة خافتة للشمس، متعة لا تضاهيها متعة حسبما أكده لنا الطفل معتز الذي كان برفقة والديه.
وفي هذا الصدد أشارت السيدة «وفاء.ح»، إلى أنها حريصة على أن قضاء أيام من عطلة الربيع رفقة أبنائها بغابات كوندرسي الطبيعية مصطحبة معها الوجبة الغذائية وكذا بعض المشروبات الغازية والحلويات وحتى الألعاب الخاصة بأطفالها الذين تتركهم يفعلون ما يشاءون ويتمرغون في التربة ويتسلقون بعض الأشجار الصغيرة ويبنون الأعشاش وغيرها