طباعة هذه الصفحة

تتداول عبر «اليوتيب» في المسيرات السلمية

هكذا ضرخت امرأة بعد قيام ابنها بـ«الحرقة»

فتيحة كلواز

«علاجال إسلام خرجت»


هي امرأة نادت ابنها «إسلام» الذي غاب عنها بسبب «الحرقة» صرخت ابنها الذي كسر رحيله عنها ظهرها واخرجها في مسيرة كانت ربما تظن في وقت مضى انها لا تعنيها، نادت «إسلام» عله تراه وسط الحشود او انها ظنت ان صوتها سيصل اذناه هناك في ضفة اختارها قهرا وغصبا، صراخها أبكى الرجال الذين حاولوا دون جدوى مواساتها، امراة بسيطة سكن داخلها حزن كان سببه ابن اغلقت في وجهه كل الأبواب واصبح المستقبل بالنسبة اليه يساوي حياته التي راهن عليها عندما ركب «البوطي». انها صورة حية لامراة تحترق كل دقيقة وثانية حزنا على فراق كبدها إسلام الذي اختار المغامرة عبر قوارب الموت الى الضفة الأخرى ونجح في الوصول الى ما اعتبره الدورادو «الحرقة»، لكن يبقى مكانه مجهولا في انتظار مفاجآت سارة تبلغ للوالدة مثلما تصرخ عبر «اليوتوب» بلا توقف.
«علاجال إسلام خرجت» صاحت روحها متمزقة المتبعثرة بين الحشود علها تعثر بينهم رائحة ابنها الذي غاب عنها فتحوّلت منذ رحيله الى الحية الميتة لأنها وبكل بساطة ام لا تعيش إلا في أبنائها، وأي فشل او ألم يصيبهم سيكون خناجير حادة تطعن روحها.. كلمات قليلة سردت فيها حياتها وكيف عملت عاملة نظافة فقط من اجل تعليم أبنائها الذين لم يجدوا عملا في وطن ارتوى بدماء طاهرة كانت لرجال تعلّموا منذ الصغر أنهم من يمنحون الأجيال القادمة مستقبلا على ارض الحرية.
تلك السيدة التي لخّصت معاناة الأم الجزائرية منذ سنوات طويلة صرخت بأعلى صوتها باسم ابنها «إسلام» الذي سالت دموعها حارة من اجله نادت ونادت، ولكنها اقتنعت منهارة أن ابنها لن يكون أمامها
وإن صرخ جميع من كانوا حولها باسمه، «إسلام» هو مثال لكثير من شبابنا وجدوا في «البوطي» وسيلتهم لبلوغ المستقبل وتحقيق الأحلام، «إسلام» هو رمز الحلم الذي يولد ميتا في مشيمة وجدت لتكون فقاعة الأمن والأمان، ولكن سد الأفق وضاقت الدنيا بما رحبت، وتناثر الاماني على صخرة الواقع لتبكي الأم ابناءها حزنا والأب قهرا على رجال ولدوا ليكونوا صغارا.