طباعة هذه الصفحة

قبل أيام من الرئاسيات

البطالون يبحثون عن حلول لمشاكلهم في برامج المترشحين

استطلاع: ف/ك

غالبا ما كانت أحلامهم لا تتعدى وظيفة تمكنهم من العيش الكريم.. تعطيهم الحق في بناء أسرة والمضي نحو المستقبل، البطّال شريحة مهمة من مجتمعنا الذي ربطه بمفردة «حيطيست» ليجعل منه امتدادا لجدار بسبب عجزه عن إيجاد عمل وإن وجده سيكون غير مستقر، خاصة وأن البيروقراطية صنعت لنفسها «شبكة» لا يمرّ من خلالها إلا من امتلك «معريفة».
 نزلت «الشعب» إلى الشارع لتسأل بعضا ممن يؤمنون بفعالية الانتخابات الرئاسية في تغيير الواقع المُعيش وجمعت لكم هذه الآراء.

كانت وجهتنا الأولى «لاقلاسيار» أو حي الهواء الجميل أين يصطف شباب بسياراتهم ينتظرون زبونا يبحث عمن يقله إلى وجهته.

البطالة ظلم لا يرفعه إلا رئيس  لا يؤمن بأنصاف الحلول


 ياسين 25 سنة متحصل على شهادة ماستر علم الاجتماع، سألته «الشعب» عما ينتظره من مرشحه في الانتخابات الرئاسية فأجاب: «تخرجت من جامعة الجزائر منذ سنتين تقريبا وجدت نفسي في الشارع أدق أبوابا كثيرة، لكن دون جدوى فالمؤهلات العلمية لم تعد العامل الوحيد لاختيارك لوظيفة ما، المهم أن والدي وعندما أيقن أن الوظيفة تحتاج إلى وقت للعثور عليها اشترى لي سيارة صغيرة لأعمل كـ»كلودستان» علني أستطيع جمع بعض المال حتى لا اضطر إلى طلبه منه، وحتى لا أبقى رهين الآفات الاجتماعية، وبالفعل اعمل في هذا المجال منذ سنة. تقريبا تعرفت من خلال اختلاطي الدائم مع الزبائن إلى الكثير من الحالات الإنسانية التي تفوقني معاناة وألما».
عن الانتخابات الرئاسية أجاب ياسين بعد أن تحرّج من الإفصاح عن رأيه قائلا: «قبل موعد الـ12 ديسمبر كنت لا أؤمن بفاعلية خطوة مثل الانتخابات في التغيير، لكن تأجيل الموعدين السابقين ودخول الجزائر في حالة من الفراغ لا يعرفها إلا من اختلط بالطبقات الدنيا من المجتمع، جعلني أغيّر نظرتي إلى الانتخابات لأنها خطوة مهمة وضرورية للانتقال إلى مرحلة جديدة تبنى فيها الآمال والآفاق، خاصة وأن المرشح الذي سأنتخب عليه يولي أهمية كبيرة لفئة الشباب البطال والذي يحتاج إلى خلق مناصب شغل جديدة تتلاءم وتكوينه العلمي أو المهني، فغالبا ما يجد طالب بعض التخصصات الجامعية نفسه بلا عمل، لأن ما درسه لا يتوافق وسوق العمل في الجزائر رغم انه بإمكانه أن يعطي في مجالات أخرى».
وأضاف ياسين قائلا: «حقيقة أن معادلة العرض والطلب تفرض بعض المجالات العلمية التي تتماشى والرؤى الاقتصادية للبلد، لكن بناء الإنسان أولا وقبل أي شيء آخر، المهم أن هذه الفئة الهشّة ستكون ضمن البرامج الرئاسية للمرشحين لكن أتمنى ألا تبقى مجرد شعارات ترفع لربح الأصوات الانتخابية، ربما سيقول البعض أنني اعمل ويجب أن أترك الفرصة للآخرين لكن العمل دون اجر ثابت هو تهديد دائم بالبقاء بلا معيل فمعي رجال يصرفون على عائلاتهم من عملهم كـ»كلونديستان».

الحلول موجودة والرئيس الجديد سيحقّقها


تركنا ياسين مع احد الزبائن يتناقش في ثمن «الكورسة» وتوجهنا إلى ساحة «موريس أودان» أين التقينا أنيسة التي كانت تبحث عن عمل في مختلف المحلات الموجودة هناك، سألناها إن كان لها مرشح رئاسي ستنتخب عليه يوم 12 ديسمبر المقبل فأجابت: «انتظر بكثير من الأمل الانتخابات الرئاسية التي ستكون أهم امتحان للمترشحين الخمسة الذين دخلوا سباقا شرسا نحو قصر المرادية، وطبعا لن ينسى هؤلاء المقبلون على كرسي الرئاسة وضع برنامج خاص بهذه الفئة الهشة من المجتمع لأنها تجد نفسها أمام مشكلة حقيقية هي وظيفة قارة تؤمن لها العيش الكريم، وأنا واحدة من هؤلاء فبعد فشلي في الحصول على شهادة البكالوريا تزوجت برجل بطّال يعمل في كل مرة في مجال، لكنه سقط من فوق بناية عند عمله مع أحد المقاولين في مجال البناء، طبعا دون تأمين أو أي وثيقة تثبت ذلك وجد نفسه طريح الفراش بلا معيل أو معاش يحفظ كرامته».
استطردت أنيسة قائلة: «هذا الوضع أرغمني على الخروج للبحث عن عمل لكنني لم أجد حتى عاملة تنظيف لم استطع إيجادها، أفكر في بعض الأحيان عن سبب تجاهل مثل هذه الحالات الانسانية فكيف لرب أسرة أن يجد نفسه بلا مال يسد رمق عائلته، في المرات السابقة لم انتخب قط، لكن هذه المرة اخترت وحدّدت من سيكون رئيسي القادم ولا أريد غيره، لأنه وضع مخططا مفصلا للطريقة الأمثل التي تمكن البطال من العمل، خاصة أولئك الذين لا يملكون شهادات جامعية أو مستوى تعليمي يمكنهم من إيجاد وظيفة أو إطلاق مشروع بمختلف الصيغ الموجودة».

انتخب.. لأحفظ ماء وجهي كرجل

محمد - س، بطال وجد في التجارة الموازية حلا للخروج من حالة البقاء بلا عمل، سألته «الشعب» عن تطلعاته تجاه الانتخابات الرئاسية فقال: «لم استطع إكمال مشواري الدراسي الذي توقف في مستوى السنة الثالثة متوسط، حاول والدي إدخالي إلى مركز للتكوين المهني حتى أتعلم حرفة تساعدني في بناء مستقبل إلا أن فشلت في تقبل هذا الحل خاصة وأن  سني  لم يتعد حينها 16 سنة، لكن بعد ولوجي إلى المجتمع الموازي الذي لا يعرفه إلا من خرج ليلا وبقي مع هؤلاء المراهقين الذين اختاروا الإدمان لإسكات صوت الألم داخلهم، كنت واحدا منهم لسنوات طويلة فحياة «الليل» في الأحياء الشعبية ترغمك قسرا على الانحراف، لكن وفاة والدتي بعد دخولي السجن جعلني أعيد حساباتي واسترجع نفسي،.. بحثت عن عمل كثيرا لكن دون جدوى فصاحب السوابق العدلية هو حي ميت في مجتمع لا يرحم، لذلك فكرت في التجارة الموسمية لكنه ليس حلا مجديا لأنني مهدّد في كل وقت بحجز سلعي، لذلك سيكون من الأجدر تغيير النظام الاجتماعي من خلال رئيس جديد تربى وترعرع وسط هذا المجتمع على دراية كافية ليعرف ما يعانيه البطال في مجتمع المال فيه سيد، لذلك سيكون مرشحي الذي وعد ببرنامج يهدف إلى تحقيق تنمية شاملة عبر بناء نظام اقتصادي حرّ يعتمد التنافسية ويرتقي بالجزائر إلى مصاف الدول الصاعدة من خلال الاستغلال الأمثل للموارد بشكل يحفظ مستقبل الأجيال القادمة بما يتماشى مع توجهات المجتمع وخياراته وهو بالضبط ما سيحفظ للرجل ماء وجهه بعمل أو منحة شهرية»