طباعة هذه الصفحة

الصالون الوطني للحرف التقليدية بـ«ايرجن»..

تظاهرة ثقافية بطابع اجتماعي واقتصادي

نيليا.م

تحوّلت بلدية ايرجن مؤخرا، وعلى مدار خمسة أيام، إلى معرض على الهواء الطلق حط فيه الحرفيون من مختلف مناطق ولاية تيزي وزو وحرفيو ثمانية ولايات من ربوع الوطن
«تمنراست، تيميمون، برج بوعريريج الى جانب كل من البليدة، الجزائر العاصمة، ميلة وممثل من تونس» رحالهم المثقل بمختلف الحرف والمصنوعات التقليدية التي تنوّعت بتنوع العادات والتقاليد التي توسّمت بها الثقافة الجزائرية، والتي تجاوزت البحار والمحيطات لتكون سفيرة الجزائر ما بين القارات.

الصالون الوطني للحرف التقليدية بـ»ايرجن» في طبعته الثالثة والذي نظمته جمعية «ديفي» او التحدي، هي تظاهرة تعدّت الطابع الفلكلوري الى الطابع الاجتماعي والاقتصادي، كون هذه المصنوعات والمنتوجات والحرف التقليدية أكبر من ان تكون مجرد فلكلور يعود في المناسبات او التظاهرات الثقافية وتزين مختلف اركان المعارض التي يبحر من خلالها الزوار الباحثين عن اقتناء التحف التقليدية التي يعتبره الكثيرون موروث متوارث من الاسلاف، وانما من منظور العارضين هو حياة ونمط معيشة اذ يعتبرون نشاطهم في مجال الحرف التقليدية مصدر عيشهم الوحيد والذي يكسبون منهم قوتهم اليومي.
 فهي بذلك حرف تقليدية بطابع اجتماعي اقتصادي، تساعد في تطوير التنمية المحلية، وهو الهدف الذي يصبو اليه المنظمون لفعاليات هذه الطبعة الثالثة للصالون الوطني للحرف، والذي صرحّ به مسؤولو المنطقة أنه حدث اعاد المنطقة الى الواجهة شأنها شأن المناطق المجاورة التي تحتفي سنويا بمختلف التظاهرات الثقافية وأنه خلال الطبعتين الأولى والثانية كان مجرد موعد محلي احتضن حرفيو ولاية تيزي وزو فقط.
 إلا أن هذه الطبعة الثالثة للصالون عرف بعدا وطنيا وعالميا وذلك بمشاركة ثمانية ولايات قدم منها عدة حرفيين، الى جانب ممثل من دولة تونس الشقيقة، وهذا ما اعطى له صبغة عالمية حسب راي المنظمين، الذين اضافوا في تصريحاتهم ان جديد هذه الطبعة هو إدراج الجانب الاكاديمي والعلمي بالشراكة مع الجامعة، من خلال تنظيم محاضرات علمية يلقيها اساتذة وباحثون جامعيون حول اهمية هذه الحرف التقليدية وكيفية المحافظة عليها، ناهيك عن تناول موضوع التكوين واهمية البالغة في استمرارية هذه الحرف التي اندثرت العديد منها جراء غياب الاستمرارية وحصرها في الطابع القديم دون العصرنة فيه وفقا ما يتماشى مع متطلبات العصر الحالي.
الصالون الوطني للحرف بـ»ايرجن» تظاهرة ثقافية فلكلورية بطابع اجتماعي واقتصادي، عرفت اقبالا كبيرا للزوار الذين وجدوا فيه ضالتهم على مدار خمسة أيام خاصة عشاق التحف والمصنوعات التقليدية، حيث تنوعت المعروضات من ألبسة تقليدية، فخار وفضة، الى جانب صناعة الغربال التي عادت بقوة الى الواجهة وأصبحت مطلب السكان.
 ناهيك عن أجمل المصنوعات والمنتوجات التقليدية التي أبدعت النسوة في التفنن من صنعها، فبين الحرف التقليدية لمنطقة القبائل، وتحف جنوبنا الكبير، إلى جانب مصنوعات ومنتوجات الشرق والغرب، تحولت ايرجن الى عاصمة التقاليد التي كان مسكها من تونس، لتتعزّز السياحة في أجمل صورة في منطقة القبائل التي جمعت الثقافة في أبهى صورة وحولتها الى متحف على الهواء الطلق كانت كلمتها فيه للعادات، التقاليد والحرف التي يصبو الحرفيون إلى المحافظة عليها والمضية قدما في هذه الحرف إذا ما كانت هناك مرافقة من المسؤولين من خلال توفير التكوين والامكانيات المادية، إلى جانب التسهيلات الإدارية لخلق مؤسسات وشركات مصغرة من شأنها أن تدفع بعجلة التنمية إلى الأمام وتبقي على هذه الحرف التي امتزج فيها الطابع الفلكلوري الثقافي، بالطابع الاجتماعي والاقتصادي.