طباعة هذه الصفحة

تنفذه الشرطــة بالتعاون مـع مصالح التجـارة الولائية

البليدة..مخطّـط لحمايـة المستهلـك مـن تسممـات الصيـف

أحمد حفاف

سمحت عملية التفتيش التي نفذتها شرطة البليدة بالتعاون مع مصالح التجارة للولاية، نهاية الأسبوع المٌنقضي، بتسجيل عدة مخالفات من قبل محلات تجارية، حيث حرّر أعوان قمع الغش استدعاءات وسلموها للمخالفين بغرض استكمال الإجراءات القانونية ضدهم.

 تندرج العملية ضمن المخطط الذي وضعته الشرطة لموسم الاصطياف لأجل حفظ الصحة العمومية وحماية المستهلك من التسممات، وتمّ تنفيذها في إقليم دائرة بوعينان تزامنا مع تسخير أعوان أخرين لمديرية التجارة للعمل التحسيسي والتوعوي على مستوى مركز تجاري يقع بمنطقة «عمروسة» في الطريق المؤدي إلى بوفاريك.
في هذا الشأن، أخضع أعوان قمع الغش محلا للأكل السريع ومطعم ومحلا للمرطبات بوسط مدينة بوعينان، وكذا ملبنة بأحد أحياء بلدية الشبلي، حيث تمّ تسجيل نقص في النظافة بكل هذه المحلات بحسب ما صرّحت به موظفة برتبة رئيس مفتش رئيسي.
من بين المخالفات التي تمّ تسجيلها عدم احترام سلسلة التبريد ما أدى إلى فساد كمية من اللحم المفروم كان صاحب محل الأكل السريع يضعها للاستعمال، وبعد تقديم ملاحظات له، تحجّج بانقطاع التيار الكهربائي الذي أثر بحسبه على حفظ هذا اللحم.
 بمحل المرطبات سجل أعوان الرقابة عدم فصل بين المرحاض وقاعة تحضير المنتوجات، أما صاحب المطعم فقد أبلغوه بعدم احترام معايير النظافة كاستعمال أواني مؤكسدة مثل مقالي تمّ حجزها بغرض اتلافها، كما هو الحال لكمية من حليب الماعز معبأة خلافا للمعايير اللازمة ومجمدة.
 بعد انجاز العملية الرقابية صرحت موظفة قمع الغش للصحافيين الذين شاركوا في عملية التفتيش، وكشفت بأن تسمّما وقع مؤخرا في بلدية الصومعة أفضى إلى وفاة أحد المصابين بعد تناول مرطبات بيعت بعرض ترويجي (تمّ تخفيض سعرها للتخلص منها).
 لذا أقرت بأن حماية المجتمع من التسممات هي مسؤولية مشتركة: «حماية المستهلك من التسممات الغذائية هي قضية الجميع ولا تقتصر فقط في أعوان الرقابة.. المستهلك له دور فعّال في هذا الأمر، وعليه أن يأخذ كامل وقته للتحقق من سلامة المنتج، كأن يلاحظ تبريده بطريقة جيدة، وتاريخ نهاية الصلاحية، ويجب على المستهلك أن يقلل من استهلاك الوجبات السريعة وهذا مكسب إذا تحقق (تقصد تفطن المستهلك وحرصه على صحته)».
وتابعت بالقول: «المستهلك لابد أن يتفادى اقتناء منتوج غذائي سريع التلف غير مطابق لشروط الحفظ، والتاجر لابد أن يكون حريص على سلامة المنتوجات المعروضة للبيع على الأقل في الشهرين المتبقين من الصيف أوت وسبتمبر (درجة الحرارة تتسبب في تلف المنتوجات)، ورسالتي للتاجر الذي اشتكى من انقطاع التيار الكهربائي أن يٌقلل من المنتوجات سريعة التلف».
 وختمت قولها: «نحن أعوان الرقابة وقمع الغش نقوم بجهود مضنية خلال موسم الاصطياف وفي إطار التحقيقات التي قمنا فيما يخص التسممات توصلنا إلى أنها ممكن أن تحدث في الأعراس والجنائز أو بسبب التجار الذين يخضعون منتوجاتهم لعروض تخفيضية، وهذا لا يكفي بل يجب أن يتحلى المستهلك باليقظة ويبلغنا لما يكتشف أي تجاوزات قد تضرّ بصحته».
 وردا على سؤال وجهته لها «الشعب» فيما يخص المثلجات التي يكثر عليها الطلب في فصل الصيف لمجابهة الحر الشديد، أوضحت ذات المسؤولة: «ثمّة نوعان من المثلجات فالنوع الأول نشجع على استهلاكه وأقصد المثلجات التي تأتي من المصنع ويتمّ تعبئتها بطريقة جيدة فهي تنتج وفق لمعايير الصحة المعمول بها وتخضع للرقابة والتحاليل».
 وأضافت بالقول: «أدرك بأن كثير منا لديه ميولا نحو النوع الثاني من المثلجات التي يُحضر بالمحلات والتي ينبغي أن يتفطّن لها المستهلك ويشتريها من التجار الذين يجيدون تحضيرها وفق المعايير الصحية اللازمة، ونحن أعوان التجارة نخضع هذا النشاط بأخذ عينات من المنتوج لمعاينته ونفرض على ممتهنيه القيام بتحاليل مخبرية تؤكد بأن المنتوج المعروض للبيع لا يضرّ بصحة المستهلك الذي يمكنه لوحده أن يكتشف توافر عنصر الجودة من عدمه».