طباعة هذه الصفحة

إقبال كبير على شراء الأواني الفخارية الجديدة وتنظيف البيوت

العائلات الشلفية تستعد لرمضان بتوفير “تشيشة المرمز”

و.ي. أعرايبي

دخلت العائلات بولايتي الشلف وعين الدفلى في سباق مع الزمن استعدادا لاستقبال شهر رمضان الكريم، كل على طريقته وإمكانياته وعاداته وتقاليده سواء بالمدن الحضرية أو التجمعات السكانية بما فيها المداشر والقرى التي انتفضت هي الأخرى ترحيبا بالضيف القادم.

لم تتأخر العائلات على اختلاف مستوياتها المعيشية ومراكزها الاجتماعية في إبراز مظاهر الاستعدادات الحثيثة التي اعتادت القيام بها وتنفيذها مع اقتراب شهر الرحمة والتوبة والغفران، الذي يوليه هؤلاء مكانة خاصة في يومياتهم وتحركاتهم الاجتماعية التي تكتسي طابع التشبث بالعادات والتقاليد الراسخة في الأسر الشلفية والدفلاوية بحسب ما استقيناه من المتسوقين والمتسوقات.

التحضيرات على قدم وساق

خلال جولتها في الأسواق، وجدت “الشعب” بعضهن منهمكات في اقتناء بعض الحاجيات الخاصة بعمليات التحضير والطبخ وإعداد الأطباق الرمضانية على تنوعها واختلافها، تقول الحاجة مريم، التي كانت تحمل قائمة بأسماء التوابل المختلفة والعقاقير التي لازالت متشبثة بها منذ كانت في زهرة عمرها، بحسب قولها وهي تخاطب بائع التوابل، الذي مازال يحمل كمامة منذ زمن وباء الكورونا.
وإلى جانب الزحمة الخفيفة داخل ذات المحل ومواقع أخرى بعاصمة الولاية، تتكرّرت الصورة ذاتها بمختلف بلديات عين الدفلى كمليانة والخميس والعامرة والعطاف، حيث تتجمّع النسوة لاقتناء أنواع التوابل والخلطات تعرفها خالتي خديجة رفقة جارتها فاطمة التي تفضل بحسب قولها شراء الكمية الكافية لمختلف الاطباق خلال هذا الشهر المعظم ودون الحاجة الى الشراء مرة ثانية تشير محدثتنا.
هذا الحرص على إقتناء هذه الكميات اللازمة بنظر هذه العائلات لا يختلف عن نظيراتها القاطنة بالبلديات الريفية المعروفة بمداشرها وقراها على غرار بلعاص وتاشتة وبربوش وبن علال والجمعة أولاد الشيخ وتبركانين والحسانية وغيرها من المناطق التي تقتني هذه التوابل لكن ليس بالتنوّع الذي تحتاجه نساء المدن الحضرية.
وفي تحضير ملكة مائدة رمضان، يظل طاجين الحريرة الأكلة المفضلة، ولا مذاق لها إن لم تجلب مادة الفريك أو ما يعرف “بالمرمز” الذي صارت ندرته تثير قلق العائلات، بسبب ظاهرة الجفاف التي سجلت خسائر خلال الموسم المنصرم، لكن ادخاره في الأعوام المنصرمة مكّن قاطني المناطق الريفية والجبلية من تسويقه لكن بأسعار مرتفعة تصل إلى 1200د.ج للكيلوغرام الواحد.
 وقد أكد لنا أحد تجار بلدية تاشتة المختص في بيع هذه المادة أن مناخ المنطقة بارد وقد ساعد على تحقيق إنتاج وفير من مادة المرمز الذي يتم تحضيره في شهر مارس من كل سنة.
ولتعويض هذه القلة في المنتوج، تجتهد العائلات في تحضير مادة الشعير بنفس الطريقة التي كانت مع منتوج المرمز تقول السيدة فوزية وابنتها روان وجدتها خالتي عوالي التي لا يطيب لها خاطر إلا بوجود طاجين الحريرة على مائدة الإفطار، تقول محدثتنا.
أما بخصوص إقتناء مادة المشمش والبرقوقة المجفف والتي وصف المواطنين أسعارها بالمرتفعة، فإن طاجين العين سيكون قليل الظهور على الموائد، تشير العجوز سعدية رفقة زوجة ابنها جمال بالنظر إلى غلاء هاتين المادتين.
أما بخصوص اقتناء الأواني الفخارية الجديدة لهذا الشهر، فالإقبال عليها لايزال ضعيفا بالمقارنة مع السنوات المنصرمة، لذا أكدت لنا بعض ربات البيوت أن شراء الاواني الجديدة اقتصر على ما يسمى بـ “الغرافة “ فقط مع الاحتفاظ بأواني الطبق الرئيسي والسلطات التي تكون فيها كميات الزيتون قليلة بالنظر إلى غلائه وقلة معروضه في الأسواق متأثرا بتراجع المنتوج هذه السنة بحسب الفلاحين وأصحاب المعاصر المنتشرة بولايتي عين الدفلى والشلف.
لكن عملية تغيير القدور بأخرى جديدة عرفت عزوفا بالنظر إلى غلاء سعرها بالمقارنة مع الأعوام الماضية تقول بعض ربات البيوت بمتجر سوق الفلاح بالفيرم المختص في بيع الأواني المنزلية.

للروح استعداداتها أيضا

أما بخصوص الاستعداد المعنوي والروحي ففضلت بعض العائلات صيام أيام البيض من شهر شعبان تقربا من الله عز وجل من جهة وتدريب النفس على صوم الشهر الكريم إيمانا واحتسابا من ناحية أخرى. لذا تجتهد بعض الأسر مع اقتراب رمضان في إقتناء بعض المشتريات كحلويات “الزلابيا” والبنان وقلب اللوز وغيرها من الأنواع التي صارت تكتسح المشهد التجاري بالمحلات هذه الأيام.
وفي ذات السياق تأخذ الاستعدادات مشاهد أخرى تتعلق بوضعية البيوت التي تشهد عملية تنظيف واسعة خاصة للمطابخ التي تحرص على تزيينها بما يجعل جمالها وصورتها تريح النفس وتدفع ربة البيت لإبراز مهارتها الإبداعية في إعداد الأطباق والأكلات التي تفتح الشهية وتحوّل المشهد إلى فرح تلتئم به العائلة.