طباعة هذه الصفحة

ورشــــــــة تدريبيــــــــة للعنايـــــــة بالنســــاء ضحايــــــا العنـــــــف بوهــــــران

الرعاية الصحية والنفسية الجيدة..مفتاح النجاح..

مسعودة براهمية

 

المراكز المرجعية للصحة الإنجابية.. دعم متواصل للنساء

أكد المشاركون في حلقة النقاش التي أُقيمت ضمن أعمال “ورشة عمل للتدريب والمحاكاة حول استقبال ورعاية النساء ضحايا العنف في المؤسسات الصحية، والتي ينظمها صندوق الأمن المتحدة السكان بالشراكة مع مكتب الأمن المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وبإشراف وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج والشؤون الأفريقية، حول أهمية تعزيز جودة الرعاية الصحية والنفسية.”

سلطت الورشة التي احتضنها فندق “إيدن” على مدار يومين كاملين 16 و17 أفريل تحت عنوان “الاستقبال والرعاية النفسية للنساء ضحايا العنف في المرافق الصحية” الضوء على أهمية تطوير مهارات العاملين في قطاع الصحة، خاصة فيما يتعلق بالاستقبال والإصغاء، بهدف توفير بيئة آمنة وداعمة داخل المرافق الصحية، تمكن الضحايا من التعبير عن تجاربهن دون خوف أو تردد.
صفر عنف ضد المرأة في 2030
وأوضحت محللة برامج صندوق الأمم المتحدة للسكان بالجزائر، أمال زقار، أن “هذا الحدث، يأتي ضمن المرحلة الثانية من مشروع دعم الاستجابة الجزائرية للعنف ضد المرأة والفتيات، ضمن الجهود المستمرة لتعزيز الخدمات المقدمة للنساء المعرضات للعنف، وعلى خلفية المشروع في مرحلته الثانية.
ونوّهت في سياق متصل بالمشاركة الهامة لعديد الوزارات، منها وزارة الدفاع، الداخلية، الاتصال، الشباب، الشؤون الدينية، إضافة إلى المجلس الوطني للاقتصاد الاجتماعي والبيئي، ووزارة الصحة كشريك أساسي، مشدّدة على أهمية تعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف القطاعات ذات الصلة، مع التركيز على دور الإعلام كعنصر محوري في تحقيق رؤية الجزائر “صفر عنف ضد المرأة والفتيات بحلول عام 2030”.كما لفتت زقار إلى أن “المرحلة الأولى من هذا المشروع، والتي امتدت بين عامي 2020 و2022، كانت تهدف إلى تعزيز تبادل الخبرات بين الدول في مجال مكافحة العنف ضد المرأة.”
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن النساء اللواتي يتعرضن للعنف يفقدن ما بين سنة إلى أربع سنوات من حياتهن بصحة جيدة، إضافة إلى العواقب الوخيمة لهذا العنف، مثل الاضطرابات النفسية، المشاكل العائلية، والصعوبات المرتبطة بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، والتي تشمل مخاطر الحمل والإجهاض وارتفاع معدلات وفيات الأمهات، وفقا لما أكدته بوخاوي صليحة، المديرة الفرعية لاستراتيجيات وبرامج السكان بوزارة الصحة.
29 مركزا للصحة الإنجابية
واعتبرت بوخاوي أنه “من خلال تبادل الخبرات والتدريب القائم على المحاكاة، يسعى المشروع إلى تحسين الاستجابة الوطنية للعنف القائم على النوع الاجتماعي، وضمان حصول النساء على الرعاية النفسية والصحية اللازمة في لحظاتهن الأكثر احتياجًا للدعم.”
وأوضحت المتحدثة أن “وزارة الصحة ركزت بشكل خاص على تعزيز قدرات وكفاءات الممارسين الطبيين، من خلال تنظيم تجمع للأطباء العامين والنفسيين لتحقيق هذا الهدف.”
وذكرت في هذا الشأن جهود الدولة في توسيع نطاق المراكز المرجعية المخصصة للصحة الإنجابية، والتي يبلغ عددها حاليا 29 مركزا موزعا عبر مختلف ولايات الوطن، وتوفر مجموعة متنوعة من خدمات الصحة الإنجابية، ناهيك عن اعداد “مرجع كلينيكي” موجه للأطباء في إطار هذا المشروع.
وفي سياق متصل، اشادت صليحة بوخاري بالاستثمارات الهامة التي شهدتها الجزائر خلال السنوات الثلاث الماضية في مختلف المجالات، بما في ذلك التشريعات، المؤسسات، والبرامج.
كما لفتت الانتباه إلى قانون الصحة الذي تم اعتماده وفق تعديل 18/11، والذي يهدف إلى تعزيز الأحكام المتعلقة بتحسين الإعلام والتصريح الخاص بالطب الشرعي.
تعزيز الصحة النفسية والجسدية للمرأة
من جانبه، رئيس مصلحة الوقاية بوهران، بوخاري يوسف، أكد على الدور الفعّال الذي تؤديه المرأة في المجتمع الجزائري، مشيرا إلى التحديات التي تواجهها نتيجة العنف الممارس ضدها في البيت أو الشارع، سواء من الزوج، الأخ، أو أي شخص آخر.
واعتبر الدكتور أن “صحة المرأة، وخاصة العاملة التي تبذل جهدا مضاعفا سواء داخل المنزل أو خارجه، أمرا في غاية الأهمية، حيث تتداخل العديد من العوامل النفسية والجسدية التي قد تؤثر على حالتها الصحية، مما يتسبب في اضطرابات نفسية أو عقلية، بالإضافة إلى أمراض جسدية، مثل السرطان، أمراض المعدة، الأمراض الصدرية، وغيرها من المشكلات الصحية التي قد يكون لها ارتباط بالحالة النفسية.”وعاد المتحدث ليؤكد بأن “هذه الحالات” تتطلب متابعة خاصة، لضمان بيئة عمل صحية وآمنة، تسهم في تعزيز الصحة النفسية والجسدية للمرأة”، مبرزا في الوقت نفسه أن “الدولة تبذل جهودا للتكفل بهذه الحالات من مختلف الجوانب.”
ومن هنا، يضيف للمصدر ذاته، يصبح دور الوزارات والمؤسسات المعنية ضروريا، لضمان دعم المرأة وحمايتها من أي اضطرابات، قد تؤثر على قدرتها على أداء مهامها بفاعلية.
ووفقا للإحصائيات المتوفرة لدى مديرية الصحة لولاية وهران، فإن عددا كبيرا من النساء يتوجّهن إلى الأطباء المختصين في الطب النفسي، وحتى إلى أطباء الأمراض العقلية طلبا للدعم والرعاية.
وتشير البيانات المسجلة لسنة 2023 إلى توثيق 2132 حالة لدى الأطباء، الشرطة، والعدالة، بينما شهدت سنة 2024 ارتفاعًا بنسبة 20% ليصل العدد إلى 3870 حالة موثقة.
ولمواجهة هذه الظاهرة، تم تنظيم حملات تحسيسية في أكثر من 15 مؤسسة صحية بوهران، مع تخصيص 9 مؤسسات تابعة لمديرية الصحة لتقديم الرعاية والمتابعة لهذه الحالات.