نظّمت مؤسسة الشهيد ثابتي عيسى التربوية بالقرية الحموية سيدي عيسى بولاية سعيدة حفلا تكريميا، حضره كامل الطاقم التربوي والإداري إلى جانب مجموعة من أولياء التلاميذ وأئمة مسجد القرية. وقد بادرت إدارة المؤسسة إلى تجهيز قاعة الاحتفال وتزيينها بالأعلام الوطنية والفلسطينية وصور العالم عبد الحميد بن باديس، تعبيرا عن مدى تقديره لقيمة المعرفة ودورها في نهضة الأمم.
افتتح الحفل الأستاذ محمد قاسمي، مدير المؤسسة، بكلمة رحب فيها بالحضور وشكرهم على تلبية الدعوة، ثم استعرض بإيجاز تاريخ يوم العلم وأهميته في مسيرة الجزائر الوطنية؛ ذلك اليوم الذي نستذكر فيه دور الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله في إطلاق الحركة الإصلاحية وتأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي رفعت لواء التربية والتنوير. وأوضح أن تكريم المتفوقين هذا العام يأتي امتدادا لمسيرة أولئك العلماء الذين ضحوا بأعمارهم لنشر العلم، مؤكدا أن التلاميذ المكرمين اليوم هم الأبرز لقيم الاجتهاد والطموح.
عقب ذلك، عبر الطاقم التربوي عن فخره واعتزازه بالتلاميذ الذين حققوا معدلات عالية في الامتحانات الفصلية، مستذكرا ساعات الدرس الطويلة التي بذلها الأساتذة في شرح الدروس وتأطير الأنشطة اللامنهجية التي زودت مهارات الطلاب العلمية والبحثية. وبينوا أن هذا الحفل لا يقتصر على توزيع الشهادات فحسب، بل هو رسالة تشجيعية لجميع التلاميذ لتكريس قيم الاجتهاد والتعاون والمسؤولية، مؤكدين أن الدعم المعنوي والمادي الذي توليه إدارة المؤسسة يساهم بشكل كبير في رفع المستوى العام وخلق روح المنافسة بين الطلاب.
ثم خاطب الإمام الأستاذ سفيان حلفاوي الحضور بكلمة مؤثرة، دعا فيها الطلاب والطالبات إلى استثمار ما تبقى من أسابيع العام الدراسي في المراجعة الجادة وتنظيم الوقت. وقال إن العلم ليس هدفا ذاتيا بقدر ما هو وسيلة لتحقيق الرفعة في الدنيا والآخرة، وأن التفوق الدراسي يرفع شأن الأسرة والأساتذة ويعز مكانة المؤسسة في عيون المجتمع.
وفي ختام الحفل، جرى توزيع شهادات تقدير وهدايا رمزية، وسط تفاعل حيوي وتصفيق حار من الحضور. وقد أُتيح للتلاميذ المكرمين إلقاء كلمات شكر قصيرة عبروا فيها عن امتنانهم لأساتذتهم وعائلاتهم على دعمهم المستمر. وبهذه الخطوات تكرس متوسطة الشهيد ثابتي عيسى بالقرية الحموية قيم العلم والمعرفة وتواصل مسيرتها في إعداد جيل واع ومؤهل يحمل لواء البناء والتقدم.