طباعة هذه الصفحة

خـلال الأيـام الثانيـة لمرض الغـدد والسكـري بتيــزي وزو

أخصائيـون يدّقــون ناقــوس الخطـر ..

نيليا.م

حذّر الأطباء والمختصون خلال فعاليات الأيام الثانية لأمراض الغدد والسكري المنظم بالمستشفى الجامعي نذير محمد بتيزي وزو بتاريخ 16 و17 ماي الجاري، من الارتفاع الكبير والسريع في نسب أمراض السمنة والسكري التي أصبحت تستهدف الشباب والأطفال في عمر الزهور.

البروفيسور “سمير اعويش” رئيس وحدة مصلحة السكري بمستشفى مصطفى باشا، أن هذه التظاهرة العلمية هدفها الأساسي هو التكوين المستمر الذي يهم الأطباء العامون والمختصون، بدليل حضور مختلف التخصصات في هذا اللقاء العلمي، من أجل تسليط الضوء على اخر المستجدات في عالم الادوية الموجهة لعلاج مرضى السمنة وداء السكري، طرق العلاج وكيفية التكفل الجيد بالمرضى من أجل تحقيق نتائج جيدة في العلاج.
البروفيسور سمير “اعويش” صرّح ان مرض داء السكري أصبح اليوم يطرح إشكالية حقيقية وخطيرة في بلادنا، وذلك بالنظر الى الارتفاع المتزايد للحالات المرضية، والتي أصبحت تستهدف الشباب في سن أقل من 30 سنة، مشيرا الى ان المعايير قد تغيرت في وقتنا الحالي حيث يمكن إصابة الشباب في سن أقل من ثلاثين سنة بداء السكري من الصنف 2، وذلك لعدة أسباب ترتبط بالجينات التي لا يمكن تغيرها خاصة في حالة إصابة أحد الأولياء بالمرض، إلى جانب العوامل التي يمكن تغيرها مثل السمنة خاصة السمنة على مستوى البطن، وذلك جراء الأكل غير الصحي وغير المنتظم.
وقال محدثنا إن الحديث كثر عن داء السكري من الصنف رقم 2 الذي يسلط الضوء عليه في كل مرّة، والذي يرتبط بالسمنة التي يمكن علاجها بالرياضة والنظافة الجيدة والتغذية السليمة، دون الحديث عن المصابين بداء السكري من الصنف رقم 1، بالرغم من أن المرضين متشابهين ويمر بالمراحل الأولى والثانية، مشيرا إلى الخصوصية في الجزائر أن الشباب يصابون بهذا المرض في سن مبكرة، حيث اثبتت الدراسات الحديثة ان 13 بالمائة من الأطفال يعانون من السمنة، وهذا رقم مخيف، حيث تكون لهم قابلية الإصابة بداء السكري من الصنف رقم 2، أي لا ينتظرون بلوغهم سن الأربعينيات أو  الخمسينيات، وهذا ما سيؤزم من وضعهم الصحي الذي يتأثر بمضاعفات كبيرة بالمقارنة مع المريض بالداء في الأربعينيات أوالخمسينات.
داء السكري يصاحبه عدة مضاعفات وانعكاسات سلبية على حياة وصحة المريض، حيث يكونون 15 إلى 20 بالمائة منهم معرضون للإصابة بالقدم السكري، وصرح البروفيسور في هذا الصدد، ان نصف هذا العدد معرضون الى الإصابة بمضاعفات وبتر الرجل، في إشارة منه الى ان كل 30 ثانية هناك مصاب بالقدم السكري تبتر رجله في العالم، فعدد الحالات في ارتفاع متزايد والتكوين ناقص في طريقة التكفل الجيد بالمرضى وهذا ما يطرح مشكلة حقيقية ويؤزم من وضع المرضى.
وسجلت دراسة قامت بها الفيدرالية العالمية للسكري سنة 2017 نسبة 14.04 بالمائة من عدد حالات الإصابة لدى البالغين في بلادنا، كما سجلت أرقاما جديدة تبين الارتفاع الكبير لعدد الحالات التي وصلت الى 16.09 بالمائة، أي بتعداد 5 ملايين جزائري وهو عدد من المرتقب ارتفاعه الى حوالي 8 ملايين مصاب في حلول سنة 2050، وهذا ما يدفع الى دق ناقوس الخطر وضرورة التدخل من اجل احتواء الوضع قبل تفاقمه.
البروفيسور”سمير اعويش” اكد ان هذه الامراض المزمنة تحتاج الى كشف مبكر من أجل التمكن من التكفل الجيد بالمريض وتأخير ظهور داء السكري من الصنف الاول، خاصة في ظل توفر أدوية جديدة وحديثة للمرض والتي لا تتوفر عليها بلادنا حاليا ولكنها متوفرة في أمريكا، مشيرا الى ضرورة الوقاية والتحسيس بمخاطر هذا الداء، وذلك بالتقليل من كمية السكريات المستهلكة حيث تحتل الجزائر المرتبة 16 في استهلاك السكر، الى جانب إعادة النظر في كمية السكر التي توضع داخل المشروبات الغازية والعصائر، التقليل من كميات الخبز المستهلكة باعتبارنا أول بلد مستهلك للخبز في العالم وهذا لاحتوائه على كميات كبيرة من السكر، ناهيك عن العودة الى النظام الغذائي المنتظم والصحي وتربية الأطفال على ضرورة التقليل من السكريات وتشجيعهم على ممارسة الرياضة والحركة.
الأستاذة “بوزيد عائشة” رئيسة مصلحة أمراض الغدد والسكري على مستوى “وحدة بالوة” بالمستشفى الجامعي “نذير محمد” بتيزي وزو، صرحت ان تنظيم الأيام الثانية لمرض الغدد والسكري، الهدف منها تسليط الضوء على بعض الامراض التي صنفت اليوم من الامراض المزمنة، كالسمنة التي تؤثر سلبا على مختلف أعضاء الجسم “أمراض القلب، الكبد الامراض التنفسية”، ومضاعفات أمراض السكري، مشيرة الى ان الأسباب الحقيقية وراء انتشار هذه الامراض هي وفرة الإمكانيات والوسائل وتغير النمط المعيش الذي قلل من الحركة والنشاط، لهذا أصبحنا نخزن الطاقة دون إخراجها، وهذا ما يؤدي الى تخزينها على شكل دهون وسكريات في الجسم، وهذا ما يحوي مخاطر الإصابة بالسمنة والسكري.
محدثتنا أكدت في تصريحاتها ان هذه الامراض تتوفر على العلاج سواءً العلاج الكيميائي أو الجراحي، وهذا ما تطرق إليه المشاركون في هذين اليومين، حيث سلطوا الضوء على الادوية الجديدة المتوفرة في العالم والتي لم تصل بعد الى الجزائر، وهي فرصة للمخابر الصيدلانية لتوفيرها لمرضى السمنة في بلادنا من أجل التكفل الأمثل والجيد في علاجهم.