في إطار الجهود الرامية إلى تمكين المرأة الريفية وتعزيز دورها في التنمية المستدامة، نظم مركز التكوين المهني والتمهين “الشهيد زوي حمزة” بعين السخونة، تحت إشراف مديرية التكوين والتعليم المهنيين لولاية سعيدة، يوما تحسيسيا لفائدة المرأة الريفية، وذلك بالتنسيق مع الخلية الولائية للمرأة الريفية ومشاركة عدّة شركاء من أجهزة دعم المقاولاتية، غرفة الفلاحة، الغابات، وعدد من الفاعلين المحليين.
جاء هذا اليوم التحسيسي ليشكل منبرا للحوار والنقاش بين مختلف الفاعلين من أجل وضع خارطة طريق تمكن من فتح تخصصات تكوينية تتماشى مع خصوصيات المرأة الريفية واحتياجاتها الفعلية، خاصة في مجالات الفلاحة، تربية المواشي، والصناعات التقليدية مثل الغزل وصناعة الصوف. وقد استهل اللقاء بكلمة ترحيبية من مدير المركز، محمد شنوان، الذي شدد على أهمية مثل هذه المبادرات في إدماج المرأة الريفية في المسار التنموي وتعزيز فرصها في ولوج عالم التكوين والمقاولاتية.
شهد اللقاء تدخلات قيّمة من ممثلي الخلية الولائية، من بينهم السيدة داو دي خيرة. التي استعرضت تجارب حقيقية لنساء ريفيات تمكن من خوض غمار الاستثمار رغم العراقيل، حيث أبرزت تحدّيات التأسيس لمشاريع نسوية ناجحة في بيئة ريفية، وأشارت إلى فرص واعدة كزراعة الزعفران وغيرها من النشاطات التي يمكن أن تفتح آفاقا اقتصادية كبيرة أمام المرأة، خاصة الماكثة بالبيت. توّج اللقاء بإمضاء اتفاقية شراكة بين مركز التكوين المهني والتمهين بعين السخونة وخلية المرأة الريفية، تهدف إلى استقطاب النساء خلال دورة سبتمبر المقبلة ضمن تخصصات مهنية تلائم متطلبات سوق العمل في الوسط الريفي، مع السعي لتوفير مرافقة فعلية تمكنهن من تجسيد مشاريع ناجحة وذات مردودية اقتصادية واجتماعية.
أكد مدير المركز شنوان، أن المرأة الريفية تشكل ركيزة أساسية في معادلة التنمية المستدامة، وأن تمكينها مهنيا واقتصاديا هو من أولويات الدولة الجزائرية، بما يتماشى مع توجهات رئيس الجمهورية في دعم الرقمنة والمساواة وتكافؤ الفرص. من جهته، أشار قاضي محمد محمود، رئيس مصلحة التكوين والتعليم المهنيين، إلى أن هذا اليوم يأتي في سياق توجيهات استراتيجية لتعزيز التكوين لفائدة المرأة الريفية، من خلال فتح تخصصات جديدة وتسهيل حصولها على شهادات تكوينية تؤهلها لإنشاء مشاريع ذات أثر ملموس.
يُعد هذا اليوم التحسيسي خطوة هامة نحو إدماج فعلي للمرأة الريفية ضمن منظومة التكوين المهني الوطني، في إطار جهود الدولة المستمرة لإدراجها في جميع البرامج التنموية، واستحداث مؤسسات تراعي خصوصيتها الاجتماعية والمهنية، بما يساهم في خلق ديناميكية اقتصادية محلية مستدامة. التمكين المهني للمرأة الريفية لم يعد مجرد شعار، بل هو مسار فعلي نحو مستقبل اقتصادي واعد، تشكل فيه المرأة الريفية “السعيدية” حجر الزاوية.