طباعة هذه الصفحة

مُبادرات شُبانية تلقائية

إفطار عابري السبيل وتكريس العمل التطوّعي في رمضان بباتنة

حمزة لموشي

تشهد مطاعم الرحمة الكثيرة الموزعة عبر كل اقليم الولاية باتنة، اقبالا كبيرا للشباب من مختلف الفئات على التطوع في مختلف الاعمال التضامنية على غرار إفطار عابري السبيل وتوزيع القفف الرمضانية على المعوزين، وهي مبادرات تلقائية وأخرى منظمة يؤطرها غالبا شباب مُتطوع ضمن فريق عمل يحرص على إنجاح موائد الرحمن للصائمين.

وتحرص هذه المبادرات على الترويج لجهودها في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز قيم التضامن والتكافل في هذا الشهر الفضيل ولفت نظر باقي الشباب للإقبال على التطوع في مطاعم الرحمة للتخفيف من الضغط الكبير عليها خاصة وأن عملية افطار الصائمين وتوزيع الوجبات الساخنة على العائلات المُعوزة تتواصل لمدة 30 يوما طيلة الشهر الفضيل.
هاته المبادرات تأتي كدعوة صريحة لباقي الشباب، للمساهمة في إفطار الصائمين وعابري السبيل، هدفها ترسيخ ثقافة التطوع من خلال هذا التواجد اليومي في الميدان لإفطار الصائمين في مطاعم الرحمة حيث يقف الزائر لها على مشاهد انسانية رائعة للتكافل الاجتماعي يصنعها شباب هدفه خدمة المجتمع، خاصة في الشهر الفضيل إضافة إلى تنمية ثقافة الاستمرارية بالعمل التطوعي وجعله جزء من حياة المُتطوع.
ونُشير هُنا إلى أنّ العديد من المطاعم المُرخص لها من طرف مُديرية النشاط الاجتماعي لتقديم وجبات ساخنة لا تحتاج لإمكانات كثيرة، بل إلى ارادة قوية في العمل التطوعي وفعل الخير حيث استطاع شباب في مُقتبل العمر، بعضُه مُنخرط في جمعيات والآخر في مُبادرات تلقائية، أن يفرض وجُوده وأن يقدم للآخرين الدليل على أن فعل الخير مسألة لا تحتاج إلى كثير من الوسائل، بدليل العدد الكبير للشباب من مُختلف الأعمار.
بالإضافة الى الأطباق التي تقدمها هذه المطاعم التي يتطوعون فيها فهم يقومون يوميا بتحضير وجبات وأطباق ساخنة في منازلهم أحيانا، لتُضاف لتلك المُعدة في المطعم لجعل مائدة إفطار عابري السبيل مُنوعة وتقليدية تُميزها النسمات الرُوحانية، لأن العمل التطوعي بحسب هؤلاء الشباب يحتاج إلى كثير من الإرادة والعزيمة وحُب العطاء، والأهم هو استمرارية مثل هاته النشاطات بعد رمضان من خلال المُساهمة في كل المبادرات ذات الطابع الاجتماعي والإنساني.