في مؤشر واضح على التحول النوعي الذي تعرفه بلدية عين الكرمة بولاية وهران، شهدت هذه الأخيرة خلال موسم الاصطياف لسنة 2025 ارتفاعا قياسيا في مداخيلها، محققة بذلك إنجازا غير مسبوق منذ تأسيسها.
ويعزى هذا النجاح إلى الجهود المكثفة والتنسيق الفعّال بين مختلف الجهات المعنية، وفي مقدمتها مصالح البلدية، التي سخّرت كافة مواردها البشرية والمادية لضمان نجاح الموسم السياحي، وفقا لما أكده رئيس المجلس الشعبي البلدي، زيدان هواري.
تنظيم محكم ومداخيل قياسية
أوضح زيدان أن “بلدية عين الكرمة تشهد وتيرة متسارعة من التنمية، مدفوعة بخطة عمل متكاملة ومدروسة، تهدف إلى تحسين جودة الخدمات العمومية وتوفير بيئة ملائمة لاستقبال الزوار، مما يعزز مكانتها كوجهة سياحية مفضلة في المنطقة.”
وفي السياق ذاته، أشار إلى أن هذه البلدية، التابعة إداريا لدائرة بوتليليس، تُعد من البلديات الحديثة النشأة، حيث انبثقت عن التقسيم الإداري الذي أقر سنة 1984.”
ورغم حداثة نشأتها، فإن موقعها الجغرافي المميز، يمنحها إمكانات سياحية واعدة، إذ تضم شاطئ البرج الأبيض الممتد على مسافة تقارب 3000 متر، وشاطئ مداغ بطول يبلغ نحو600 متر، إلى جانب غابة ترفيهية، تزيد مساحتها عن خمسة هكتارات.
«هذا التنوع الطبيعي الفريد، يجعل من عين الكرمة وجهة مفضلة للزوار من مختلف أنحاء الوطن، حيث يجد المصطافون فيها مزيجا من الجمال الساحلي والهدوء الغابي، ما يعزز من جاذبيتها السياحية ويؤهلها لتكون قطبا سياحيا واعدا في المنطقة.”، كما قال.
وأكد أن “التحضير لموسم الاصطياف انطلق مبكرا، رغم محدودية الإمكانات، قائلا: “كنا جاهزين ماديا وبشريا، وبفضل الإرادة الصادقة والتنسيق الجيد، تمكنا من وضع كل شيء في مكانه الصحيح.”
وأفاد بأن “أشغال النظافة تنفذ بكفاءة عالية”، مشيرا إلى أن “البلدية، قامت بتعزيز فرق العمل من خلال إضافة 20 عاملا جديدا، ضمن برنامج “الجزائر الخضراء”، وقد تم توزيعهم بين الشاطئين والغابة الترفيهية.”
وأضاف أن “برنامج “تيب إيمو” التابع لمديرية النشاط الاجتماعي، تم إعادة تفعيله، مما ساهم في دعم بلدية عين الكرمة عبر توفير ثلاث ورشات مخصصة لأعمال النظافة؛ اثنتان منها موجهتان لشاطئ البرج الأبيض، وواحدة لشاطئ مداغ، وذلك بهدف تحسين البيئة وتعزيز مستوى النظافة في هذه المناطق السياحية الحيوية.”
كما أشار إلى” توفير كل الوسائل المادية من شاحنات لنقل القمامة، ومرشات ومرافق عمومية على كلا الشاطئين، إلى جانب توفير الأمن بالتنسيق مع المصالح الأمنية، ما ساهم في ردع المخالفين وضمان راحة وسلامة المصطافين.”
وفيما يخص تنظيم الشواطئ، ثمّن رئيس بلدية عين الكرمة، زيدان هواري، “الجهود المبذولة من قبل مختلف الجهات المعنية في سبيل ترسيخ مبدأ مجانية الشواطئ، واتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من يعتدي على حرية وراحة المصطافين، وذلك امتثالا لتوجيهات السلطات العليا في البلاد.”
وفي إطار الاستغلال السياحي للشواطئ من خلال عقود الامتياز، أفاد المسؤول ذاته، بأنه “تم تأجير حظيرتين، إلى جانب نقاط بيع ومرافق خدمية بشاطئ مداغ، مما أدى إلى تحقيق عائدات مالية غير مسبوقة.”
وأضاف موضحا: “لأول مرة، تتجاوز إيرادات بلدية عين الكرمة، خلال موسم الاصطياف حاجز 12 مليون دينار جزائري، وهوما يعدّ مؤشرا واضحا على نجاحنا في تحويل النشاط السياحي إلى مورد اقتصادي فعّال.”