في إطار الحملة التحسيسية المزدوجة للوقاية من آفتي المخدرات وحوادث المرور، التي أطلقتها جمعية «الرؤية» لولاية جيجل بالتنسيق مع عدد من الشركاء الفاعلين، نظّمت خلال شهر أوت الجاري محطّتان توعويتان هامتان بكل من ميناء بوالديس ومدخل الشاطئ المركزي ببلدية سيدي عبد العزيز، تحت شعار: «مواطن واعٍ..مجتمع آمن».
عرفت هذه المبادرات توافدا كبيرا من المصطافين، وتفاعلا من المواطنين خاصة الأطفال الذين استفادوا من أنشطة بيداغوجية توعوية ميدانية، ومسابقات تربوية حول قواعد السلامة المرورية ومخاطر المخدرات، في إطار سعي القائمين على الحملة إلى ترسيخ ثقافة الوقاية في أوساط مختلف شرائح المجتمع.
حظيرة مرورية للأطفال
بميناء بوالديس، تمّ تنظيم حظيرة بيداغوجية للتربية المرورية لفائدة الأطفال المصطافين من مختلف ولايات الوطن، بتأطير من أعضاء الجمعية ومشاركة الأمن الوطني والدرك الوطني، إلى جانب شركة تسيير ميناء الصيد البحري والنزهة. وتضمّن البرنامج دروسا نظرية وتطبيقية في قواعد المرور، مسابقات في الرسم والتلوين، وتوزيع رخص سياقة رمزية للأطفال الذين اجتازوا «الامتحان المروري» بنجاح، في جو تربوي ترفيهي لقي استحسان الأولياء والمشاركين.أما بمحطة الشاطئ المركزي ببلدية سيدي عبد العزيز، فقد تم تنظيم عملية توعية مباشرة مع مستعملي الطريق الوطني رقم 43، شملت توزيع مطويات وكتيبات توعوية حول السياقة الآمنة خلال فصل الصيف، سلامة الأطفال في الطريق إلى المدرسة، ومخاطر تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، وتميزت الحملة بحضور عناصر الدرك الوطني الذين ساهموا في إيصال الرسائل التوعوية للمصطافين والناقلين.وتندرج المبادرة التحسيسية التي تتواصل إلى غاية 31 أوت الجاري، ضمن مخطط عمل اللجنة الوطنية الاستشارية للوقاية من الإعاقة، وفقا للمرسوم التنفيذي رقم 17-187، وتتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للوقاية من المخدرات.
وتهدف هذه الحملات بالدرجة الأولى إلى تعزيز الوعي الجماعي وترسيخ ثقافة الوقاية، خصوصًا خلال موسم الصيف الذي يشهد تزايدا في الحركة المرورية، وارتفاعا في نسب حوادث الطرقات وانتشار المخدرات.وأكّد القائمون على النشاط أنّ هذه الحملات جاءت استجابة لحاجة ميدانية ملحة، نظرا لما تسجّله طرقاتنا من أرقام مقلقة تتعلق بالحوادث المرورية والضحايا، فضلًا عن التنامي المستمر في معدلات تعاطي المخدرات وسط الشباب والمراهقين، ما يستدعي تجنيد كل الجهود الرسمية والمجتمعية للحد من هذه الظواهر الخطيرة.
تفاعـل جماهــيري
وعبّر العديد من المصطافين من مختلف ولايات الوطن عن استحسانهم لهذه المبادرة النوعية، خاصة لما تحمله من رسائل توعوية موجهة للأطفال وأوليائهم على حد سواء، كما نوهوا بالطابع البيداغوجي والتفاعلي الذي ميز النشاطات، وفي ختام كل محطة، تمّ توزيع جوائز تحفيزية على الأطفال، وسط أجواء تربوية مفعمة بالوعي والتسلية.وشكرت جمعية «الرؤية» جميع الشركاء من قطاعات الأمن، الشباب، النشاط الاجتماعي، ومصالح ميناء بوالديس والدرك الوطني، إلى جانب المشاركين من الأسر والمصطافين، وكل من ساهم في إنجاح هذه الحملة التي تمثّل نموذجا للعمل الجواري التوعوي الهادف.