طباعة هذه الصفحة

مـن سحر بلادي

تيبازة... جوهرة فينيقية تنام على شاطئ البحر المتوسط

على عزف الخضرة وتلوين الموج المعطر، تبهرك تلك اللوحة الفنية الرائعة بريشة الحالمة... لمدينة تعانق في حميم روائعها سحر لا متناهي، إنها تيبازه إحدى الولايات الجزائرية الساحلية للبحر الأبيض المتوسط تقع على بعد 75 كم غرب الجزائر العاصمة، تحمل العديد من الآثار التي تعود إلى العهد الروماني.

يعود تأسس الولاية إلى العهد الفينيقي حيث أسسها الفينيقيون كإحدى مستعمراتهم التجارية العديدة، حيث كانت لها مكانة مرموقة ومعنى “تيباسا” في اللغة الفينيقية (الممر)، لأنها كانت معبرا وممرا للناس بين مدينتي “إيكوزيم” (شرشال حاضرا) و«إيول” (الجزائر حاضرا)، ثم أصبحت تعرف بقرطاجية. وقد اكتشف بتيبازه مستعمرة فينيقية تعود للقرن الـ5 ق.م، وعندما جاء الرومان حولوها إلى مستعمرة تتبع “لاتيوم”، ثم تحولت إلى مستعمرة تتبع روما في عهد الإمبراطور كلاوديوس (41-54م).
وقد بنيت المدينة الرومانية في تيباسا، فوق ثلاث تلال صغيرة متقابلة مطلة على البحر، وكانت البيوت السكنية في التلة الوسطى ولكن لم بتق لها آثار وهناك آثار باقية لثلاث كنائس هي: البازيليكا الكبرى وبازيليكا إسكندر في التلة الغربية وبازيليكا القديسة سالسا في التلة الشرقية.
وتعتبر شواطئها من بين أجمل شواطئ البحر الأبيض المتوسط، مثل شاطئ شنوة الذي يجمع ما بين زرقة البحر وخضرة الجبال، ومثل القرن الذهبي أو corn d’or شاطئي المفضل دائما متواجد يحتوي على عدد كبير من السياح الأجانب ويتميز بجماله وبحره الهادئ طوال الوقت.
كما تعتبر حجوط القلب النابض لولاية تيبازة، لما تحتله من مكان جغرافي يمكنها من توسط سهل متيجة الغني والزراعي.
ويبلغ عدد سكان دائرة حجوط أكثر من 70 ألف نسمة، تعتبر بلدية ذات طابع اقتصادي وتجاري، إذ تحتوى على مجموعة معتبرة من الأماكن التجارية والصناعية. تأسست مدينة حجوط سنة 1848م، حيث كانت تسمى في عهد المستعمر الفرنسي بـ “مارينغو”، لكنها استرجعت اسم حجوط بعد الاستقلال نسبة لـ “قبيلة حجوط” سكان المنطقة الأصليون قبل دخول الاستعمار الفرنسي في سنة 1830.