طباعة هذه الصفحة

حرّاقة يروي قصة عبوره إلى إيطاليا

هكذا نجوت من الموت؟!

لينة ياسمين

أصبحت قصص الحراقة الجزائريين نحو البلدان الأوروبية على وجه التحديد تشبه قصص ألف ليلة وليلة، والأبطال الأسطوريين مثل علي بابا وروبين هود
والسندباد البحري، ووجه الشبه بينها يكمن في المغامرة التي يعيشها هؤلاء الحراقة خاصة عند نجاتهم ووصولهم إلى برّ الأمان.
''الشعب'' اقتفت أثر أحد المغامرين الحراقة من البليدة
واستطاعت الاتصال بشقيقته التي نقلت تفاصيل رحلته نحو مصير كاد ينتهي بتراجيديا حقيقية.
قالت في هدوء بعد أن اطمأنت إلى إلينا، أنّ البداية كانت باتفاق مع رفاق له وهم ثلاثة شبان خطّطوا للوصول  إلى الضفة الأخرى بأيّ ثمن، بعد جهود بذلها الشاب في إقناع أهله بالسفر إلى أروبا من أجل السياحة وأوضحت شقيقته في سياق حديثها أنّه بمجرد أن وطأت أقدامهم القارب وجدوا أنفسهم  برفقة ٢٢ شخصا آخرا وهم من جنسيات مختلفة ''أفغانية وصومالية''.  
وكشفت شقيقة الحراقة في سياق حديثها لـ''الشعب'' أنّ أخاها تمكّن من دخول التراب اليوناني أياما قبل عيد الأضحى بعد محاولة فاشلة قام بها في وقت سابق وتلتها خطوة أخرى، وتلتها خطوة أخرى لبلوغ  إيطاليا، تم تدبير لها بتخطيط محكم    وقد  إلتقى في مدينة ازمير التركية بثلاثة أشخاص من جنسية جزائرية، كانوا يحملون بالهجرة منذ زمن بعيد.  
وأبرزت المتحدثة في هذا الشان، أنّ العقل المدبّر في عملية هجرة كان من جنسية تونسية، حيث دفعوا له مبلغ ٨٠٠ أورو للشخص الواحد.
وأضافت أنّ البحر كان هائجا في تلك الليلة، والأمر المثير  للدهشة أنّهم ركبوا الخطر لأنّ حراس السواحل  كانوا لهم بالمرصاد وقاموا بإطلاق النار في الهواء. وشاء القدر أنّهم تمكّنوا من العبور قاطعين مسافة تزيد عن ١٨٠ كلم، ليصلوا في آخر المطاف إلى الحدود الايطالية.