طباعة هذه الصفحة

12 ٪ من المصابات تقلّ أعمارهن عن 35 سنة

الجمعيـة العلميـة لطلبـة الصّيـدلـة تحسّــس بالوقــايـة مـن ســرطـان الثّـــدي

دليلــة أوزيــــان

حملات الوقاية ضد سرطان الثدي في الجزائر ليست في المستوى المطلوب، حيث دقّت الجمعية العلمية لطلبة الصيدلة ناقوس الخطر بشأن هذا الداء الذي استفحل بقوة لدى النساء، ودعا أعضاؤها إلى بذل المزيد من الجهود للتّحسيس بهذا المرض والتكفل الجيد بالمرضى.
وفي هذا الصدد، كشفت رحموني أسماء عضو في جمعية الطلبة الصيادلة  لـ «للشعب»، عن تسجيل 10 آلاف إصابة بسرطان الثدي سنويا في الجزائر، وأنّ 20 في المائة من النساء المصابات تقل أعمارهن عن أربعين سنة.
والأكثر من هذا ــ كما أضافت رحموني ــ فإنّ 12 بالمائة من هاته النساء تقل أعمارهن عن الخامسة والثلاثين سنة، مع العلم أن نسبة المصابات بسرطان الثدي لدى فئة النساء أقل من أربعين سنة هن في ارتفاع مستمر مقارنة بالدول المتقدمة، مؤكدة في سياق حديثها بأن الوضعية تنبّئ بالخطر، خاصة وأن المصابات بهذا الداء يجدن أنفسهن في بلد نظامه الصحي يحتاج الى المزيد من الإصلاحات لبلوغ تكفل حقيقي بالمرضى.
وما يضاعف من حجم معاناة المصابات بهذا النوع من السرطان على حد قول رحموني، هو أن مثل هذا المرض لازال يصنف في خانة الطابوهات في المجتمع الجزائري، الذي مازالت تسود فيه ذهنيات بالية ومتخلفة ترى في هذا الداء وصمة عار، فتبقى المصابات تعانين من التهميش، ولا تجد أغلبهن من يساندهن ويساعدهن ويرافقهن في العلاج بمختلف أنواعه كالعلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة، وهو ما يساهم في تدهور حالتهن الصحية ثم وفاتهن بعد استفحال الداء في أجسادهن ووصوله مرحلة جد متقدّمة.

ضرورة توعية النّساء طيلة السنة

من أجل استيعاب وفهم درجة خطورة المرض، دعت رحموني الجمعيات المهتمة بالصحة في الجزائر إلى ضرورة تكثيف الحملات التحسيسية بانتظام، وعلى مدار السنة بهدف توعية النساء بهذا المرض وتزويدهن بالمعلومات الصحيحة بشأنه،
وأن لا تكون فقط كما هو حاليا في إطار «أكتوبر الوردي»، وهو الشهر العالمي لمحاربة سرطان الثدي الذي ما دأبت عليه الجمعية التي تنشط فيها، حيث اعتادت على التقرب من النساء من كل الشرائح العمرية في مناسبة وبدون مناسبة لتزويدهن بمعطيات دقيقة حول المرض
وتقديم نصائح لهن بضرورة خضوعهن للكشف المبكر كأفضل وسيلة للوقاية منه، خاصة وأن مثل هذا الإجراء الوقائي من شأنه أن يساعد على الشفاء إذا كانت المصابة في المرحلة الأولى من المرض.
وفي هذا الصدد، قامت الجمعية بنصب خيما في الساحات العمومية بالعاصمة كساحة أودان والبريد المركزي والعديد من الأماكن الأخرى، وذلك على مدار السنة لاستمالة أكبر عدد من النساء، ودفعهن لإجراء «الماموغرافيا» على الأقل مرة في السنة، بالإضافة إلى القيام بتحاليل كل ستة أشهر للتأكد من سلامتهن من الأورام الخبيثة، كاشفة في هذا السياق بأن الدولة تبذل كل ما في وسعها للوقاية من هذا الداء القاتل من خلال الكشف بالأشعة على الثدي، وهو متاح كل سنة لجميع النساء
وبالمجان.
والأهم في كل هذا، حثّت ممثلة الجمعية العلمية لطلبة الصيدلة النساء إلى ممارسة الرياضة بانتظام، وعدم التخلي عنها مهما كان السبب، خاصة إن كن يعانين من السمنة التي ينجر عنها عادة الكثير من المشاكل الصحية كارتفاع ضغط الدم وحدوث صعوبة في التنفس، بالإضافة إلى السكري واحتقان الأوردة على مستوى الساقين، وما يصاحبها من آلام وتقرحات والتهابات، مع التركيز أيضا كما قالت على نوعية الأكل والابتعاد عن الأغذية التي تلقى رواجا في السوق، خاصة النوع الذي يحتوي على المواد المضافة والحافظة،
والتي لا يمكن أن ننتبه إليها إلا بقراءة ما يدون على غلافها بتأن وتمعن، وعدم تناول حبوب منع الحمل وتعويض ذلك بالرضاعة الطبيعية كوسيلة لتفادي الإصابة بالمرض.