طباعة هذه الصفحة

تنتشر بصورة مقلقة في الوسط الاجتماعي

تعاطي المخدرات وليدة ظروف أم أزمة أخلاقية؟

بن. النوي. ت .

 تعتبر ظاهرة الاتجار وتهريب المخدرات من أخطر الآفات الاجتماعية، وفي هذا الصدد كشفت دراسة ميداينة قام بها طلبة في علم الإجتماع بجامعة بجاية بأن تأثير المخدرات على المدمنين خطير على حياتهم، لأنها تجعلهم عاجزين عن تحقيق طموحاتهم وأن همهم الوحيد العيش في أحلام وردية والتفكير في الهجرة،
 وعن الأسباب التي أدت إلى تنامي ظاهرة تهريب المخدرات في المجتمعات بشكل مقلق، يؤكد محدثونا، أنّ هناك عدة أسباب، أهمها الأموال الكبيرة التي تدرّها عليهم، كما أن تورط بعض الشبكات المحلية والدولية التي تنشط عبر الشريط الحدودي الغربي خاصة، ساعدت كثيرا في الترويج لهذه السموم  وتعاطيها في أوساط المجتمع خاصة بين الشباب والمراهقين، حيث تستغل عصابات التهريب الأوضاع المزرية لفئة عريضة من الشباب الذين يعانون من الفقر والبطالة، ليبثوا فيهم سمومهم. كما أنّ التحولات الاقتصادية التي تعيشها البلاد في السنوات الأخيرة، ساهمت بشكل كبير في انتشار هذه الآفة والترويج لها وما ينذر بالخطر الأكبر أنها طالت تلاميذ  المؤسسات التعليمية.
ودعا الأخصائيون إلى الإسراع في تدارك الأمر بتدخل الدولة عن طريق وضع إستراتيجية لمكافحة الآفة بالإضافة إلى إيجاد حلول لمختلف المشاكل الإجتماعية كالتفكك الأسري والبطالة، ويفسر أهل الاختصاص الانتشار اللامحدود لهذه الظاهرة في المدارس والمناطق الريفية داخل المجتمع، إلى عدم وجود إستراتيجية واضحة لمكافحة هذه الآفة، ما أدى إلى تزايد عدد عصابات التهريب التي تغلغات في  الوسط التعليمي والمناطق النائية وتحولت لسوق نشيطة يتفاعل فيها العرض والطلب بطرق سرية والسبب،    فأكثر المتمدرسين لم يعودوا يؤمنون بالمستقبل، بالإضافة إلى تدني مستوى التربية والتعليم بين التلاميذ  هذه الوضعية زادت من استفحالها.

حيث تشير الدراسات أنّ الحلم الذي يراود معظم شبابنا منذ البداية يتمثّل في بناء مستقبلهم بمكان آخر، وعندما لا يتحقق ذلك  تتحطم كل آمالهم في السفر، فيصبحوا أكثر عرضة للانخراط في عالم المخدرات.
 وحسب الأخصائيين، فإنه للقضاء على الظاهرة لابد من معرفة الأسباب وراء انتشارها، وأن الحلّ الأنسب يتمثّل في الوصول إلى مصادرها والجهات التي تختبئ  وراءها.
 و رغم الإمكانيات التقنية والبشرية التي وضعتها الدول لمكافحة هذه الظاهرة العابرة للحدود، إلا أنها تبقى قليلة وحتى تقنيات الرصد ومصادر المعلومات لا تكفي للسيطرة على الوضع والتنسيق الجيد وفقا لظروف الواقع المعيشي،    فالفشل لا يكمن فقط في التقنيات والمعدات التي رُصدت لمكافحة تهريب المخدرات، بل في مستوى جمع وتحليل المعلومات والبيانات المتعلقة بالاستراتيجيات والممارسات المتبعة من تجار المخدرات، بالإضافة إلى عدم وجود دراسات الأكاديمية وعلمية حول الظاهرة في الجزائر.