طباعة هذه الصفحة

مختصون يشرحون ظاهرة الاختطاف في تيبازة

تفشي خطير للجريمة واستعجال مواجهتها

إستطلاع علاء ــ م

أجمع المتدخلون في ''فوروم نادي الصحافة'' لمركب عبد الوهاب سليم الثقافي بتيبازة المنعقد نهاية الاسبوع المنصرم حول ظاهرة إختطاف الأطفال والنيل من حقهم في الحياة، على أنّ تكرار الفعل الاجرامي أفرز ظاهرة قائمة بذاتها أضحت ترعب العائلات وتخدش ضمائر المختصين، وأصبحت تقتضي البحث الجدي عن حلول اجتماعية وعدم الاكتفاء بمعاقبة المجرمين، لاسيما وأنّ جذور الظاهرة ترتبط بالدرجة الأولى بمخلّفات العشرية السوداء التي مرت بها بلادنا على غرار الانتقام، التقليد و إعلان الحرب الضروس على القيم والمبادئ .

وفي ذات السياق، أشار رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل إلى تسجيل أرقام مخيفة تترجم جميعها تدني القيم وتراجع الروابط الاجتماعية، كاشفا في هذا الصدد بأنه تسجل سنويا ما بين ٢٨٠٠ إلى ٣٠٠٠ ولادة غير شرعية سنويا مقابل ١٨٠٠ اعتداء جنسي ضد القصر، وهو ما يوحي إلى تراجع المبادئ والقيم الاجتماعية الموروثة إلى حدود مرعبة ورهيبة يستدعي التدخل على عجل لوضع حد لهذه الآفات الخطيرة التي تهدد أمن
وسلامة المواطن.  
كما أجمع المتدخلون في هذا اللقاء أيضا على أنّ استهلاك المخدرات والمسكرات وانتشار أوكار المجون و اللهو ساهم إلى حد بعيد في التأسيس لظاهرة اختطاف الأطفال، غير أنّ المأساة الوطنية التي عصفت ببلادنا خلال عشرية من الزمن تعد أهم سبب  في التأسيس لثقافة العنف
والانتقام والاعتداء على حريات الآخرين، وما زاد الطين بلة حسب المتدخلين التراجع الفظيع في التكفل السيكولوجي والمساعدة الاجتماعية في أوساط الجيل الجديد.
أمّا عن الحلول المقترحة لامتصاص ظاهرة اختطاف الأطفال، فقد أشار المتدخلون إلى أنّه بقدر ما ترتبط الظاهرة بمخلفات المأساة الوطنية وما نجم عنها من تداعيات من الناحية الاجتماعية و الاقتصادية
والسياسية بقدر ما يستلزم، الأمر البحث بجدية عن حلول جذرية ومستعجلة لمثل هذه الآفات، وأن البداية تكون من الأسرة من خلال تكريس لغة الحوار وعدم لجوء الأولياء إلى العنف ــ الذي أصبح سمة العصر ــ في التعامل مع الأبناء وهو ما يفسّر وجود مثل هذه المظاهر الخطيرة كالقتل أو ممارسة الفعل المخل بالحياء وأشياء أخرى.