طباعة هذه الصفحة

سعيـــــدة بــــــن حبيلـــــس لــــــ “الشعــــب”:

تحويـــــل مقـــــار الهــــلال الأحمــــر الجزائــــــــري إلى مراكـــــــز إيـــــــــــواء

فتيحة.ك

 

التكفل بـ162 رعية من دول الساحل بسطيف وجدوا في غابة يعانون لفحات البرد القارس

كما عودتنا دائما كانت جمعية الهلال الأحمر الجزائري في الميدان وفي مختلف الولايات تقدم المساعدة إلى محتاجيها، سواء كانوا جزائريين أو رعايا من دول الساحل لمواجهة الظروف المناخية القاسية، خاصة وأن الثلوج عزلت الكثير من المناطق ولكن إطاراتها مشوا على الأقدام وسطها لإيصال المعونة إلى من يحتاجها.

بمجرد تداول أخبار حول ما يعانيه سكان المناطق النائية تم تشكيل خلية أزمة على مستوى الهلال الأحمر الجزائري لتنظيم العمل التضامني، خاصة في المناطق المحاصرة بالثلوج في المناطق الجبلية الصعبة.
أكدت سعيدة بن حبيلس رئيسة الهلال الأحمر الجزائري لـ “الشعب” أن الأحوال الجوية السيئة التي ضربت الجزائر في الأسابيع الأخيرة، استدعت مضاعفة الجهود المبذولة في الميدان لتسببها في عزل الكثير من المناطق، خاصة تلك التي تتميز بتضاريس صعبة.
لتجاوز هذه الظروف الصعبة، تم تنصيب خلية أزمة تتشكل من متطوعين هدفهم الأول توصيل المساعدات إلى المحتاجين إليها، أين وضع برنامج خاص جند لتنفيذه وتطبيقه إطارات الهلال الأحمر والمتطوعون الراغبون في العمل الخيري.
وإلى جانب توزيع وجبات ساخنة وبطانيات على المشردين والأشخاص الذين لا يملكون مأوى، تم فتح المقرات الإدارية للهلال الأحمر لتحول إلى مراكز تأوي المحتاجين إلى مساعدة خاصة الرعايا من دول الساحل، وقد تم تحويل مقر الهلال الأحمر ببلدية العلمة ولاية سطيف إلى مأوى بعد اكتشاف 162 رعية من دول الساحل في غابة يشارفون على التجمد بسبب البرد والثلج، أين حولوا إلى المركز لتلقي الرعاية الصحية وكذا التكفل بتوفير الألبسة لهم والأكل.
و في السياق ذاته صرحت سعيدة بن حبيلس ل “الشعب” في اتصال هاتفي انه تم إحصاء 25 ألف عائلة محصورة وبحاجة ملحة إلى مساعدة، لان الظروف المناخية زادت الطين بلة وجعلت معاناتهم أكثر قساوة وصعوبة.
ولأن العمل التضامني يدخل في صلب عمل هذه الجمعية، التي من بين مهامها تقديم الإغاثة العاجلة لضحايا الكوارث الطبيعية والظروف المناخية الصعبة كالتي تعيشها الجزائر هذه الأيام، فالدولة لم تدخر أي جهد للتكفل بالمناطق الحدودية التي عرفت سقوطا كثيفا للثلوج أين بدأ الهلال الأحمر حملة مكثفة لجمع التبرعات لتوزيعها على المحتاجين ممن اضطرتهم الأحوال الجوية إلى البقاء في منازلهم دون مؤونة بلا كهرباء أو غاز.
وفي إطار الإستراتيجية التي رسمتها سعيدة بن حبيلس منذ وصلها إلى الهلال الأحمر، وضع برنامج خاص يعتمد على الخرجات الميدانية للإشراف عن قرب على تقديم المساعدات حيث تم زيارة ميدانية إلى ولاية سطيف حيث زارت جبال “بني عزيز” أين وجدت عائلات معوزة معزولة بسبب الثلج، وأكدت بن حبيلس أنهم ساروا على أقدامهم لتوصيل المساعدات إليها.
وفي ولاية البيض تمت مساعدة 800 عائلة تعيش في مناطق نائية من بينها قرية “عسيلة” النائية، كما أرسل الهلال الأحمر لوادي سوف 100 فراش في عملية تضامنية بين الولايات. أما يوم الأربعاء الفارط تم تقديم 53 خيمة تأوي الواحدة منها 12 فردا لـ53 عائلة من البدو الرحل الذين ألحقت الثلوج والأحوال الجوية السيئة بخيامهم أضرارا كبيرة. أما يوم أول أمس الخميس فتم مساعدة سكان ثلاث قرى نائية بتسيمسيلت أين تم تزويدهم بمولد طاقة لتوفير الكهرباء لهم وكذا مواد غذائية وألبسة شتوية وبطانيات.
أما السبت والأحد، بحسب سعيدة بن حبيلس، فتم التنقل إلى ولاية تيزي وزو قرية “امسوحال” دائرة “افرحونن”، حيث استفادت العائلات المعوزة من مولد طاقة وألبسة شتوية وبطانيات لمواجهة موجة البرد خاصة وأنها تقع بأعالي جبال الولاية.
أما المناطق الحدودية فقد تم تركيز العمل الإنساني فيها كولاية تبسة، الطارف وبلدية “أم الطبول”، و«الحدادة” وأخرى حيث قدمت مساعدات إلى العائلات المعوزة والمحصورة بالثلوج، بل أكثر من ذلك هناك بعض العائلات التونسية التي استفادت كما العائلات الجزائرية من هذا العمل التضامني، وكشفت بن حبيلس أنها ستقوم بزيارة ميدانية لهذه المناطق الحدودية يوم 6 فيفري القادم.
 في ختام حديثها لـ«الشعب” ذكّرت سعيدة بن حبيلس أن الهلال الأحمر الجزائري هو الذراع الإنساني للدولة الجزائرية، ليكون عمله بذلك مكملا للجهود المبذولة من اجل نشر ثقافة التضامن وسط مختلف أطياف المجتمع والتي من خلالها تحارب ثقافة الاتكال على الآخر، كما قدمت نداء إلى كل الجزائريين للبدء في ترسيخ التضامن العائلي في المجتمع لأن الأسرة هي الخلية الأولى والنواة الأساسية له، أما ما نراه اليوم من مظاهر سيئة كرمي العائلة لأحد أفرادها إلى الشارع وتخليها عن الأصول أو ذوي الاحتياجات الخاصة، فهي سلوكات دخيلة على المجتمع الجزائري المتشبع بتعاليم الدين الإسلامي الذي يدعو إلى التراحم والتكافل.