طباعة هذه الصفحة

رائحة التّوابل والبهارات تستعجل دخول شهر رمضان

إقبـال منقطع النّظــير علـى اقتناء التّوابل وتحضـيرهـا بالمنزل أولويـة

باتنة: لموشي حمزة

 تعيش عاصمة الأوراس باتنة هذه الأيام حركة غير عادية بالأسواق الشعبية مع اقتراب شهر رمضان المبارك، حيث بدأت رائحة التوابل والعقاقير تفوح من كل مكان.
 المتجوّل في مختلف الأسواق هذه الأيام يلاحظ الكم الهائل من أكياس التوابل المختلفة كرأس الحانوت والفلفل الأسود والكمون والعكري والقرفة...الخ، والتي قام التجار بوضعها على طاولاتهم بشكل مثير ومغري يجعل كل مار يقتني منها حتى وإن لم يكن بحاجة إليها، فالعين تعشق قبل اللسان أحيانا خاصة في رمضان.
 قادت «الشعب» زيارة لبعض هاته الأسواق المعروفة ببيعها لمختلف مستلزمات الطبخ، أين وجدنا إجراءات التحضير لهذا الشهر الكريم قد استكملت منذ مدة ، حيث أشار أحد التجار بسوق الرحبة بوسط مدينة باتنة أن السباق بين ربات البيوت بباتنة في تحضير أو شراء التوابل والبهارات والخضر واللحوم البيضاء منها والحمراء لتجميدها في الثلاجات قد بدأ من مدة حتى يتسنى لهن استغلالها خلال رمضان.
وفي هذا الخصوص تقول السيدة «نورة» أنها تفضّل أن تقوم بتحضير التوابل الخاصة بمطبخ رمضان بنفسها عكس باقي الشهور الأخرى فهي لا تهتم لذلك بحكم عملها، أما شهر رمضان فيحتاج حسبها لتحضير مسبق واستعداد مادي ومعنوي كبير، خاصة ما تعلق بتحضير التوابل حيث علّمتها والدتها جيدا ذلك قبل زواجها.
فعلى سبيل المثال نجد حرص الباتنيات على اقتناء الفريك وتحضيره، باختيار النوعية الجيدة الخضراء اللون ومتوسطة الحجم، وكشفت إحدى الزبونات أن الأنواع تختلف والذوق أيضا يتغير، كما أكدت أنها تحرص على اقتناء التوابل من الغرب الجزائري مسبقا  وبالتحديد من مدينة مغنية الحدودية بولاية تلمسان، حيث توصي دائما أحد التجار بذلك لقوة نكهتها والتميز الذي تضفيه على مختلف الأطباق.
بدورها السيدة «لمياء» أكّدت أنّها تشتري مسبقا كل المواد التي يمكن أن تخزينها لكثرة احتياجاتها في رمضان لأعداد بعض الأطباق المتميزة، خاصة تلك التي تحتاجها خلال تواجد الضيوف كطبق اللحم الحلو طيلة الشهر، ما يجعلها بحاجة إلى كمية معتبرة من الفواكه المجفّفة.
تحضيـر التّوابـل بالمنـزل ميـزة سكـان الأوراس
غير بعيد عن سوق الرحبة بالقرب من المسرح الجهوي لباتنة، صادفنا بعض النسوة منهمكات في اقتناء بعض التوابل الهامة على غرار الكسبر، حيث أشارت إحداهن أنها تفضل اقتناء التوابل في شكلها الأصلي لتقوم بعدها بغسلها وتجفيفها ثم طحنها واستعمالها في الطهي خلال الشهر الفضيل، كونها لا تثق في الطريقة التي يقوم بها الباعة بتحضير التوابل وطحنها، خاصة مع انتشار الأمراض والأوبئة حيث أكدت أنها تعتمد عليها في باقي أشهر السنة، حيث تجد بين حبات التوابل التي لم تطحن بعض حبات الحجارة وأحيانا التراب.
وأضافت أنها تقوم بهاته العملية بمشاركة إحدى جاراتها حيث تتعاونان في تنظيفها وطحنها واقتسامها بعد ذلك، حيث تعمدان الى اقتناء كميات كبيرة من التوابل وغسلها وتجفيفها في الشمس عن طريق نشرها تحت أشعة الشمس خلال شهر شعبان وبعد أن تجف تقوم إحداهما بطحن كل نوع على حدة. ونفس الشيء بالنسبة لتحضير الفريك الذي يتم  تنظيفه وتصفيته من الشوائب، ليعطي للشوربة نكهتها المميزة، فرمضان في تقاليد المطبخ الجزائري لا يمكن أن يمر دون أن تعطّره التوابل المختلفة التي ألفها الجزائريون في مطابخهم كل عام.
التجار بباتنة بدورهم ولإدراكهم  حرص العائلات الاوراسية على اقتناء أجود أنواع التوابل، قاموا بالتحضير لاستقبال شهر رمضان الكريم من خلال عرضهم لمختلف السلع الرائجة في هذا الشهر والتي يكثر الإقبال عليها مثل التوابل، حيث تكفى زيارة خاطفة لبعض أسواق باتنة ليمتد بصرك على طاولات مختلفة الأشكال والأحجام تلونت بأصناف شتى وضعها التجار في أكياس بلاستيكية بأحجام مختلفة.