طباعة هذه الصفحة

وجهة الصائمين بالمدينة الجديدة علي منجلي

خيام الشاي التيميموني الملاذ المفضل للمواطنين في سهرات رمضان

تشهد خيام الشاي التيميموني ذات الديكور  التقليدي الصحراوي المحض بمدينة علي منجلي (قسنطينة) في سهرات شهر رمضان  إقبالا ملفتا عليها من طرف المواطنين مباشرة عقب الإفطار لتناول أكواب الشاي  بنكهة صحراوية و قضاء لحظات هادئة بعيدا عن صخب المدينة.
 مقاهي أو خيام الشاي التيميموني أصبحت الملاذ المفضل للترفيه والتسلية  بالنسبة لسكان هذا القطب الحضري الكبير. فهناك من يقضي فيها وقتا طويلا دون ملل أو كلل إلى أن يداهمه الوقت لأن بعض هذه الفضاءات توفر لزبائنها جوا خاصا  إضافة إلى الخدمات التقليدية التي تقدمها على غرار شتى أنواع الشاي بمختلف  النكهات و مختلف المكسرات و الحلويات التقليدية .
 
عبد العزيز التيموني (26 سنة) واحد من الذين فتحوا مثل هذه الفضاءات بمدينة  علي منجلي . «كنت في السابق من باعة الشاي المتجولين عبر  أرجاء مدينة قسنطينة  التي دخلتها و عمري 16 عاما فكنت أجوب المدينة حاملا إبريق الشاي في يد و في  اليد الأخرى قفة بداخلها أكواب بلاستيكية و أعرض خدماتي متنقلا بين المارة و المحلات» كما قال لوأج.
 أضاف عبد العزيز المنحدر  من زاوية الدباغ بتيميمون أن شاي تيميمون يلقى  رواجا وسط سكان مدينة علي منجلي مشيرا إلى أن مذاق الشاي الصحراوي جعل المواطن  القسنطيني «يدمن» على شرب الشاي الصحراوي الذي له ميزته خاصة و أن سكان  الصحراء لديهم مهارة في تحضير الشاي على حد قوله.
 أوضح ذات المتحدث أنه استثمر في هذا النوع من الخدمات منذ قرابة أربع سنوات  بفتح محل لبيع الشاي و مختلف المكسرات و الحلويات التقليدية على غرار قلب  اللوز و البقلاوة و الصامصة وذلك بالقرب من مسجد عمر بن العاص بمدينة علي  منجلي ثم نصب خيمة الشاي بالقرب من المحور الرئيسي لمدخل المدينة غير بعيد عن  أكبر المراكز التجارية بالمدينة و كذا بمحطة المسافرين البرية بنفس القطب  الحضري وساعده ذلك على فتح فرص عمل لعدد من أقرانه ينحدرون كلهم من منطقة   تيميمون.
 الشاي التيمموني جسر التواصل بين تقاليد الجنوب و الشمال  
 تعرف خيمة الشاي التيميموني عقب الإفطار حركية كثيفة تشتد بعد انتهاء صلاة  التراويح حيث يجد فيها الزبائن صعوبة في البحث عن مكان لركن سياراتهم بمحيطها  أو طاولة للجلوس داخلها فيصبح الظفر بمقعد شاغر بإحدى هذه المقاهي الصحراوية  المحضة أمرا صعب المنال أو يكاد يكون أمرا مستحيلا نظرا لأفواج المتوافدين  عليها بكثرة وأغلبهم من فئة الكهول خاصة وأن أجواء الخيمة الصحراوية التقليدية  تضفي شعورا و كأنك في الصحراء تتناول شاي تسهر على تحضيره و تقديمه وجوه تعبر  لك للوهلة الأولى عن عمق الصحراء وكرم سكانها فيرحل بك خيالك إلى عالم آخر  
يميز جنوب الجزائر.
 و من الوافدين على مثل هذه الفضاءات الحاج ياسين (61 سنة). فبعد أدائه  صلاة التراويح بمسجد عمر بن العاص الأقرب إلى منزله يتجه ماشيا مباشرة إلى  خيمة الشاي التيميموني حيث يلتقي بجيرانه وأصدقائه.
 و صرح الحاج ياسين بعين المكان أنه يعرف عبد العزيز منذ أن كان عمر هذا  الأخير 16 سنة أي عندما كان يبيع الشاي على أرصفة الطرقات ليؤكد بذلك على أنه  زبون وفي و يتمسك بنكهة الشاي الصحراوي الأصيل تحت هذه الخيمة المضيافة التي  يلتقي فيها بأصدقائي لتبادل أطرف الحديث حول الحياة اليومية واسترجاع بعض  الذكريات.
 ما يلفت الانتباه أكثر بهذه مقاهي الشاي التيميمونية هو صوت الشاي الأصيل  وهو يسكب من البراد على أقداح الشاي الموضوعة على صينية نحاسية براقة منمقة  بصحن مصنوع من القماش يسمى ‘’الطباق’’ توضع عليه مختلف أنواع المكسرات التي  يشتهيها الزبون و ذلك في ديكور يتسم ببساطته يتمثل في مقاعد وأرائك تقليدية  تستعمل في الجلسات العائلية لسكان الصحراء و أغلب ألوانها مستمدة من الطبيعة  إضافة إلى بعض الأغراض ذات العلاقة بالصحراء يقدمها لك عبد العزيز بابتسامة  
عريضة وترحاب ألف ناس الصحراء الكرماء.
 و قال عبد العزيز أن نشاطه يبدأ بترتيب أقداح الشاي وتنظيفها رفقة العاملين  معه و جميعهم من زاوية الدباغ ثم يضع إبريق الشاي على نار هادئة استعدادا  لاستقبال الزبائن دقائق بعد الإفطار.
 و برأي جمال و هو إطار بمصالح ولاية قسنطينة فإن هذا النوع من المقاهي  يستهويه أكثر بالنظر للهدوء الذي يسوده مقارنة بالمقاهي الكلاسيكية التي غالبا  ما تكون صاخبة وكذا حسن الضيافة التي يتميز بها أهل الصحراء مضيفا بأن الأسلوب  الهادئ لسكان المنطقة في التعامل مع الآخر و تحليهم بكرم الضيافة مع الزبائن  من الأسباب الرئيسة لقدومه إلى الخيمة التيميمونية يوميا.