طباعة هذه الصفحة

رمضان في بلادهم

عُمان...وجبات تقليدية وموائد خيرية للعمّال الأجانب

قبل موعد أذان المغرب، تكون ساحات كثير من مساجد عُمان مفتوحة للعمال الآسيويين الذين يزيد عددهم في السلطنة عن مليون ونصف المليون، مستفيدين من الموسم الرمضاني لنيل وجبات مشاريع «إفطار صائم» التي أخذت بالانتشار خلال السنوات الماضية. وفي الشوارع تمكن رؤية لافتات تدل العابرين على مشروع للإفطار في مسجد قريب، لكن قلة من المواطنين يرتادون هذه المآدب، إلا للضرورة القصوى، بينما يعج المكان بالآسيويين الذين يعملون عادة في مشاريع البناء المجاورة لهذه المساجد.
ويفضّل العمانيون تناول الإفطار في منازلهم، ضمن الأجواء الأسرية، بينما توسّعت مشاريع «إفطار صائم» لتتعدّى فكرة الإفطار إلى تقديم وجبات العشاء بعد صلاة المغرب. وتبدو ساحات المساجد أقرب إلى مطعم مفتوح تقدم فيه صحون الأرز مع اللحم، حيث تتعاقد المساجد مع مطاعم معينة لتوفير كميات كبيرة من الطعام يومياً لتلبّي الأعداد المتزايدة.
ويستقبل أهل عُمان شهر الخير بالفرح والبهجة والسرور، وأكثر ما تتجلّى هذه المشاعر في الليلة الأخيرة من شهر شعبان، حيث يخرج الناس لمشاهدة هلال رمضان، فتراهم يبحثون عن الأماكن المرتفعة، فيصعدون إليها طلباً للفوز برؤية الهلال.
ويستهلك العمانيون كميات كبيرة من اللحم خلال شهر رمضان، لإعداد طبقين مهمين من أطباق مائدة الإفطار، وهما «الهريس» و»الثريد»، وتحفل المائدة أيضاً بأطباق عمانية وشامية ومصرية.
أما في ما يتعلّق بالحلوى، فإنّ أهل عمان تميّزوا عن سواهم من أهل الخليج بـ «الحلوى العمانية»، وهي لذيذة لا يخلو منها بيت طوال أيام السنة. وتأتي في مقدمها «السُلْطانية» التي تُعتبر أغلى أنواع الحلوى، ولا يحصل عليها إلا علية القوم من شيوخ القبائل وكبار التجّار، تليها حلوى «بركا» و»نزوى» و»صحار» التي تأخذ ألواناً عدة، فمنها ما هو أسود أو أصفر أو أحمر. ويضاف اللوز أو الفستق إليها، وفي بعض الأنواع يُضاف الزعفران والهال والسمن العربي. وحديثاً أدخل التمر في هذه الحلوى رغبة في تطوير صناعتها واستحداث مذاقاتٍ جديدة لها.
واجتماع الناس في رمضان ظاهرة بارزة عند أهل عُمان، ويتكرر اجتماعهم أكثر من مرة يومياً. فإضافة إلى وقت أداء الصلوات المكتوبة، يجتمع الناس في حلقات لقراءة القرآن بعد الفجر والعصر من أيام رمضان. كما يجتمعون عند تناول طعام الفطور في البيت داخل الأسرة الواحدة، أو في المسجد داخل أهل الحي الواحد، ويلتقي الجميع لشرب القهوة بعد أداء صلاة التراويح. ومن العادات أيضاً عند أهل عُمان اجتماعهم في اليوم السابع والعشرين في الأسواق لشراء مستلزمات العيد.