طباعة هذه الصفحة

باعة الأرصفة الفوضويون يجذبون المستهلك

المواطنون تستهويهم الأسعار ويخاطرون بصحتهم

فضيلة بودريش

تبقى الأرصفة على مستوى بلديات العاصمة على وجه الخصوص محجوزة من طرف باعة غير رسميين، يعرضون مختلف الحلويات والمشروبات المحضرة في المنزل وكذا الخبز، في العراء ومن دون حتى غطاء يحميها من الأتربة المتطايرة ودخان السيارات المنبعث بقوة في الهواء، وإن كان الظاهر أن هؤلاء الباعة الفوضويون يبيعون بأسعار أقل من تلك التي تحددها المحلات، إلا أن الأمر ليس صحيحا لأن أغلبية الباعة الموازين يقتنون ما يعرضونه من خبز وحلويات على غرار الزلابية وقلب اللوز من المخابز والمحلات.. إذا المواطن الذي يقتني من الأرصفة يغامر بصحته من خلال اقتناء مادة غذائية تعرضت لأشعة الشمس وتشبعت بالأتربة، وفوق ذلك يدفع مبلغا إضافيا.
يسارع التجار الفوضويون كلما حل شهر رمضان الفضيل إلى نصب طاولات على مستوى الأرصفة، التي يحتجزونها بالمجان أي كل بائع بموقعه، فنجدهم في الحراش وبلوزداد وباش جراح وما إلى غير ذلك، يعرضون أغذية حساسة على غرار مشروبات يجهل مصدرها داخل أكياس في أي لحظة يمكنها أن تثقب، إلى جانب الخبز الذي يحتفظ به في السلال المكشوفة، التي يتطاير فوقها الغبار ولن تسلم دون شك من دخان السيارات، إلى جانب العديد من الحلويات على رأسها قلب اللوز والزلابية، وحول إقبال العديد من المستهلكين على هذه الطاولات التي تمثل خطرا على صحة المواطن والصائم على وجه التحديد، قال «بلحواس سمير» الذي كان يتأهب لاقتناء مشروب الشاربات، أن هذه الطاولات يقصدها بحكم قربها من الطريق، بحيث لا يضطر إلى البحث عن مكان لركن سيارته، فيطلب ما يحتاج من نافذة السيارة إن كان خبزا أو حلويات، وقال إنه لا يهمه إن كان سعرها أغلى، كونه يبحث عن راحته، ولم يخف أنه لا يدخل إلى الأسواق، بل متعود على اقتناء كل ما يلزمه من خضر وفواكه وخبز ومشروبات من باعة الطرقات.
ويبدو أن العديد من المواطنين يقبلون بدون أي حذر على اقتناء ما يستهلكونه من الباعة الفوضويين على مستوى الشوارع وفي الأسواق غير الشرعية خلال شهر رمضان، حيث أرجع «جامعي امحمد» الذي كان يتأهب لشراء البطيخ الأحمر الذي كان معروضا تحت أشعة الشمس، بأن باعة الطرقات والأرصفة يسهلون على المواطن عدم التنقل إلى مكان أبعد أو حتى لا يتنقل إلى السوق كونها تقرب المنتوج من المواطن، بنفس السعر حسب تقديره.
ويرى بائع غير رسمي يدعى «سفيان.ر» كان يعرض على المارة كل ما تعلق بالحلويات التقليدية و»الديول» و»الكسكسي» و»خبز المطلوع»، أن الإقبال على الطاولات، يعود لكون المخابز تغلق مبكرا وبعد الساعة الخامسة أو السادسة يستحيل أن تكون مفتوحة، بالرغم من أن الساعات الأخيرة التي تسبق الإفطار تعرف الشوارع حيوية، ولأن المواطن لا يجد بديلا عن اقتناء الخبز من الأرصفة، وإلى جانب «الديول» والحلويات التي يرى بأن أسعارها أقل من تلك المعروضة في المحلات.