طباعة هذه الصفحة

شباب يهجرون المقاهي وطاولات اللعب

بيع الشواء نكهة سهرات عاصمة الأوراس

باتنة : لموشي حمزة

يقبل الكثير من الشباب والأطفال بعاصمة الاوراس باتنة خلال الشهر الفضيل إلى ممارسة بعض النشاطات التجارية المدرة للأموال والتي تتماشى مع طبيعة رمضان على غرار بيع بعض مستلزمات السهرات الرمضانية من مكسرات والمثلجات والشواء بمختلف الفضاءات العمومية والتي وجدت فيها العائلات الاوراسية ضالتها، خاصة بعد صلاة التراويح، حيث وقفت «الشعب» على بعض هذه مظاهر ونقلت لم أجواءها .
تحوّلت اغلب أحياء عاصمة الولاية باتنة خاصة الرئيسية منها إلى فضاءات مفتوحة لبيع الشواء في الهواء الطلق،  فالمتجوّل عبر أزقتها وشوارعها يلاحظ حرص الشباب على استمالة المارة وإقناعهم بالتقرب من طاولاتهم الخاصة ببيع الشواء لاقتناء بعض البعض منها بأسعار تنافسية، لإقناع زبائنهم دفع المال مقابل ما لذّ وطاب من شواء اللحم والكبد وكذا بعض المشروبات المنشطة  مثل الشاي والعصير وخاصة أن هذه الفترة التي تعقب الإفطار وصلاة التروايح .
كما استغل البعض منهم فترات النهار لتحويل الطرق المؤدية إلى البلديات والدوائر المجاورة إلى اسواق خاصة بالخضر والفواكه ويعرف المدخل الشمالي الشرقي عبر طريق جرمة وفسديس  وحتى الطريق الوطني رقم 03 نوعا آخر من السلع المعروضة التي تعرف إقبالا من المارة لشراء اللبن والحليب الطبيعي ومشتقاته،  ما جعل المنطقة تحتل الصدارة في إنتاج اللبن والحليب، إضافة إلى العديد من المنتجات الزراعية من خضر وفواكه، وتغري  صورة البطيخ الصائم لحلاوة طعمه والشهرة التي بات يعرف بها في الأسواق الشعبية والأسبوعية .
ويقوم بهذه النشاطات الموسمية الأطفال والشبان الجامعيين بالخصوص بحثا عن مصروف  يومي يغنيهم عن اللجوء إلى طلب المال من  العائلة خصوصا إذا كانت من ذوات الدخل الضعيف ما يجعل طلبه من  الوالد أشبه بالتسول، حسب ما أفاد به البعض منهم الأمر الذي يحرمهم آليا من المتعة في الشهر الكريم ويجبرهم على تحدي ساعات الصيام الطويلة ومتاعب الأشغال اليومية التي تكون معظمها شاقة سواء في الشوارع أوفي الأسواق الفوضوية التي خلقها الشباب .
وبدورها جريدة «الشعب» قامت بجولة ليلية إلى بعض هاته المناطق التي باتت تشكل ملاذا للعشرات من الشباب وحتى العائلات الراغبة في اقتناء بعض الأعمدة من الشواء لها ولأبنائها أين وقفنا على نجاح هذا الاستثمار الجديد الذي يدر أموالا معتبرة، ولا يحتاج إلى ملفات ادارية وموافقة المصالح المعنية بل يكفي استغلال بعض الشباب لطاقاتهم في العمل بدل التوجه إلى التسكع أوالمقاهي والحدائق العامة أين يكثر  اللغط الذي قد يتحول إلى شجارات، حسب ما اكده لنا البعض منهم.
 استحسنت العائلات فكرة طاولات بيع الشواء، لأنها تضمن عدم استغلال الشباب لطاقاته في ما لا ينفع، كما وان العمل خلال رمضان يساعد على توفير بعض المال لصاحبها لقضاء عطلة صيفية بعد العيد أواقتناء الملابس، الخاصة بالعيد والدخول المدرسي ما يسمح  بتخفيف الضغط عن العائلة التي تكون محاصرة بثالوث رمضان العيد والدخول المدرسي حسبها. ومهما كانت أسباب ودوافع بيع الشباب للشواء خلال الشهر الفضيل فإن ذلك خلق جوا من المرح واعطى السهرات الاوراسية طعما مغايرا للسنوات الماضية.