طباعة هذه الصفحة

تهافت عليه حتى مطلع الفجر

الشواء على الأرصفـــة سمة ليـالي عنــابـة الرمضانية

عنابة: هدى بوعطيح

مع اقتراب أيام عيد الفطر المبارك، تصطف طاولات بيع الشواء وسط مدينة عنابة حيث تداهم المارة رائحة «الشواء» والذي ينتشر دخانه في كل مكان، ليكون بذلك قبلة العنابيين سواء وقت السحور أو صبيحة عيد الفطر، لا سيما وسط الشباب الذين يتهافتون عليه بكثرة، ليشكل حركية حيوية أمام هذه الطاولات المتوزعة على الأرصفة.
«الشعب» عاشت هذه الاجواء الرمضانية التي تميز سهرات بونة وتنقل تفاصيلها.
باتت ظاهرة بيع الشواء مع اقتراب عيد الفطر ظاهرة تطبع عادات مدينة عنابة، حيث ما إن يعلن عن اقتراب  العيد «الصغير» عن اقترابه، حتى يتسارع الباعة لنصب طاولاتهم بطرق عشوائية بمختلف الأحياء الشعبية على وجه الخصوص، لاستمالة المارة برائحة الشواء مقدمين اللحوم الحمراء والبيضاء والنقانق والكبدة، حيث لا تتوانى بعض العائلات في جعله وجبة السحور دون منازع، غير مبالين بمخاطر ذلك.
يعتبر هذا النشاط بالنسبة للباعة بمثابة التجارة التي تدر عليهم الربح السريع، حيث يتسارعون لنصب طاولاتهم في الأماكن التي يكثر بها المارة لتلبية طلبات زبائنهم، لتتشكل بذلك طوابير أمام الباعة لطلب ما تشتهيه أنفسهم من شواء، ولا يبرحون المكان إلا بعد إشباع بطونهم غير مدركين عواقب ذلك، لاسيما وأن العديد من الباعة لا يتقيدون بشروط النظافة ولا بمعايير جودة اللحوم الحمراء والبيضاء، على اعتبار أنها تبقى مجهولة المصدر، كما أن بقاءها لساعات في الهواء الطلق وتحت درجة حرارة عالية يعرضها لتراكم البكتيريا والتلف، وبالرغم من علم الكثير من العائلات بذلك إلا أنهم لا يتوانون في اقتناءها.
وتتواصل هذه الظاهرة إلى غاية يومي عيد الفطر المبارك، حيث يكثر الإقبال عليها وقت الغداء من طرف الأطفال أيضا، الذين يلجأون إليها بعيدا عن أنظار أوليائهم، معرضين أنفسهم إلى مخاطر التسمم الغذائي، لا سيما وأن هذه اللحوم تباع بأثمان زهيدة مقارنة بتلك التي تباع في المحلات.
فالبرغم من محاربة التجارة الفوضوية لا سيما خلال الشهر الفضيل، وتجند السلطات المحلية دون عودتها، يستغل بعض الشباب غياب الرقابة ببعض بلديات الولاية، لنصب طاولاتهم طلبا للربح السريع، حيث يضعون أمام زبائنهم مختلف أنواع اللحوم، ويطلقون العنان للرائحة التي يصنعها دخان الشواء اللذيذ الذي يدغدغ شهية كل من يمر أمامها، ليجد الكثيرون أنفسهم مجبرين على شرائه.
في هذا الصدد، أكد أحد الباعة لـ»الشعب» أن فكرة بيع الشواء جاءته بعد إطلاعه على الإقبال الكبير لسكان مدينته عليها، من مختلف الفئات حتى ربات البيوت، حيث لم يخفِ أن هذه التجارة ـ كما يسميها ـ تدر أرباحا لا بأس بها، فبالنسبة له هو جني الأموال غير مبال بمخاطرها على مستهلكيها، وقال إن الشباب أكثر إقبالا عليها لا سيما وقت السحور واليوم الأول من عيد الفطر المبارك، حيث لا يتمكن في غالب الأحيان من تلبية جميع الطلبات لنفا اللحوم، مشيرا إلى أنه يعد العدة ليوم العيد حتى يتمكن من إشباع نهم زبائنه.
وعن المخاطر التي تحدق بالزبون، والتي قد يكون سببا فيها أكد أنه يقتني كل يوم لحوما جديدة، ومنذ أن عمل على بيع الشواء منذ ما يقارب 03 سنوات لم يتسبب يوما واحدا في تسمم أحد زبانه على حد قوله.
كما استطلعت «الشعب» أراء بعض الزبائن حيث تباينت إجاباتهم، حيث أن هناك من يعتبرها ظاهرة عادية، على اعتبار أنهم تعودوا على شراء الشواء من عند هؤلاء الباعة، دون أن يسبب ذلك خطرا على صحتهم، مؤكدين  أن هذه الظاهرة تشهدها عنابة منذ سنوات بعيدة، وتلقى الإقبال الكبير من طرف سكانها، لا سيما خلال الشهر الفضيل ويومي عيد الفطر المبارك.
وبالمقابل، هناك فئة أخرى نددت بهذه الظاهرة والتي رأت بأنها تشكل خطرا مميتا، لا سيما لدى الأطفال الذين يستغفلون أوليائهم ويذهبون لاقتنائها دون إدراك مخاطرها، حيث طالبوا من مصالح الرقابة وقمع الغش التدخل في أقرب وقت للوقوف دون انتشار هذه السموم القاتلة وسط المواطنين.