طباعة هذه الصفحة

«دار...ما» ببوسعادة..

قصة نجاح شاب مولع بالسياحة المحلية

تعتبر دار الضيافة «دار...ما» في مدينة بوسعادة قصة نجاح أحد الشباب المولعين بالسياحة المحلية ومرفقا هاما من شأنه أن يعزز الطاقات الفندقية المحدودة في هذه المنطقة السياحية حيث يبرز ضرورة إشراك الخواص في هذا المجال.
 دار الضيافة «دار...ما» أو «بيت أمي» هي من بنات أفكار محمد البشير عبد اللطيف شاب شغوف بمجال الفندقة والإطعام آمن بها ولم يدخر جهدا في تحقيقها إلى أن رأى مشروعه النور وتوسع شيئا فشيئا.
 ولد محمد البشير عبد اللطيف ذو الثلاثين ربيعا بفرنسا من أم فرنسية وأب جزائري وحاز على شهادة في الفندقة والإطعام اختار منذ خمس سنوات أن يستقر في بلده وبالضبط في مسقط رأس والده بوسعادة من أجل ممارسة مهنة أحلامه وصقل مواهبه أكثر بعد أن عمل في العديد من المطاعم الفخمة والتقليدية والمنتجعات بفرنسا وانجلترا.
 بما أن مجال الاطعام يعرف منافسة شرسة في فرنسا، مما يصعب عليه أن يصنع اسما له، قرر محمد تجسيد حلمه في بلده الأصلي ومسقط رأس والده بوسعادة حيث توجد فرص اكثر فلم يضيع هذا الشاب الحالم وقتا ليفتح مطعما متخصصا في الطبخ الفرنسي والإطعام السريع في مدينة بوسعادة. قال محمد والسعادة تغمره « لقد نجح الأمر»، مضيفا انه يقدم خدماته كمتعهد إطعام للسياح الأجانب الذين جاؤوا لزيارة هذه المنطقة الخلابة ليقوم بعد ذلك بتأجير خيمة تقليدية حتى يعرف السياح والزائرين بالأطباق المحلية المعروفة بنكهاتها الخاصة.
 يروي لنا محمد كيف انه اهتدى إلى فكرة بناء دار للضيافة بعد النجاح الذي عرفه مطعمه في غضون عام واحد قائلا: «نزلت عائلة فرنسية في زيارة لمدينة بوسعادة بفندق كردادة لقضاء نهاية الأسبوع ثم قرروا ان يمددوا إقامتهم بالفندق وهو ما استحال عليهم لعدم توفر غرف شاغرة عندها عرضت عليهم ان يمكثوا في منزلي العائلي حيث أقاموا لمدة أسبوع».
 بدأ الشاب الطموح في تهيئة أكثر من عشر غرف بدار الضيافة مع استمراره في ممارسة نشاطه المتعلق بالإطعام مقدما خدماته للعديد من الزبائن على غرار مؤسسات وسياح وفنادق إلخ...  
 عرفت دار الضيافة اقبالا محتشما في عامها الأول إذ لم تستقبل أكثر من خمسين نزيلا لكن الرقم قفز إلى 400 في هذه السنة وهو ما جعل محمد يشعر بالاطمئنان حيال مجال عمله.
 أما بخصوص الإشهار فإنه يكتفي بشبكات التواصل الاجتماعي ويفضل أن يتحدث عنه زبائنه ممن أعجبتهم جودة الخدمات المقدمة لهم ولم يتوقف عند هذا الحد بل تحصل على خيمة أخرى تسع لخمسين مقعدا تتوفر على كل الضروريات لعشاق الرحلات الاستكشافية والاستمتاع بطبيعة المدينة الخلابة.
 قدرات فندقية غير كافية
 على الرغم من كون مدينة بوسعادة من اشهر الوجهات السياحية في الجزائر إلا ان هناك عجزا كبيرا من ناحية طاقات استيعاب المؤسسات الفندقية الكبرى في المدينة على غرار فندق» القايد» و»كردادة»، اضافة إلى عدد لا يحصى من الفنادق ذات درجات أدنى مثل فندق «الجزائر».
 يعرف فندق «القايد» و»كردادة» اقبالا كبيرا من أجل الاسترخاء أو بغرض الأعمال وليس بمقدورهما تغطية الطلب المرتفع خاصة في حفلات نهاية السنة وعطل الأسبوع والعطل الدراسية حيث تبلغ نسبة الحجوزات بهما 100%.
 يشهد فندقي «كردادة» عمليات تهيئة وتجديد منذ بضعة اسابيع حتى يوفر لزبائنه خدمات افضل، إذ يحتوي على 74 غرفة منها 13 فخمة و05 أجنحة في حين تقتصر الاقامة في فندق «القايد» الذي اعيد تجديده على فئة معينة من الزبائن.
 تجدر الاشارة إلى ان فندقي» كردادة» و»القايد « تابعان لمجموعة «الجزاير» التي تضم فندق «الجزاير» (سان جورج سابقا) و»الساورة» و»قورارة».
 وتأسف العديد من سكان بوسعادة «لتذمر السياح المحليين والأجانب من نقص الهياكل الفندقية في المدينة، الأمر الذي يحتم عليهم الإقامة في منطقة أخرى لدى زيارتهم لها رغم أنهم يفضلون قضاء عطلتهم في المدينة التي يعشقونها».