طباعة هذه الصفحة

يمثلون مليون نسمة في الجزائر والقائمة مفتوحة

الموهوبون ثروة غالية... تنتظر الاهتمام

ليندة: لينة ياسمين

الدكتورة نعيمة بن يعقوب:
غياب مراكز تجمع هذه الشريحة وتفجر طاقاتها

كشفت  الأخصائية في علم النفس الاكلينيكي ورئيسة الجمعية الجزائرية للموهوبين والمتفوقين الدكتورة نعيمة بن يعقوب لـ «الشعب»، أنّ الأطفال الموهوبين في الجزائر، هم اليوم بحاجة ملحة جدا الى تأطير ورعاية من نوع خاص، تساعد خصوصا الأولياء في فهم هذه الفئة جد الحساسة، وصاحبة القدرات العقلية التعليمة غير الطبيعية، مع كل وكامل الحرص على أهمية أيضا توفير له كل الظروف، التي  تسمح لها بتفجير تلك الملكات والقدرات النادرة واستثمارها في مختلف القطاعات.
وقالت الدكتورة; إن أي  خطأ في فهم هذه الفئة والتعامل معها، سيؤدي إلى القضاء عليها وخسارة تلك المادة الرمادية العقلية، وتزول  بذلك تلك الثروة النادرة.
أضافت الدكتورة بن يعقوب أن الموهوبين يشكلون بين 2 إلى 5% من تعداد سكان  مجتمعات العالم، وهو ما يعني أن في الجزائر ما بين الـ 1 إلى 2 مليون موهوب،  ما تزال فكرة الاهتمام بهم في المخاض، وتبرر ذلك على غياب المراكز التي تجمع هذه الشريحة النادرة.
 وأضافت الأكاديمية المختصة، أن هذه الشريحة من الأطفال تنقصها الرعاية الكفيلة، التي تسمح بالاستثمار في قدراتها، وهو ما يعني أن الجزائر تخسر رقما حسابيا مهما وثروة  بشرية لا بديل عنها، وأن الملتقى الدولي الأخير المنظم من قبل الجمعية الجزائرية للموهوبين والمتفوقين في شهر مارس الماضي، والذي حمّل «نداء للاستثمار في العقل البشري لـخدمة الانسانية «، وشارك فيه نخبة من العلماء والأكاديميين، تطرقوا في مداخلات علمية عامة، عن مجالات الموهبة والتفكير والابداع للكوادر العربية في مختلف التخصصات.
وكان الحديث منصبا على  موضوع «المكونين والمربين»، وأدوات الكشف عن الموهوبين، ووضع استراتيجية للحد من «هجرة العقول العربية»، وتبادل الخبرات عربيا ودوليا في أمر رعاية الموهوبين، وهي الأهداف التي سعى ويسعى من خلالها المشاركون في الملتقى الوصول إلى هدف مثالي، تمحور حول «العناية بالموهوبين واستثمار قدراتهم».
 وعادت الدكتورة بن يعقوب وتعترف عن حقائق مخيفة تخصّ هذه الثروة من الجواهر النادرة في المجتمع، قائلة إن ما يخفى عن الكثيرين أن اهمال «الموهوب» وسوء تقدير تفوقه وملكاته التي قد تصل الى حدّ العبقرية، يجعل منه كائنا «فاشلا» في دراسته (دراسات علمية تؤكد أن الفشل المدرسي بين الموهوبين يصل الى 30 و40 بالمائة)، وسهل «الإنحراف» بسرعة مضاعفة قد تحدث بين الانسان العادي، وتعرضه الى الاضطرابات النفسية أيضا سريع وسهل الاصابة بها، بل إن «الموهوب» لديه قدرة واستعداد في تطوير تلك «الاضطرابات والعقد النفسية» بشكل شبه خيالي، و هو ما يجعل ويفرض توفير بيئة خاصة بهم، في الأسرة أولا ثم المدرسة والمجتمع المحيط ثانيا، ترعاهم وتهتم لحالهم، وتستثمر في قدراتهم العقلية العالية، والتي تظهر في أي مجال حيوي، وباختصار تختم المهتمة بهذه الفئة، أن «الموهوبين» لوتوفرت لديه تلك الرعاية والعناية فهم «رقم رياضي واقتصادي مهم في البلاد.