طباعة هذه الصفحة

تواجه سماسرة الشواطئ بصرامة

سلطات عنابة تراهن على موسم اصطياف ناجح

عنابة: هدى بوعطيح

تعزيز الأمن عبر الكورنيش من أجل راحة المصطافين

سخرت السلطات الولائية لمدينة عنابة، مختلف الإمكانيات المادية والبشرية، لإنجاح موسم الاصطياف لهذه السنة، لا سيما وأن هذه المدينة تعرف نزوحا كبيرا للسياح من مختلف جهات العالم، حيث تعمل على توفير الظروف الملائمة لموسم اصطياف ناجح، خاصة على مستوى الشواطئ..”الشعب” تنقل أدق التفاصيل.
تسعى السلطات الولائية لأن تكون بونة قطبا سياحيا بامتياز، باتخاذ جميع التدابير ليكون موسم اصطياف مميز، وتوفير الظروف الملائمة من خلال تجهيز الشواطئ وتوفير النظافة، فضلا عن تعزيز عناصر الأمن بالمناطق التي تعرف إقبالا كبيرا للسياح، على غرار شطايبي، سرايدي، عنابة وسط وضواحيها لتأمين موسم الاصطياف والتقليص من السرقات والاعتداءات الخطيرة التي قد تشهدها الولاية، بهدف ضمان راحة المصطافين.
وأول ما سعت إليه السلطات المحلية تنظيف جميع شواطئ عنابة، والتي تمّ تجنيد لها عشرات الشباب، حيث خصّص لهذه العملية 12 مليار سنتيم، لتهيئة الشواطئ وربطها بمختلف المرافق الضرورية، من أجل إعطاء وجه جمالي لبونة واستقطاب رضا السياح الذين يتوافدون على عنابة من مختلف جهات العالم.
بونة تتصدّى لسماسرة الشواطئ
تعدّ مدينة عنابة من بين الولايات التي أقرت مجانية الشواطئ، بهدف عدم استغلال المصطافين وإجبارهم على كراء الكراسي والطاولات والشمسيات بأسعار جد مرتفعة، وهو ما أدى إلى امتعاض سكان بونة والقادمين إليها من مختلف جهات الوطن، حيث يجدون أنفسهم مجبرين على كراء طاولة بـ500 دج و1000 دج للشمسية، في حين أن سعر الكرسي 100 دج والتي يتمّ تنصيبها مع بداية الشاطئ، ويمنع من لا يقوم بكراءها من الجلوس في المقدمة، ومن يرفض ذلك فهو إعلان عن بداية الشجار بين المصطاف والمؤجر ولا يهم جنسيته إن كان من داخل الجزائر أو خارجها.    
وفي هذا الصدد قامت مصالح بلدية عنابة بإزالة الشمسيات التي وضعت بالشواطئ، والتي يتمّ من خلالها إجبار المواطن على كرائها، ضاربين بتعليمة مجانية الشواطئ عرض الحائط، والتي تؤكد على أن استغلال الشواطئ المسموحة للسياحة يبقى حر ومجاني، وبالرغم من ذلك ما يزال بعض الشباب يستغلون غياب الرقابة لاستغلال الشواطئ وتنصيب الطاولات والكراسي لفرضها على المصطافين، فضلا عن استغلال مواقف السيارات، وإجبار كل من يريد ركن سيارته دفع 200 دج أو مغادرة المكان، وهي التسعيرة القابلة للارتفاع ليلا، نظرا للإقبال الكبير لسكان بونة وزوارها على شواطئ المدينة.
تهديم 121 خيمة فوضوية
من جهة أخرى، قامت مصالح الأمن الأول والثاني لفرقة التدخل السريع للأمن العمومي لدائرة البوني بإزالة وتهديم 121 خيمة فوضوية، وذلك في إطار تجسيد المخطط الأزرق وتطبيق تعليمات القيادة العليا للأمن الوطني بمجانية الشواطئ، كما قامت بإزالة عدد كبير من الهياكل الحديدية المنصبة على الشريط الساحلي بسيدي سالم، لمحاربة استغلال الشواطئ من قبل بعض الشباب، وقد جاءت العملية بعد الشكاوي التي تقدّم بها عدد من المصطافين الذين وجدوا أنفسهم يستأجرون الخيم تحت طائلة التهديد، فإما استئجارها أو الابتعاد عن الشاطئ، أين تدخلت فرق الأمن وقامت بحجز 121 شمسية وتكوين ملفات لمخالفي القانون.
كما قامت مصالح بلدية عنابة بكراء موقفي السيارات بمختلف شواطئ المدينة عن طريق المزايدة العلانية، لاستغلاله من قبل الخواص، على أن يحترم شروط الاستغلال المدرجة في العقد واحترام توقيت استغلال موقف السيارات، حيث تؤكد مصالح البلدية أن سعر التوقف لا يزيد عن 100 دج للزبون ليوم كامل، وتتواصل هذه العملية طيلة موسم الاصطياف عبر مختلف شواطئ الولاية، حيث رفعت لجنة متخصصة بمصالح الحماية المدنية الحضر على 21 شاطئ، فيما منعت السباحة بـ08 شواطئ لخطورتها وعمقها بكل من بلديات شطايبي، البوني، سرايدي ووسط عنابة.
ويبدو أن تعليمة مجانية الشواطئ لم تعجب سماسرة الشواطئ، وهو ما عرف تجمع عدد من الشباب بشواطئ عنابة، على غرار “سانكلو”، “شابي” و«عين عشير، مطالبين مسؤولي بلدية عنابة بالتراجع عن قرارهم، وتمكينهم من نصب شمسياتهم وطاولاتهم التي تعتبر مصدر رزقهم على حدّ قولهم، غير أن مسؤولي المدينة كشفوا على أنه قرار لا رجعة فيه، كونه صادر عن وزارة الداخلية والجماعات المحلية التي تقضي باتخاذ قرارات تتعلق بتنظيم وضبط الشواطئ المسموح فيها السباحة، والوقوف ضد ظاهرة استغلالها بطرق غير قانونية.  
مراقبة يومية وشباب يستغلون الفرص
تعمل مصالح الدرك الوطني والتي خصّصت قيادتها 1000 عون لتعزيز الأمن بالولاية التي يتوافد عليها يوميا آلاف الزوار، تعمل على المراقبة اليومية للشواطئ من خلال الدوريات المكثفة لها، ومحاربة سماسرة الشواطئ والذين بالرغم من الرقابة، إلا أنهم يستغلون الفرص المناسبة لنصب شمسياتهم وطاولاتهم، على غرار ما وقفنا عليه بـ«ريزي عمر” و«عين عشير” حيث وجدنا بعض الشباب يحتلون مقدمة الشواطئ ونصب حاجياتهم وفرضها على المصطافين ضاربين بالتعليمات عرض الحائط، فارضين منطقهم على السلطات المعنية، على اعتبار أنها مصدر رزقهم ولا يمكنهم الابتعاد عنها، مع العلم أن هذه الظاهرة تتواصل ليلا أيضا، حيث أن العديد من الشباب يقومون أيضا بكراء الكراسي لزوار الشواطئ بـ100 دج.