طباعة هذه الصفحة

رئيسة الجمعية الوطنية لمساندة الأشخاص المعوقين فلورا بوبرغوت لـ»الشعب»

غياب الصرامة أبقى القوانين مجرد حبر على ورق

ف/ كلواز

منحة 4000دج غير كافية ولا تستجيب لطموحات هذه الفئة

 أكدت رئيسة الجمعية الوطنية لمساندة الأشخاص المعوقين فلورا بوبرغوت أن  الشخص المعاق في بلادنا ما زال يعاني في كثير من مجالات الحياة المختلفة كالبيئة، النقل، التعليم، العمل، ما يعكس حقيقة عدم توفير مكانة للشخص المعاق في المجتمع تحفظ له كرامته، وكذا ثقافة المجتمع التي تجعل منه عضوا فاقد للفعالية داخله ونظرته القاصرة والدونية إلى الشخص المعاق فمازال الناس رغم الجهود المبذولة يحقرونه ويقللون من شأنه في مختلف الأماكن التي يتواجد بها خاصة العائلة التي غالبا ما تراه عبئا ثقيلا عليها وعلى المحيط الذي يعيش فيه.

وقالت فلورا بوبرغوت، أن الدولة الجزائرية أمضت على كل الاتفاقيات الدولية الخاصة بهذه الشريحة حتى توفّر للشخص المعاق حقوقه كاملة ليعيش بأريحية في بلاده، ولكنها بقيت مجرد حبر على ورق ولا وجود للملموس لتحقيقها على أرض الواقع، فالمعاق مثلا يدرس حتى يتخرج ولكنه لا يجد منصب عمل يتلاءم والتخصص الذي درسه وأن وجده يطرد منه بعد فترة، وعندما تتدخل الجمعية، يبرر رب العمل قراره المجحف بغياب الإمكانيات الخاصة بهذه الفئة كالنقل والتهيئة العمرانية لمقر العمل، لذلك تبقى ـ حسب فلورا بوبرغوت ـ مجهودات للبذل لتحويلها إلى حقيقة واقعية على أرض الميدان، لأن الفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يريد إلا أن يكون مواطنا عاديا له حقوق وواجبات كباقي الأشخاص العاديين.
وذكّرت بوبرغوت أن القانون موجود وحقّ هذه الفئة الهشّة مكفول دستوريا ولكن الصرامة في تطبيقه جعلته دون فعالية، ما أدى إلى استمرار معاناة المعاقين في مختلف أطوار حياته، خاصة وأن المنحة التي خصّصتها الدولة لهذه الفئة قليلة وقليلة جدا ويمكن اعتبارها متدنية وغير كافية تماما لتوفير مختلف الحاجيات والمتطلبات التي يحتاجها المعاق يوميا، فمبلغ 4000دج لا تسدّ حاجاته من بعض الأمور الضرورية كالحفّاظات التي يتعدى ثمنها الـ50دج والكراسي المتحركة التي طالبت أن يتم تجديدها كل سنة للمعاقين المتمدرسين الذين يتنقلون بصفة يومية إلى مؤسساتهم التعليمية، كما طالبت الدولة بتوفير نقل خاص للمعاقين في كل بلدية لتسهيل تنقلاتهم اليومية مع جعل المصالح الخاصة بالخدمات العمومية في الطابق الأرضي حتى يتمكّن من استخراج الوثائق أو قضاء طلباته دون اللجوء إلى شخص آخر.
وقالت رئيسة الجمعية الوطنية لمساندة الأشخاص المعوقين أن حوادث المرور في السنوات الأخيرة أصبحت سببا مباشرا في الكثير من الإعاقات، ما يجعل أي واحد منا ليس بمنأى من التعرض إلى حادث قد يقعده ويحوله في رمشه عين إلى شخص كعاق، لذلك نصحت السائقين باحترام قانون المرور لأنها اسلم طريقة للمحافظة على حياته وحياة الآخرين، فالإحصائيات الأخيرة تؤكد أن 4000 ضحية تموت سنويا في الجزائر بسبب حوادث المرور وعدد أكبر من المقعدين الذين يجدون أنفسهم بحاجة إلى شخص آخر للاستمرار في العيش، وقالت للمتعنتين من السائقين بزيارة المستشفيات كـ»تيقصراين» للوقوف مباشرة على ما تخلفه حوادث المرور من مآسي إنسانية.
وصرّحت في حديثها إلى «الشعب» أن الجمعية وجدت على أرض الواقع من أجل خدمة الأشخاص المعاقين من خلال نشر القوانين والنصوص التنظيمية الخاصة بفئة المعاقين السارية المفعول والحرص على تطويرها، مكافحة كل أنواع التمييز والتهميش والمعاملة السيئة التي يتعرض لها الشخص المعاق على الصعيد الاجتماعي والمدرسي، الإصغاء إليه وتوجيهه ومرافقته بهدف البحث عن استقلاليته وتجسيد مشروع حياة، المساهمة في الحملات التربوية والتحسيسية وإعلامية والوقائية الهادفة إلى تقليص أسباب الإعاقة، وأخيرا ابتكار وتسيير مراكز استقبال، رياضة، ترفيه، ثقافة، التدليك الطبي أو كل الهيئات الأخرى التي يمكن أن تكون مصدر اهتمام للشخص المعاق.  

عن اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة

يصادف يوم 3 ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة وهو يوم عالمي خصص من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1992، لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة. يهدف هذا اليوم إلى زيادة الفهم لقضايا الإعاقة ودعم التصاميم الصديقة للجميع من أجل ضمان حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، كما يدعو هذا اليوم إلى زيادة الوعي في إدخال أشخاص لديهم إعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية.