طباعة هذه الصفحة

الشهيدة مليكة قايد

امرأة لبت نداء الحرية ودفعت ثمنه بشجاعة

مليكة قايد شهيدة من أهم عناصر الثورة الجزائرية، كان لها فضل كبير في تفجير الحرب الجزائرية كما كان لها دور كبير في تنظيم المظاهرات، وتعليم المجاهدين وعملت في الثورة كطبيبة، حيث كانت من أهم النساء المجاهدات في تسيير الخطط ورسمها، وتنفيذها، كما كانت قائدة جمعية النساء للثورة التحريرية بالجزائر في تنظيم الخطط وتسييرها ودراسة الأماكن المتواجدة بالجزائر لوضع القنابل ونقل الأخبار، إلى أن اكتشف أمرها سنة 1957.
ولدت الشهيدة مليكة بالجزائر العاصمة بحي بلكور بتاريخ 24 أوت عام 1933، والتحقت بالمدرسة الإبتدائية سنة 1939م بالعاصمة ثم ببرج بوعريريج سنة 1942م، نالت شهادة التعليم الابتدائي سنة 1947 م وتحصلت على دبلوم في التمريض سنة 1953م، وفي 13 جوان 1955م تلقت اتصالا من طرف العقيد عميروش الذي طلب منها الالتحاق بجنود جبهة التحرير الوطني بالولاية الثالثة التاريخية، فلبت النداء جندية ثائرة وممرضة ساهرة ضاربة المثل في التضحية الوطنية، حيث كلفت رفقة ممرضة أخرى اسمها “دنيا” بحراسة العيادة التي أقيمت بالمغارات.
 في سنة 1956 بدأت الانفجارات في العاصمة وفي كل أنحاء الجزائر، وكان لمليكة قايد سنة 1956 دور في هذه العمليات واشتهرت في تفجيرات 5 ديسمبر بحي القصبة العتيقة، حيث أصبحت من أكثر نساء الثورة التحريرية مطاردة من قبل الجيش الفرنسي. وقد روت إحدى صديقاتها المجاهدة لصفر خيار على صفحات إحدى الجرائد الوطنية ظروف استشهاد مليكة قايد في معركة “اواقورن”، قائلة أن المعركة كانت دامية وطويلة شارك فيها ثلاثة آلاف جندي فرنسي بقيادة بيجار، ودامت أكثر من أسبوع حيث حاصر الجيش الفرنسي المنطقة، وهذا نتيجة لوشاية أحد الحركى، مضيفة بأن هذا الأخير جذب مليكة من قميصها، وكان يريد أن يظهر نفسه أمام أسياده، لكن مليكة قايد صفعته بكف يدها، فما كان منه إلا أن أفرغ فيها بندقية الصيد التي كانت في يده. وقالت أيضا أنها لا تستطيع نسيان تلك اللحظة التي كانت فيها مليكة تتخبط في دمائها”، حيث استشهدت بتاريخ 20 جوان سنة 1958 بمشدالة ولاية البويرة، حين كانت تعالج بعض المرضى وبعد اكتشاف أمر بعض المجاهدين قام الجيش الفرنسي برمي قنبلة في المنزل، الذي كانت فيه مليكة قايد فسقطت في ساحة الشرف هي والمجاهدين الذين كانوا معها، ودفنت في مقبرة الشهداء بالعالية.