طباعة هذه الصفحة

رجال دخلوا الإسلام

محمد علي.. كسر استحالة أن يكون الأمريكي مسلما

الحديث عن شخصية أسطورة الملاكمة الراحل محمد علي كلاي يعني الحديث عن سفير الدين الإسلامي في الولايات المتحدة، فهذا الملاكم خاض نزالات في الحلبة ونزالات خارجها دفاعاً عن دينه عندما وقف أمام قاضي المحكمة العليا ورفض الانضمام إلى حرب فيتنام لأنه مسلم والإسلام يحرم عليه قتل آمنين في بلادهم، مما نجم عنه إيقافه عن ممارسة رياضته.

 ويعلق أحد المسلمين الأمريكيين: «نفخر بكون محمد علي كان مسلماً ومثله لا يتكرّر، نحتاج الآن إلى محمد علي جديد. مسلم صادق مع نفسه ومع الآخرين ويفرض احترامه على الجميع، هذا ما تعلمناه من محمد علي».
تحوّل محمد علي إلى الدين الإسلامي عام 1964 وغيّر اسمه من «كاسيوس كلاي» إلى محمد علي كلاي، مما أغضب الكثير من الأمريكان حتى أن المؤرخين راندي روبرتس وجوني سميث وصفاه في صحيفة واشنطن بوست بـ»أكثر الأقطاب الشريرة جذباً في عالم الرياضة»، لكنه رد قائلا: «على المسلمين أن يكونوا فخورين جداً بدينهم وأن يظهروا للآخرين تواضعهم، كل الأديان جيدة، الأنهار والبحيرات والسواقي تحمل أسماء مختلفة، لكنها كلها فيها ماء، والأديان كلها الشيء نفسه، حيث تدعو لعبادة الله، لكن الإسلام جعلني أرتبط بالله حيث أكون في أي مكان بالعالم».
حالت إصابته بمرض «باركنسون» دون تحقيق محمد علي لطموحاته، لكنه واصل حملاته الإنسانية والخيرية لينشر عقيدته المسالمة والمحبة للخير، وقال مرة: «أؤمن بالله وبالسلام، الإسلام هو السلام وضد القتل والجريمة، ومن يرتكب الجرائم باسم الإسلام ضال ولو تهيأت لي فرصة لفضحت ألاعيبهم».
عينت الأمم المتحدة محمد علي كلاي سفيراً للسلام عام 1998، حتى أنه سافر إلى العراق عشية حرب الخليج عام 1990 ليفاوض رئيس العراق حينها صدام حسين من أجل إطلاق سراح 15 رهينة أمريكية، ويعلق إمام مسجد شيكاغو: «أثبت محمد علي للعالم أنه يمكن أن تكون أمريكياً ومسلماً في وقت واحد، وكان هذا شيئاً غريباً في المجتمع الأمريكي».
وكتب شيرمان جاكسون عنه مرة: «المسلمون الأمريكيون قدموا الكثير لمجتمعاتهم، لكن محمد علي كان أكثرهم تميزاً، لأنه أنهى الجدل القديم في استحالة أن تكون مسلماً وأمريكياً في وقت واحد، ومات الجدل وبقي نبل محمد علي»، خسر المسلمون في أمريكا صوتاً مهماً برحيله، وكان آخر ما قاله: «على المسلمين أن يقفوا بحزم أمام من يستغل الإسلام لينفذ أجندته الخاصة، أنا مسلم ولا يوجد مبرر لقتل الأبرياء».
——