طباعة هذه الصفحة

شهر رمضان ببجاية

الشّباب في خدمة العائلات المعوزّة بأيت يحيى

بجاية: بن النوي توهامي

إذا كانت اللّجان المحليّة للهلال الأحمر الجزائري أو الجمعيات ذات الطابع الاجتماعي من تتولّى عامة في شهر رمضان، فتح مطاعم الرحمة في العديد من القرى، فقرية أيت يحيى لها أن تعتزّ بشبابها لأنهم من بادروا بذلك طوال أيام الشهر الفضيل ليكونوا خير مثال لتكافل المجتمع وتآخيه بعيدا عن الرسميات أو البروتوكولات.

وفي هذا الصدد أكّد سعيد حسين، أحد منظمي مطعم الرحمة بهذه المنطقة، «إنّها السّنة الثالثة على التوالي التي يقوم فيها شباب المنطقة بفتح مطعم رحمة، في غياب لجنة محليّة للهلال الأحمر الجزائري، أّما فيما يتعلق بالمحلّ المستعمل كمطعم رحمة، فقد وضعه مالكه تحت تصرفهم دون أي مقابل لشهر كامل، ولم يكتف بذلك بل سمح لهم باستعمال كامل الأثاث المنقولة. وفي رصد للأجواء التي تعمّ المكان، قبل بضع ساعات من آذان المغرب، كان الشباب يقومون بتجهيز المائدة، في حين يعد الطبّاخون الوجبات التي سيتم تقديمها كوجبة إفطار، وقد أوضح السيد سعيد حسين، «كل هذه المواد مقدمة من قبل المحسنين وفاعلي الخير، فبفضل كرمهم تكون الوجبات كاملة ومرفوقة بتحلية ومشروبات غازية، وعليه، كل يوم يلتقي الصائمون من عابري السبيل في هذا المكان ويفطرون في أجواء حميمية، في المقابل يتولى الشباب أيضا مهمة إيصال الوجبات إلى العائلات التي يتعذّر عليها التنقّل إلى مطعم الافطار، والتي قد يصل عدد الموزعة منها يوميا إلى 60 وجبة»، إضافة إلى جهود هؤلاء الشباب القائمين على إنجاح هذه المبادرة، لاحظنا وجود طباخين متطوعين من كل قرى البلدية، قصد تقديم يد العون لشباب المنطقة، كما بلغنا أيضا أن جمعية ناس الخير واللجنة الدينية لمسجد طارق بن زياد، تقومان يوميا بمجمل قرى «تاشتيوين»، بتوزيع وجبات ساخنة على العائلات المعوزة بالقرية والتي تسكن بالقرب من المسجد. جميل أن نرى أعمال الخير والأنشطة التضامنية تتضاعف خلال شهر الرحمة والمغفرة، بفضل متطوعين وتبرعات المحسنين، فما من شك في أن هذا تقليد تترسخ جذوره يوما بعد يوم في مجتمعنا، والذي يعدّ بأمسّ الحاجة إلى مثل هذه المبادرات.